برادة: القضاء على الهدر المدرسي هو المدخل لمحاربة ظاهرة شباب “NEET”

كشف محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الوزارة تعمل على تقليص الهدر المدرسي في الإعدادي بنسبة 50%، ومعالجة الحالات المتبقية عبر حلول تربوية ومهنية مندمجة، حتى لا يبقى أي طفل خارج المدرسة دون بديل، مضيفا أنه دون حل هذا العطب لن يكون ممكنا إيجاد الحل لحوالي مليون و500 ألف شاب “NEET” (لا يعملون ولا يتلقون تعليمًا ولا تدريبًا بالمغرب)، إذ سيرتفع الرقم سنويا بـ200 أو 300 ألف تلميذ.
وأوضح الوزير، خلال اجتماع بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، أن ما يقارب 280 ألف تلميذ الذين يغادرون المؤسسات التعليمية كل سنة، أكثر من نصفهم، أي حوالي 160 ألف تلميذ، ينقطعون في سلك الإعدادي، مشيرا إلى أنه العام الماضي تم القيام بتجربة شملت 230 إعدادية رائدة، كان الهدف منها تقليص الهدر المدرسي بنسبة 50% في السنة الأولى، وتمكّنا من تحقيق نسبة تقليص بلغت 55%، أي إنقاذ 14 ألف تلميذ من الانقطاع عن الدراسة.
وأفاد برادة أن الوزارة تواصل الاشتغال على هذا الورش من خلال مدارس الفرصة الثانية، التي ستنتقل من استقبال 22 ألفًا إلى 35 ألف طفل، وسيتم توجيه دعم 6 آلاف درهم عن كل طفل منهم، لتتمكن هذه المؤسسات من التكفل بهم وإعادة إدماجهم في المنظومة التعليمية خلال عام أو عامين.
وأبرز الوزير أنه رغم أن مستوى هؤلاء الأطفال في التعلمات قد يكون ضعيفًا، فإن الهدف هو تمكينهم من تعلم مهنة أو حرفة تضمن لهم مستقبلًا مهنيًا. كما نشتغل على إحداث شهادة مهنية معترف بها من طرف مؤسسات التكوين المهني، تسمح لهم إما بمتابعة الدراسة في التكوين المهني أو العودة إلى التعليم النظامي بعد استكمال تكوينهم في مدارس الفرصة الثانية.
وتابع “لكن من أجل النجاح في ذلك، لا بد من معالجة الأسباب الحقيقية المؤدية إلى الانقطاع، وعلى رأسها صعوبة الولوج إلى المؤسسات التعليمية”، موضحا أن العديد من التلاميذ، خاصة في الوسط القروي، يقطعون مسافات طويلة قد تتجاوز الساعة يوميًا، لذلك يجب العمل على تحسين النقل المدرسي وتجديد أسطوله، مع الحرص على توفير داخليات إضافية لاستقبال التلاميذ القاطنين بعيدًا عن مؤسساتهم.
وأشار وزير التربية الوطنية إلى ضرورة الاشتغال على الموضوع بتنسيق مع وزارة الداخلية والمجالس الإقليمية من أجل توفير الإمكانيات الضرورية لضمان تكافؤ الفرص، مشيرا إلى أن مكافحة الهدر المدرسي تتطلب استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، وهو ما نشتغل عليه بشكل متواصل.
وفي السياق ذاته، أفاد أن المدرسة التي لا تصلها الطرق، والتي لا تتوفر على مرافق خاصة بالبنات منفصلة عن الأولاد، تُطرح فيها إشكالات حقيقية. فحين تصل الفتيات إلى سن معيّن، يجد الآباء صعوبة في السماح لهن بالاستمرار في الدراسة. هذا الأمر، رغم بساطته الظاهرية، يُعتبر مشكلاً عميقًا، لأننا ما زلنا نتحدث عن مؤسسات تعليمية تفتقر إلى مرافق صحية أساسية.
وأشار إلى أنه اليوم لدينا حوالي 4000 مؤسسة، خاصة في المناطق الجبلية، لم يصلها الماء. وقد التزمنا ببرمجة هذه المشاريع، حتى نتمكن من معالجة هذا الوضع في أقرب وقت ممكن، وبناء المرافق الصحية الخاصة بالتلميذات والتلاميذ، وإيجاد حلول عملية لهذا المشكل في المدى القريب.
أما على مستوى الدعم الاجتماعي، أوضح برادة أن عدد المستفيدين خلال هذه السنة بلغ 3 ملايين و275 ألف تلميذ، يحصل كل واحد منهم على 200 درهم شهريًا في الابتدائي والإعدادي، و300 درهم في التعليم التأهيلي، في إطار جهود الدولة لتشجيع التمدرس والتقليص من التفاوتات الاجتماعية والمجالية.