الأخبار المضللة تتحول إلى وقود لتأجيج احتجاجات “جيل z” بالمغرب

في ظل اتساع رقعة الاحتجاجات الشبابية وما رافقها من أحداث عنف في أزيد من 23 إقليماً بالمغرب، يجد المواطن نفسه أمام سيل من الأخبار والصور والفيديوهات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كثير منها يفتقر إلى الدقة أو يُجتزأ من سياقه، ما يجعله عاملاً إضافياً لتأجيج التوتر ونشر الخوف أو الغضب بين الناس.
ومن هنا تبرز أهمية أن يتحلى الأفراد باليقظة الإعلامية، وألا ينجرفوا وراء مشاركة أي محتوى دون التثبت من صحته، إذ لم تعد المسؤولية محصورة في وسائل الإعلام وحدها، بل أصبحت أيضاً في يد كل مواطن يتعامل يومياً مع المعلومة الرقمية، حيث أضحى التحقق قبل النشر أو المشاركة شرطاً أساسياً لتوفير أرضية لنقاش عمومي قائم على الحقائق، بعيداً عن المغالطات والانفعالات.
ياسمين لعبي، صحافية متخصصة في التحقق من الأخبار ومدربة في مجال التربية الإعلامية، تؤكد أن هناك سيلاً من الأخبار والمحتويات يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها بلادنا، لافتة إلى أن هذا التسارع في الأحداث يُغذي رغبة المواطن في معرفة ما يحدث بالضبط، وما هي المعلومة الصحيحة، وهو ما يجعله عُرضة لاستهلاك المحتويات التي يتلقاها على هذه المنصات.
وأوردت في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية أن من بين هذه المحتويات قد تكون هناك أخبار غير دقيقة، مضللة، أو مُجتزأة من سياقها، فيُصدّقها المتلقي دون تمحيص أو تحقق، لأن ما يشغله في تلك اللحظة هو متابعة ما يجري، مسجلة أن حالة الهلع، وشعور الخوف، والترقب، والتوجس التي يعيشها الإنسان تُضعف قدرته على أخذ مسافة نقدية مما يتلقاه من أخبار، فيُصبح أكثر قابلية لتصديق كل ما يصله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجواباً عن سؤال حول كيفية تمييز المواطن بين المعلومة الصحيحة والمضللة، أكدت لعبي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الجواب يكمن في العودة إلى تلك المسافة النقدية، وفي تفعيل ذلك “الرفليكس” أو رد الفعل التلقائي الذي يشجع على التريث، وأخذ مسافة بيننا وبين ما يصلنا من أخبار وفيديوهات وصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشددت في الوقت نفسه على ضرورة الرجوع إلى المصادر الإخبارية ذات المصداقية، التي تتابع الأحداث عبر مراسلين موجودين ميدانياً، للتحقق من صحة ما يجري فعلياً في مختلف مدن المملكة، في ظل أعمال التخريب والشغب التي شهدها المغرب خلال الأيام القليلة الماضية، على هامش احتجاجات “جيل زد”.
وأبرزت في حديثها للجريدة أنه من المعروف أن الفترات التي تشهد أزمات تُغذي انتشار الأخبار المثيرة التي تكون في الغالب مضللة ومجتزأة من سياقها، وذلك بسبب سعي بعض الصفحات إلى استغلال اهتمام الناس بهذه المواضيع لحشد الجماهير، وزيادة عدد الزيارات، وربما تحقيق أرباح أكبر، خاصة عبر منصات مثل يوتيوب وغيرها.
وخلصت الصحافية المتخصصة في التحقق من الأخبار إلى أنه من الضروري أن يكون المواطن متيقظاً تجاه ما يصله من أخبار، وما يشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء على فيسبوك، تيك توك، إنستغرام، أو إكس، مذكرة بضرورة الحرص على عدم النشر الفوري، وأهمية التريث، والتحقق، والرجوع إلى المصادر الموثوقة، إضافة إلى متابعة منصات تدقيق المعلومات التي تبذل مجهودات كبيرة في هذه الفترة لمواكبة سيل الأخبار المضللة التي تنتشر بالتزامن مع الأحداث التي يشهدها المغرب.