رأي

المؤسسة الملكية بالمغرب والولغ الإعلامي

المؤسسة الملكية بالمغرب والولغ الإعلامي

في الكثير من المحطات عرفت المؤسسة الملكية بالمغرب مساسا غير مفهوم من قبل بعض المنابر الإعلامية الفرنسية، وخاصة جريدة لوموند وقناة فرانس 24 ، ووقوفا على المهنية الإعلامية الاحترافية، تسرد مثل هذه المنابر أخبارا تبنى على الاحتمالية والحسيبة ( حسب بعض المصادر ) والغالب في هذه الصيغة البحث عن الإثارة وتوجيه الرأي العام المعني بالموضوع لخلق النقاش السوفسطائي بين العوام، وهناك احتمال آخر يكمن في كون مثل هذه المنابر تخضع للوبي المسيطر في بنيتها التحريرية الذي يمرر الأجندات التي يتبناها نظامه العسكري، سواء كان بإرادته العملية كصحفي، أو تحت التهديد الاستخباراتي بتصفيته وتصفية محيطه الأسري، وهناك مقاربة ثالثة تكمن في محفظة السندات المالية المنهوبة من الشعب الذي يخضع لحكم العسكر ، لتعطى للمرتزقة من أحفاد المستعمرين القدامى الذين قاموا بتصفية أجدادهم بما يقارب المليون ونصف مليون نسمة، باسم الإعلام وحرية التعبير.
لذا يمكن الوقوف على حمّى المساس بالمؤسسة الملكية بالمغرب، كمحطة شبه سنوية عند دولة الجوار وبعض الذيول الأجنبية، قاعدة شبه موسمية لتفريغ القهر الداخلي والأزمة الاقتصادية التي تنعكس على الأزمة الاجتماعية، والهروب نحو السراب حيث يحسبه الضمآن ماء، ليختبىء من البركان العاصف الذي بدأت شرارته تطفو على السطح ، لما ظهر من الجمهورية العسكرية من نهب.
وبعيدا عن العاطفة، وإن كانت العاطفة هي قوام استمرار الحياة، نخوض مقاربة فهم المغرب والمغاربة والمؤسسة الملكية في سرد جزئي وبلغة صحفية للعلاقة التي تمزج هذه المقومات الثلاث في الواقع المعيش، ومنها:
الملكية والشعب، عنوان عريض لمفهوم البيعة والولاء المقابل، فالشعب المغربي ومنذ قرون يرى في المؤسسة الملكية مفتاح الاستقرار العرقي المختلف المكون للشرائح الاجتماعية المغربية، وأنها المؤسسة الوحيدة التي أجمعوا على طاعتها لما لها من أبعاد روحية وسياسية، وقد جاء الخريف العربي كوسيلة واقعية للأحداث، تبرز أهمية الملكية في الاستقرار والاستمرار. وأن الخريف العربي عرّى أوراق الظل لتسقط أغصان التسلط على شعوبها.
وبالمقابل تعمل الملكية على الاجتهاد والسعي المستمر لضمان الحياة المعيشية المستقرة المنفتحة على الاجتهاد والسعي، والاستمرار بما يحفظ هوية وكرامة الشعب.
الملكية ومؤسسات الدولة، وهي العلاقة التي تبنى على التوجيه والتقويم وعلى الطاعة والعمل، إذ المؤسسات عامة سواء منها العسكرية أو الاستخباراتية، تملك من الوعي السياسي الدولي والوطني، ما يخول لها العمل على ترسيخ الاستقرار والابتعاد عن أي مزايدات يمكنها أن تمس بالوحدة والوطن، لأنهما يعلمان يقينا، أن صمام أمان الداخل من الأطماع والأحقاد الخارجية، هي المؤسسات التي يعملون بها. وبالمقابل يكون للمؤسسة الملكية البصيرة والإرادة في وضع من يناسب في المكان المناسب، لعامل الثقة بوطنيته والثقة بحبه للتربة والإنسان داخل الوطن.
الملكية والأمن الروحي، وهذه ميزة اختصنا بها الله سبحانه وتعالى نحن المغاربة على كل الملكيات العربية خاصة، فإمارة المؤمنين مفتاح الاستقرار الروحي وهي عنوان عريض للانفتاح تحت مسمى تلاقح الثقافات والحوار بين الأديان، وكذا امتدادها الإفريقي الذي جعل من التدين المغربي عنوانا عريضا لمفهوم التعايش وقبول الغير.
فالأمن الروحي في زواياه الثلاث دستوريا من عقيدة أشعرية ومذهب مالكي وتصوف الجنيد، يمكن اعتبارها دستورا روحيا شاملا يمنع السقوط في التخبط، او الانفتاح السلبي على بعض الاجتهادات المغايرة للشريعة الإسلامية.
الملكية والهوية الاعتبارية، إذ لا يمكن الحديث عن الهوية دون الحديث عن مفهوم الانتساب، فالمغاربة هويتهم السياسية تحدد باسم المؤسسة الملكية، وهذا يضمن أن كل فعل أو ممارسة سياسية، هي خاضعة للتقويم والممانعة، أما الهويات الأخرى فهي متقلبة حسب الأفراد أو المؤسسات ويختلط فيها المعنى السلطوي بالمعنى السياسي أو العسكري بالمعنى السياسي،
وغالبا ما تعرف الهوية المغايرة كالهوية العسكرية، أنها هوية تسلب للشعوب ثرواتها وتسقط الدولة في تبعية من يسلبها أكثر. أو الهوية السياسية التي تعكس الأحزاب في ممارستها نموذجا حيا لمفهوم العشوائية والولاءات الفردية.
إن المؤسسة الملكية المغربية ، لا يختلف أي مغربي عن حمايتها والولاء لها، دينا ودستورا، وتاريخا وعرقا، فالمغاربة رباط واحد يلتفون كعقدة مشددة الإحكام على أنامل الوحدة والإستقرار تحت قاعدة ( الله، الوطن، الملك ) وأي محاولة للمساس بالمؤسسة الملكية لا تزيد الشعب المغربي إلا تمسكا بها، لذا على العسكر أن يكفوا أيديهم عن هدر أموال شعوبهم، لأن هذه الشعوب أولى بها لضمان حياة كريمة ترقى إلى الإنسانية.

واستعارة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا أولاهن بالتراب ). نقول للمقاولات الإعلامية التي تسعى للمساس بالمغاربة، ليث خطكم التحريري يرتقي إلى الولغ لنجتهد في تحقيق المحطات السبع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News