رأي

أخنوش وحركة جيل – Z – .. سوء الفهم الكبير.

أخنوش وحركة جيل – Z – .. سوء الفهم الكبير.

لأول وهلة يمكن لأي قارىء للعنوان أن يتبين لسان حال الواقع، وما يفرضه من تناقض بين عزيز أخنوش بصفته رئيسا للحكومة وبين حركة شبابية تحصر بين فئة عمرية تنعت بجيل Z بصفتها العنوان العريض للمطالبة بإصلاح الصحة والتعليم ومحاربة الفساد، وهذه المطالب لا تخرج في النعت المباشر بكونها رسالة إلى من يرون فيه المسؤول المباشر عن الإصلاح وهو شخص رئيس الحكومة باعتباره المعني في هرم الدولة سياسيا بما آلت إليه صناديق الاقتراع.

وبمقاربة موضوعية يمكنها أن تكون بعيدة عن لغة العواطف ومن جهة هي أقرب إلى النقل لما هو موثق ومنشور، يمكن الوقوف على أن عزيز أخنوش وحركة جيل Z يحملان نفس المشروع المجتمعي الذي يطمح كل المغاربة إلى تحقيقه، غير أن الأول بصفته السياسية كان حاملا للبرنامج الانتخابي المبني على الصحة والتعليم والتشغيل كسقف في حالة النجاح في الانتخابات يمكن تحقيقه، وحركة جيل Z بنفس المطالب ولكن كنتيجة لواقع لم يتغير فيه شيء حسب قناعاتهم يمس بصفة مباشرة نفس المطالب الصحة والتعليم والكرامة الاجتماعية، وهنا يمكن القول أن لغة التغيير بوحدة الروح المغربية توافقت حول التحديات المنوطة بالواقع الاجتماعي بين السياسي والمحتج، غير أن الأول يمتلك اليات العمل لتفعيل تلك المطالب والثاني يمتلك سبل المراقبة للتقييم، وهناك فئة ثالثة تركب على الأحداث، يمكن نعتها ( بالعقارب الخضراء )سواء في استغلال السياسي وتفجير السياسة، أو في استغلال المحتج والركوب على شرعية مطالبه، فأين يكمن الخلل؟

يمكن الإلماع إلى نقطة أساسية هي في صلب التوافق البناء بين السياسي والمحتج، مع بيان الضعف المرتبط بهما وتحمل المسؤلية لكليهما، وهي، (التواصل، عنوان قوة جيل Z، وعنوان الضعف لرئيس الحكومة).

حيث أن التواصل هو مفتاح التوافق بين الطرفين أو العكس، وهو ما تجسد في الواقع بأحداثه، فجيل Z لم يكن ذا رؤية تنسيقية مسبقة في توحيد المطالب ، أو تحديد موعد الاحتجاج، ولكن بالمتابعة للمؤثرين المغاربة الذين هم بالمناسبة كل موادهم تعتمد استعراض النقص وأخطاء الحكومة، هذه المتابعة هي التي رفعت منسوب الاتفاق وتحديد قناعة الاحتجاج، ناهيك عن الأخبار المتفرقة والفيديوهات على وسائل السوشلميديا التي تنقل الفضائع المرتبطة بالصحة والتعليم، وبما أن الإحتجاج منطقه الالتفاف كشكل قوقعة الحلزون يبدأ من نقطة ويبدأ في الانتشار، كانت قناعات جيل Z تتمدد لتخلص بنتيجة مفادها، أن الحكومة هي سبب الفساد، وأن رئيس هذه الحكومة هو عزيز أخنوش، إذن الفساد هو رئيس الحكومة. فكان التواصل مركب بدقة متناهية عبأت الرأي العام، وساهمت في نشر الاتفاق الجمعي حول المطالب دون تنسيق يذكر.

كما أن هذه الأرضية الواسعة التي تشكلت فتحت الباب للمتربصين وخاصة من الخارج المحترفين في إثارة الفتن والنزعات الداخلية للبلدان المستقرة، أن يلجوا لأرضية جيل Z ويسهلوا عمليات التعبئة والتنسيق، وطرح أفكار يمكن اعتبارها ليست من قناعات هذا الجيل، والتي بالمناسبة تفطنوا لها بذكاء جيل Z.

أما رئيس الحكومة عزيز أخنوش، فكانت آلياته التواصلية ومنذ تقلده منصب رئيس الحكومة، جد ضعيفة، علما أنه خصص مقدرات مالية من شركاته الخاصة بعيدة عن ميزانية الدولة لخدمة أهدافه التواصلية، إلا أنها برهنت على فشل ذريع والأغلب أنه لا يتحمل المسؤولية المباشرة على ذلك، بحكم تعدد المهام، وقد يكون سبب هذا الفشل كامن في، أن منظري التواصل شركات أجنبية تمتلك الاليات التقنية، ولا تمتلك الذوق في فهم العقلية الشبابية المغربية، أو أن المكينة التواصلية المحلية، تمتلك وسائل إقناع نخبوية، بعيدة عن وسائل إقناع شمولية، أو أنها تعتمد مقاربات إحصائية دون الوقوف على المفاهيم والوقائع الشعبوية، أو يمكن أن تضخم منجزاتها التواصلية التي هي في الحقيقة بعيدة عن الواقع كما هو، أو أنها تعتمد على دعم بعض الأشخاص، ليسوا مؤهلين وجاهيا أن يكونوا ممن يضعوا بصمتهم على المتلقي بمبدأ القبول واستيعاب الآخر، مستبعدين لقاعدة ( غش القلوب يظهر على صفحات الوجوه، وفلتات الألسن )
المهم من كل ذلك، أن المتضرر الأول والأخير هو عزيز أخنوش، الذي نال الرفض من جهتين، جهة شخصه، وجهة صفته كرئيسا للحكومة عند جيل Z .

ولكن بالمقابل أن الرجل بصفته السياسية قبل صفته المؤسساتية، هو من رفع شعار إصلاح الصحة والتعليم والتشغيل في برنامجه، وسخر إمكانات مهولة للترويج لخطة الإصلاح التي عجز عن ترويجها أتباعه تواصليا.

للإنصاف وبسبب التواصل فقدت الحكومة سيطرتها على الترافع، رغم أنها حققت إصلاحات جد مهمة في الصحة والتعليم، وأن البرنامج التنموي لهما، يسير بخطى جد مهمة تبرهن عليها إحصاءات ووقائع لا يمكن نكرانها.

وجيل Z هم مستقبل هذا البلد، وأمله بعد الله تعالى في تحقيق الريادة والمحافظة على الاستقرار والمجد والألق، وهم كما نحن وكما من سيأتي وكل الأجيال، من سيبقون على استعداد للدفاع عن دينهم ووطنهم وملكهم بكل شيء.
عزيز أخنوش كمستثمر ابن المنطقة الجنوبية، مغربي يحمل نفس المبدأ، وجل استثماراته في وطنه الذي يفتخر بالانتساب إليه، ما يعني أنه ومن باب أولى أن لا نغيب عنه اهتمامه بوطنه وأبناء وطنه.

رئيس الحكومة، عليه أن يزيد في اليات اجتهاده لكي يرفع منسوب القرب بينه وبين الأجيال، بالتواصل البناء واطلاعه على كل ما يهمه من اصلاحات، ببرامج توعوية، ومواعد مبرمجة لكل القطاعات الحكومية، تعمل على تنوير المواطن بمستجدات الإصلاح لكل متطلباته.

وتجدر الإشارة، أن على شباب جيل Z وكل الشباب المغربي وكل الأجيال، أن يقطعوا الطريق على سماسرة الانتخابات الذين يستخدمونهم درجا للوصول، ثم يرمون بهم في سلة المهملات، والانتخابات القادمة، هي فاصل في تقزيم من لا يخدم هذا الوطن، وأن تكون للشباب كلمتهم.

وبذلك يمكن القول على عزيز أخنوش كرئيسا للحكومة وشباب جيل Z كمطالبين للحق العام في الصحة والتعليم والتشغيل، أن يخلقوا مجالات للحوار دون وساطات غير مقبولة سواء من الناحية الوجاهية، أو من الناحية الكلامية.
واستحضار أن الوطن للجميع، وأن الجميع في خدمة وحماية ( الله ، الوطن ، الملك ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News