حجيب: فن العيطة فقد شيخاته ويحتاج موهبة ولا يتقنها الجميع
أكد الفنان الشعبي حجيب أن غناء العيطة يتطلب موهبة حقيقية، باعتبارها فنا عميقا، لا يتقنه كل من يغني الفن الشعبي، موضحا أن هذا اللون الغنائي ليس مادة سهلة كما يعتقد البعض.
وتحدث حجيب في تصريح للجريدة عن غياب “المشيخة” في الزمن الحالي، قائلا: “لم تعد هناك شيخات حقيقيات يتعلمن أصول هذا الفن، ولذلك تراجع دورهن في مجال العيطة”.
وسجل الفنان ذاته أن فن العيطة بات اليوم موضوع بحث أكاديمي من طرف دكاترة وباحثين متخصصين، يشتغلون عليه ميدانيا ونظريا، مما جعله في أيادٍ أمينة.
وأضاف أنه كُتبت حول هذا الفن العديد من الكتب، وأصبحت الخزائن مليئة بالأسرار والخبايا التي لم تكن معروفة لدى الأجيال السابقة.
وتابع حجيب في السياق نفسه: “من السهل اليوم التعرف على تفاصيل العيطة من خلال العودة إلى المراجع التي تتناول أنماطها، ومصطلحاتها، وتاريخها، وتحليلها بشكل مفصل”.
وفي ما يخص جديده الفني، أوضح حجيب أنه لم يعد يطرح أغانيه الخاصة في الأسواق، بل يكتفي بتقديمها حصريا خلال السهرات التي يُستضاف فيها عبر القنوات التلفزيونية.
وعن إمكانية مشاركته في عمل سينمائي حول فن العيطة، أشار حجيب إلى وجود العديد من الأفلام التي تناولت هذا الفن، مما يجعله حاضرا في الساحة الثقافية.
وشدد الفنان ذاته على أهمية تنظيم مهرجانات خاصة بالعيطة، لدورها الكبير في ضمان استمرارية هذا اللون الغنائي، واستقطاب فئة الشباب نحوه، مستحضرا نموذج مهرجان العيطة المرساوية.
ولفت إلى أن عدد فناني العيطة أصبح أقل من السابق، مشددا على أن هذه المهرجانات تمنح الحيوية لهذا النمط، وتساعد على بقائه في الواجهة.
وأشار حجيب إلى حرصه خلال مشاركته في المهرجانات على تقديم مزيج من أنماط العيطة، مثل “الساكن”، و”الصوفية”، و”الأغاني الموسمية”، مبرزا أن انطلاقة هذا الفن الشعبي كانت من مدينة الدار البيضاء، التي لا تزال إلى اليوم تحتضنه وتحافظ على روحه.
وسبق للفنان حجيب أن جلس على كرسي طاولة تحكيم ببرنامج يروم اكتشاف المواهب في الغناء الشعبي والذي حمل اسم “النجم الشعبي”، إلى جانب عبد العزيز الستاتي، وزينة الداودية، ونجاة عتابو.
