بوز: احتجاج “جيل Z” صفعة سياسية ضرورية وصرخة الشباب أوصلت رسائلها

قال أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أحمد بوز، إن احتجاجات (جيل Z) “شكلت صفعة سياسية كنا في حاجة إليها في ظل سيادة الجمود والرتابة في المشهد السياسي”، مشيراً إلى أن الاحتجاج والصرخة الشبابية أوصلت الرسائل التي يجب أن توصلها لمن يهمهم الأمر.
وفي وصفه للسياق السياسي والمجتمعي الحالي، سجل الأستاذ الجامعي، ضمن مروره ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي” الذي يبث على المنصات الرقمية لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “المغرب يعيش لحظة مهمة وضرورية”، مشيراً إلى أن “الطبقة السياسية والطيف السياسي كان في حاجة لمثل هذه الرجة لتجاوز الركود والرتابة والاطمئنان للذات الذي تعيشه الحياة السياسية في المغرب”.
وأضاف بوز أن “هذه الاحتجاجات إذا كان لها فضل، بغض النظر على بعض المسارات التي اتخذتها خلال يومين، فإنها نبهت إلى عمق المشاكل المطروحة وحقيقة التحديات التي نواجهها ونوعية الملفات التي يجب أن ينصب حولها الاهتمام الأولوية”، مبرزاً أن “الإشكالية المطروحة طيلة الفترة الأخيرة هي ترتيب الأولويات”.
واعتبر المحلل السياسي أن “الدولة تقود مشاريع واعدة ولكن على مستوى تأثيرها المباشرعلى المستوى الحياة اليومية للمواطنين تطرح إشكالية ومفارقة مهمة”، مؤكداً أنه “ليس جديداً اليوم أننا نتكلم عن هذه المفارقة بحكم أنه سبق الحديث عنها في ما يتعلق بميناء طنجة المتوسط أو مشروع القطار فائق السرعة (TGV) أو مشاريع الطرق السيارة وعلاقتها باستفادة الفئات الاجتماعية منها”.
وسجل المتحدث ذاته أن “المشكل الحقيقي اليوم هو مشكل تفاوتات وقد سبق التعبير عنها في محطات سابقة وعلى رأسها حركة 20 فبراير وحراك الريف”، مشيراً إلى أنه “خلال المرحلتين مثلا وقعت قرارات فورية لكنها لم تقدم أجوبة كاملة”.
وفي هذا الصدد، أورد بوز أنه “حينما نتحدث عن دستور 2011 وانتخابات 2011 فهي من بين الأجوبة التي قدمتها الدولة للمواطنين”، مستدركا أن “الإشكال الذي طرح هو تنزيل هذه الأجوبة على أرض الواقع الذي عرف نوعا من التراجع”.
وشدد بوز على أن الاحتجاجات ستتوقف بعد مدة، مواصلا أن “المهم هو أن هذا الحراك أعطى ما يجب أن يعطيه وهي الرسالة التي حملها الشباب وتبناها المشهد السياسي من أحزاب وأغلبية ومعارضة بالإضافة إلى الإعلام الذي أصبح العنوان الرئيسي فيه هو هذه الأحداث”.
وأوضح الأستاذ الجامعي للعلوم السياسية والقانون الدستوري أن احتجاجات جيل Z هي “صفعة ضرورية وكنا في حاجة إليها”، مبرزاً أن الظاهر من خلال التطورات السياسية الأخيرة والتفاعل مع هذه الأصوات المحتجة على مستويات متعددة هو أنها وصلت إلى من يهمه الأمر.
وفي تحليله لطبيعة احتجاجات “جيل Z”، لفت الأكاديمي ذاته إلى أن “هذا الحراك مختلف عن حراك 20 فبراير وبقية الانتفاضات التي عرفها المغرب، لا من حيث الشعارات والمطالب أو السياق العام الذي أدى إليها”، مشيراً إلى أن “القواسم المشتركة بين كل الحراكات هو طابعها الشبابي بالإضافة إلى بعدها وزخمها الوطني، أي في عدد من المناطق في المغرب وترسيخ ذهنية الاحتجاجات التي أورثتها حركة 20 فبراير في سلوك الشباب”.