مجتمع

العزلة تفاقم قساوة موجة البرد بقرية تيفلت بإقليم أزيلال

العزلة تفاقم قساوة موجة البرد بقرية تيفلت بإقليم أزيلال

في قرية تيفلت بإقليم أزيلال، تقف حادة بيديها العاريتين المتشققتين من الصقيع حاملة كومة من الحطب. عيناها المتعبتان، ترويان حكاية صراع يومي، ككل سنة، مع ويلات الفقر لمواجهة فصل شتاء بارد.

تقول حادة في حديثها لجريدة “مدار21″، إن “الحطب يغنينا عن قنينة الغاز المكلفة، لكن جمعه صعب ومرهق، خاصة في درجات الحرارة المنخفضة. لكنه يبقى ضروريًا للطبخ والتدفئة”.

في منزل متواضع تملأه رائحة الحطب محترق دفئا، يجلس إدريس، زوج حادة، وأبناؤه ملتفين حول الموقد لتدفئة أجسادهم التي أنهكها البرد. يشير رب الأسرة إلى فرن معدني تقليدي ويقول: “هذه ‘القزديرة’ تساعدنا في التدفئة وإعداد الفحم للطبخ. لكن جمع الحطب ليس سهلًا، خاصة عندما تنخفض درجات الحرارة.”.

يؤكد ادريس أن فصل الشتاء في الجبال قاسٍ، لذلك “نراقب مستجدات الطقس ونجمع ما نستطيع من حطب ومواد غذائية، لأن الثلوج غالبًا ما تعزلنا عن السوق”.

ويكمل حديثه بينما يراقب إبريق الشاي الموضوع على الفحم: “لا نستطيع جمع الحطب في درجات الحرارة المنخفضة، لذلك نستعد ونراقب مستجدات الطقس، ونحاول جمع ما أمكن من الحطب والمواد الغذائية الأساسية لمواجهة الحصار الذي تفرضه علينا الثلوج، خاصة أن الطريق إلى السوق في حالة سيئة”.

يأمل إدريس كغيره من ساكنة القرية من الجهات المعنية التحرك لمساعدتهم، من خلال توفير الحطب والأفران الملائمة لمواجهة قسوة الشتاء، وفك عزلتهم التي تعمق معاناتهم مع كل موجة برد.

وعلى غرار قرية تيفلت تعيش العديد من المناطق القروية، خاصة في جنوب المغرب، حيث تصل درجات الحرارة لمستويات منخفضة جدا، لاسيما وأن هذه المناطق تغيب فيها أبسط مقومات العيش الكريم.

وبهذا الصدد، تتخذ السلطات المحلية تدابير استباقية للتخفيف من وطأة البرد بالمنطقة ذات الطابع الجبلي.

وتعمل لجنة اليقظة على رصد وضعية المراكز الصحية ومدى توفرها على التجهيزات الضرورية والأدوية اللازمة مع برمجة العدد الكافي من الوحدات الطبية المتنقلة لتقريب الخدمات الصحية من المواطنين، خاصة بالمناطق الجبلية النائية، وتعبئة جميع سيارات الإسعاف، وتتبع الحالة الصحية للنساء الحوامل (680 امرأة) في المناطق المهددة وإلحاقهن بدور الأمومة أو المراكز الصحية القريبة.

وفي الاجتماع الأخير للجنة اليقظة، أعلن عامل إقليم أزيلال، حسن بنخيي، عن تفعيل دور اللجن المحلية لليقظة والتتبع وتعبئة المصالح المعنية، للسهر على جمع كافة المعطيات الدقيقة حول الوضعية العامة للإقليم، مذكرا بأهمية تحديد الشبكة الطرقية والمحاور المحتمل تعرضها للانقطاع بسبب تراكم الثلوج.

وأكد، في هذا الصدد، على ضرورة تجنيد كافة الأطراف المتدخلة وبذل الجهود الممكنة للتخفيف من آثار الظروف المناخية الصعبة وفك العزلة عن المناطق المتضررة، موضحا أن مخطط العمل برسم موسم شتاء 2024-2025 يغطي 25 جماعة تضم 403 دواوير، بساكنة يقارب عددها 171 ألف و263 نسمة.

وشدد عامل الإقليم على وجوب تجنيد فرق التدخل التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالمناطق المعرضة لموجة البرد للسهر على التدخل العاجل لإصلاح الأعطاب والانقطاعات المحتملة للتيار الكهربائي، داعيا إلى تهيئة 33 مسارا لإقلاع وهبوط المروحيات تحسبا للتدخلات الطارئة.

ودعا إلى مراقبة حالة تموين بالمواد الغذائية الأساسية وحطب التدفئة وغاز البوتان، مشيرا إلى العمل على تهيئة مؤسسات لإيواء المشردين ونشر طاقم طبي إضافي لتقريب خدمات الصحة من الساكنة المعنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News