رياضة

محلل مصري: كثرة التعاقدات لا تكفي وحدها لرفع مستوى البطولة المغربية

محلل مصري: كثرة التعاقدات لا تكفي وحدها لرفع مستوى البطولة المغربية

شهدت سوق الانتقالات بالبطولة الاحترافية هذا الصيف نشاطاً غير مسبوق، إذ قاربت الصفقات المبرمة المائة، في سباق مثير قادته أندية القمة وعلى رأسها الوداد والرجاء والجيش الملكي، سعياً منها لتعزيز صفوفها قبل موسم محلي وقاري واعد بالتحديات.

وفي هذا الصدد، علق المحلل والناقد الرياضي المصري محمد الأسيوطي على الميركاتو الصيفي بالدوري المغربي هذا الموسم بالاستثنائي بكل المقاييس، سواء من حيث العدد أو الحركية، إذ تجاوزت الصفقات المائة، وهو رقم ضخم يعكس طموح الأندية المغربية ورغبتها في تعزيز صفوفها استعداداً لموسم محلي وقاري حافل بالتحديات. 

وأوضح محمد الأسيوطي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن أندية القمة، وعلى رأسها الوداد والرجاء والجيش الملكي، قادت المشهد، مدفوعة بالتزاماتها القارية ورغبتها في منافسة عمالقة شمال إفريقيا.

وأبرز الأسيوطي أن هذا الحراك الكبير يبرهن على وعي إداري بضرورة تصحيح المسار والرفع من التنافسية، لكنه في الوقت ذاته حذّر من أن الكم لا يعادل بالضرورة الجودة أو الاستقرار، فالحكم الحقيقي على هذه الصفقات لن يتضح إلا داخل المستطيل الأخضر، من خلال درجة الانسجام ومدى نجاح اللاعبين الجدد في تقديم الإضافة المرجوة.

واعتبر المحلل الرياضي المصري أن الفجوة بين الأندية المغربية ونظرائها في مصر وتونس ليست مرتبطة بالأسماء وحدها، وإنما بالمنظومة الشاملة للعمل الرياضي، من استقرار إداري وخبرة قارية وثقافة بطولات وبنية تحتية قوية. 

وأضاف أن الأهلي والزمالك والترجي ومعهم بيراميدز، على سبيل المثال، يستفيدون من تراكم خبرات طويلة في دوري الأبطال، ما يمنحهم أفضلية تنافسية حتى على فرق تملك أسماء لامعة.

وأشار الأسيوطي إلى أن تحركات الوداد والرجاء والجيش الملكي في الميركاتو تعكس وعياً بضرورة تقليص هذه الفجوة، لكن ردمها بشكل كامل يحتاج إلى مشروع متماسك واستمرارية في العمل، وليس مجرد صفقات موسمية. وشدد على أن النجاح لن يُقاس إلا في دوري الأبطال والكونفدرالية، حيث تكون المقارنة المباشرة مع كبار القارة.

وبخصوص ملف التكوين، أوضح المتحدث ذاته أن الأندية العربية عموماً تعاني من ضعف الاعتماد على أبناء الفئات السنية، إذ باتت معظمها تفضل التعاقد مع لاعبين جاهزين. ولفت إلى أن المغرب يتفوق على مصر وتونس في هذا الجانب، بفضل قاعدة التكوين المميزة التي تمتلكها، خاصة أكاديمية محمد السادس التي أنجبت أسماء عالمية مثل يوسف النصيري ونايف أكرد.

وزاد المحلل الرياضي المصري موضحاً أن التحدي الأساسي يكمن في مدى قدرة الأندية المغربية على إدماج هذه المواهب في فرقها الأولى وعدم تركها تغادر مبكراً دون استفادة مباشرة من إمكانياتها. 

واعتبر أن الحل الأمثل يكمن في تحقيق توازن بين الصفقات الخارجية وبين إعطاء الفرصة للشباب المحليين، حتى لا تتحول كثرة الانتدابات إلى عائق أمام التطور الطبيعي للبطولة.

كما شدد الناقد الرياضي المصري على أن كرة القدم لا تُلعب على دفاتر التعاقدات، بل على العشب وبين أقدام اللاعبين، فالجماهير والملعب هما الحكم الفصل في جدوى الميركاتو. 

وأورد أن الصفقات مهما كانت لامعة ستبقى مجرد أرقام إذا لم تنصهر سريعاً داخل المنظومات الفنية وتترجم إلى نتائج ملموسة.

وأضاف أن التجارب العربية تحمل خصوصياتها، فلكل دوري ظروفه وأهدافه، لكن المغرب، عبر احترافية أنديته ومشاريعه الرياضية، يملك فرصة حقيقية لمضاهاة خبرة الأندية المصرية والتونسية شريطة أن يواصل العمل بنفس الطموح والعقلية الاحترافية.

واختتم الأسيوطي تصريحاته بالتأكيد بأن الدمج بين الخبرة والشباب هو السبيل الأمثل لمستقبل الكرة المغربية، معبّراً عن تفاؤله بالموسم الجديد وما يحمله من عناصر واعدة قادرة على رفع قيمة الدوري، وإثراء المنافسات المحلية والقارية، وتعزيز حظوظ الأندية والمنتخبات معاً نحو المزيد من الأمجاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News