تربية وتعليم

انتقادات تُطوِّق نسب النجاح النهائية في “الباك” خلال موسم مضطرب

انتقادات تُطوِّق نسب النجاح النهائية في “الباك” خلال موسم مضطرب

حتى وإن لامست نسبة النجاح فيها 80 في المئة واقترب عدد الناجحين في اختباراتها سقف 348 ألف ناجح في الدورتين العادية والاستدراكية، لم تسلم امتحانات السنة الثانية بكالوريا من الانتقادات بخصوص النسب “القياسية” التي كشفتها وزارة التربية الوطنية في موسم وسمه توتر واضطراب غير مسبوق.

نفس التساؤلات التي طرحها خبراء الشأن التربوي بخصوص نسب الناجحين في الدورة العادية من امتحانات البكالوريا أعيد طرحها بعد الكشف عن النتائج النهائية للدورتين العادية والاستدراكية خلال موسم تعطلت فيه عجلة الدراسة لقرابة 3 أشهر متواصلة.

وزارة التربية الوطنية التي هنأت الناجحين في امتحانات البكالوريا أثنت على إجراءاتها لـ”تعزيز مصداقية البكالوريا المغربية وضمان تكافؤ الفرص لجميع المترشحات والمترشحين”، في خطوة قرأها متتبعون للشأن التربوي على أنها “محاولة للتغطية على الفشل الذي رافق الوزارة طيلة الموسم  الدراسي المضطرب”.

وعن هذه النتائج “القياسية”، كما فضلت الوزارة أن تسميها، اعتبر الخبير في السياسات التربوية العمومية، الحسين زاهدي أن “المنطق وعين العقل تقول بأنه لا يمكن أن يحقق  تلاميذ تلميذات عاشوا مرحلة الإغلاق الشامل للمدارس خلال قرابة 3 أشهر هذه النتائج”، مبرزا أن هذه السنة الدراسية “كانت استثنائية بامتياز من حيت التوقف عن الدراسة”.

ولم يبد زاهدي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أي اقتناع بما تعتبره وزارة التربية الوطنية نجاحا للموسم الدراسي انطلاقا من بأعداد الناجحين، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه “إذا كانت الجودة تقاس بنتائج التحصيل الدراسي فالمنظومة إذن بخير”.

ولدى سؤال “مدار21” عن حاجة وزارة التربية الوطنية إلى تنزيل برامج إصلاحية للمدرسة العمومية كمشروع مدرسة الريادة في ظل هذه “النسب القياسية في النجاح”، أجاب الخبير في الشأن التربوي أنه “إذا بلغنا هذه المستويات في صفوف الناجحين فلا داعي لتغيير المنظومة التعليمية مادامت تعطي نتائج جيدة”.

ووصف المتحدث ذاته إشادة الوزارة بما تحقق في أعداد الناجحين في مستوى الثانية البكالوريا خلال “سنة استثنائية من حيث الإضرابات والتوقفات عن الدراسة” على أنه “نظرة السطحية للأمور”.

وواجه الخبير التربوي أرقام وزارة التربية الوطنية بخصوص أعداد الناجحين باستحضاره الأرقام التي قدمتها الوزارة نفسها بخصوص نسب التكرار والانقطاع الدراسي والاكتظاظ داخل الحجرات التعليمية، والتي تعتبر عن حقيقة واقع المدرسة العمومية المغربية.

“مطلب تجويد المنظومة يبقى مشروعا وملحا”، يشدد زاهدي، ويواصل مؤكدا أنه “لهذا لا اعتراض عندي بخصوص مدارس الريادة من حيث المبدأ”، مستدركا “أنني اعترض عليها من حيث النهج الاصلاحي المعتمد والمخالف لمرجعيات الإصلاح الوطنية”.

واعتبر المصدر ذاته أن “نسب النجاح في الباكالوريا لا تبدو معبرة عن حقيقة وضع المنظومة”، مبرزا أنها “تهم فقط من تمكنوا من متابعة الدراسة إلى السنة النهائية وتخفي في المقابل أعداد المغادرين لمقاعد الدراسة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News