مثير للجدل

عبد السلام البقالي.. “السجين الطليق”!

عبد السلام البقالي.. “السجين الطليق”!

بعد أسابيع من إدانته بحكم قضائي بالسجن النافذ، أبى عبد السلام البقالي، عمدة مدينة فاس، الذي مازال يتجول بأريحية، إلا أن يكرس المناخ العام السائد بالعاصمة العلمية، التي أصبحت رائحة فساد السياسيين بها تزكم الأنوف بعد أن تخطت كل الحدود، ليصدق عليه مثل “الفقيه لي نتسناو بركتو..”.

البقالي الذي منذ توليه عمودية فاس أظهر تسلطه في وجه المعارضة، وغرق في وحل صراعات عقيمة دون أن يخرج فائزا من أي منها، ينجح اليوم في أن يقدم دليلا آخرا للمواطن الفاسي بأن قنافذ الحاضرة الأولى بالمغرب ليس فيها أملس، وأن السياسي بها لديه استعداد فطري للفساد إلا إذا وجد من “يُزيّره” من السلطات المعينة.

الأهم من ذلك أن البقالي يريد أن يهدينا درسا مجانيا، يضاف للدروس الميكافيلية، مؤداه أن أهم خصلة وجب توفرها في السياسي هي “قصوحية الوجه”، وهذا ما جسده بحضوره يوما بعد الحكم بسجنه، نشاطا رسميا أدلى بعده بتصريحات للصحافة دون أن يرف له جفن.

قد يكون لدى البقالي مخرجا قانونيا، وربما سياسيا، لتبرير ظهوره، غير أن المنطق الأخلاقي -الذي أصبحت المطالبة به في السياسة بدعة بالمناسبة- يفترض أن “يختشي” قليلا على قول المشارقة، وأن يضع المفاتيح ويقدم الاستقالة، ولو على الأقل من باب التظاهر بها.

ولعل أكثر ما يؤكد الفشل الذريع للبقالي ومن معه على جميع الأصعدة، هو أن المواطن الفاسي بات يحن لعهد شباط وتركته التي لا تخلو من “شبهات”، ولولاية البيجيدي “الخجولة”، عوض أن تشكل الأغلبية المريحة والسند الحكومي فرصة للقطع مع ذلك الماضي والمضي في تنزيل الأوراش التي تكفل نهضة المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News