حوارات | سياسة

شوبارد لمدار21: حزب لوبان يدعم مغربية الصحراء والجزائر خطابها عدائي

شوبارد لمدار21: حزب لوبان يدعم مغربية الصحراء والجزائر خطابها عدائي

تابعت الرباط، بترقب شديد، نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة، الأحد الفارط، والتي استطاع فيها حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف تصدر النتائج، بحصوله على 33,1 بالمائة من أصوات الناخبين، فيما حاز تحالف أحزاب اليسار “الجبهة الشعبية الجديدة” على 28 بالمئة، وحقق التحالف الرئاسي بزعامة رئيس الحكومة غابرييل أتال 20 بالمئة.

وبنفس الترقب، سيتابع المغرب والجزائر، نتائج الجولة الثانية لمعرفة ما إذا كان اليمين المتطرف سيؤكد أفضليته ويحصل على الأغلبية الساحقة، أم سيكتفي بحكومة مساكنة تكون للرئيس ماكرون كلمته فيها.

عن تداعيات نتائج الجولة الأولى، على فرنسا وعلاقتها بالمغرب والجزائر، وما يفرضه الإرث السياسي والتاريخي، وعلى المهاجرين المغاربيين والمسلمين، كان لجريدة “مدار21” هذا الحوار مع الخبير الجيوسياسي والبرلماني الأوروبي السابق، والذي شغل أيضا منصب مستشار زعيمة اليمين المتشدد مارين لوبان، أيمريك شوبارد.

 من وجهة نظرك، ما هي تداعيات نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا؟ وهل كانت هذه النتائج متوقعة بالنسبة لك؟

كان صعود التجمع الوطني متوقعا ومنتظرا، ولم يشكل لنا مفاجأة. الفرنسيون بشكل عام يشعرون بأنهم مهملون في مواجهة مشاكل الأمن المتزايدة وتدهور اقتصاد بلادهم، لديهم الشعور بأن الحكومات تتعاقب وأن وضع فرنسا يتدهور على جميع الأصعدة. لذا فإن حاجتهم إلى تغيير قوي ليس مفاجئاً. سنرى يوم الأحد (الجولة الثانية) ما إذا كان النظام السياسي الفرنسي يقبل بالتغيير أم أنه سيستخدم جميع الوسائل ويعزز جميع التحالفات غير الطبيعية لمنع التجمع الوطني من الحكم.

في الوقت الحالي، التجمع الوطني في الحكومة.. هدف بعيد المنال.

 هل سيكون لصعود اليمين تداعيات على المهاجرين، وخاصة المغاربيين منهم؟

الكثير من الفرنسيين من أصل مغاربي مقتنعون بأن التجمع الوطني لا يحبهم، وأنه حزب معادٍ للعرب والمسلمين. وهذا خطأ فادح.

التجمع الوطني هو ببساطة حزب يستجيب لمطلب السلطة في مواجهة الجريمة المتزايدة. والأمر سيان في جميع دول أوروبا الغربية. والطبيعي أننا حين نلاحظ ظاهرة، نبحث عن أسبابها.

وعلى الجميع أن يسألوا أنفسهم لماذا الشعب الفرنسي، والذي كان دائماً يصوت للأحزاب التقليدية، يختار اليوم تبني خطاب التجمع الوطني. ذلك لا ينبع من فراغ، هناك أسباب!

وبعيدا عن العنصرية، والتي تعني الاعتقاد بأن لون البشرة أو الأصل العرقي يجعل الشخص أفضل من الآخرين، لا يفهم أغلبية الناس كيف يمكن للأشخاص الذين تم استقبالهم، والذين فُتح لهم باب دولة الرفاهية للعيش بشكل كريم، أن يعاملوا بلدهم المضيف بسوء، وأن لا يحترموا قوانينه.

الحقيقة هي أن هناك صلة قوية بين الجريمة والهجرة، والإحصاءات لا تقبل الجدال في هذا الصدد، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن أغلبية المهاجرين وذريتهم من أصول خارج أوروبا هم مجرمون! الفرنسيون من أصل مغاربي النزهاء والمسالمون والمقيمون بشكل قانوني ليس لديهم ما يخشونه من حزب يريد محاربة الجريمة. الجريمة تؤثر على الجميع، الفرنسيين “الأصليين”، والفرنسيين من أصول أوروبية، والفرنسيين من أصول مغاربية أو من جنوب الصحراء.

في السياسة، يجب أن نحذر من التصورات والعواطف ونقف إلى جانب الحقائق دائما.

وبدوري أطرح سؤالاً على المغاربة: هل يمكن أن يتسامح بلدكم مع انعدام الأمن كما هو الحال في فرنسا؟ وهل ستقبلون في بلد احترام كبار السن ضروري، بأن يُقتل أشخاص في الثمانين من عمرهم، وأن تُغتصب نساء حتى في التسعين من العمر، وبالمناسبة أنا لا أخترع، هذه الأحداث، بل وقعت بالفعل على يد قُصّر خارج السيطرة تماماً.

 ما هي التداعيات على العلاقات المستقبلية مع المغرب؟
يعتبر التجمع الوطني أن المغرب الحليف الأكثر موثوقية في المغرب العربي، بلد يجب تعزيز جميع التعاونات معه، الاقتصادية والجيوسياسية والاستخبارية. وهذا الحزب نزل موقفه الداعم في البرلمان الأوروبي من خلال نوابه.

التجمع الوطني يدعم مغربية الصحراء بوضوح ويرفض السياسات “الغبية” لمقاطعة المنتجات القادمة من هذه المملكة والمصدرة إلى الاتحاد الأوروبي. لذا إذا وصل التجمع الوطني للسلطة، نأمل في زيارة رسمية لمارين لوبان للرباط للقاء الملك محمد السادس ووضع أسس شراكة متوازنة تفيد البلدين.

الوضع مختلف في الجزائر بسبب

ما هي التداعيات على العلاقات الفرنسية الجزائرية أيضاً، خاصة بسبب الإرث السياسي والتاريخي الثقيل الذي يتقاسمه البلدان، في ملفي الذاكرة والحركى؟

الخطاب الجزائري تجاه فرنسا عدائي، وهذا ما يريد التجمع الوطني إعادة النظر فيه، ويريد بلا شك إعادة تعريف أسس التعاون القائم على الاحترام المتبادل مع هذا البلد الإفريقي، وإذا رفض الأخير فسيكون ذلك مسؤوليته.

لا أعتقد أن التجمع الوطني سيكون له نهج عدائي تجاه الجزائر. هناك عدد كبير من المواطنين الفرنسيين الجزائريين، لذلك لا يمكن أن يسعى بأن تقطع فرنسا علاقتها مع الجزائر. بحيث لا تسعى فرنسا لقطع علاقاتها مع الجزائر، ولكن حتما سيتم طلب إعادة التوازن في العلاقات بين البلدين.

 الزيارات المتعددة والاتفاقيات الموقعة والتصريحات المطمئنة من الجانبين، هل يمكن اعتبار أن الرباط وباريس قد تجاوزتا “الأزمة” بشكل نهائي؟

أنا كفرنسي لا أفهم لماذا لم تكن فرنسا الدولة الأولى التي تعترف بمغربية الصحراء؟ ما الفائدة من الانتظار وترك الأمريكيين يفعلون ذلك قبلنا؟ أعتقد أنه طالما لم يتم حل هذه المشكلة، ستظل العلاقة معقدة، وذلك لا يمكن حله إلا بتغيير سياسي جديد في فرنسا.

الحكومات الحالية لا تملك الجرأة لحل المشاكل الداخلية، فكيف تتوقعون أن تكون لديهم الجرأة في الخارج؟

 ما هي الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الحالي ماكرون في هذا الصدد (العلاقات الفرنسية المغربية)؟

الرئيس ماكرون، لسبب غير مفهوم، أراد لفترة من الزمن أن يضع العلاقة مع الجزائر قبل علاقته مع المغرب، بدافع النرجسية والغرور، اعتقد أنه قادر على تغيير طبيعة النظام الجزائري. وأعتبر ذلك نهجا طفوليا ساذجا، لأنه يتجاهل كل تاريخ العلاقة الفرنسية الجزائرية.

صرحت سابقاً أن مارين لوبان، في حال انتخابها في 2027، ستكون مستعدة للاعتراف بمغربية الصحراء… حدثنا عن ذلك؟
كما قلت سابقا، أكد التجمع الوطني بشكل مستمر، دعمه لمغربية الصحراء. لذا، وبشكل منطقي، إذا تم انتخاب مارين لوبان وطبقت لبرنامجها، نعم، ستعترف بمغربية الصحراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News