أمن وعدالة | حوارات

الخمال: المصالحة مع “نزلاء الإرهاب” لن تنجح دون إشراك ضحايا “16 ماي”

الخمال: المصالحة مع “نزلاء الإرهاب” لن تنجح دون إشراك ضحايا “16 ماي”

اعتبرت رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، سعاد البكدوري الخمال، أن البرنامج التأهيلي “مصالحة” الذي انطلق في 2017 واستفاد منه إلى حدود فبراير الفارط، أزيد من 322 نزيلا محكوما في قضايا التطرف والإرهاب، لا يمكن أن ينجح دون إشراك المتضررين من الإرهاب والتطرف بدرجة أولى، ضحايا الأحداث الإرهابية وأسرهم، ومن ضمنها ضحايا أحداث 16 ماي.

وأكدت الخمال إثارتها لهذا الموضوع مرارا في السنوات الفارطة، وخلال لقاءات بهيئات الأمم المتحدة، لافتة إلى أنه ودون إشراك الضحايا “سيظل البرنامج يعاني من خلل أو نقص”.

ولفتت رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، والتي فقدت ابنها وزوجها خلال الأحداث االمذكورة، أنه ورغم مرور 21 سنة على الذكرى الأليمة ليوم اهتز فيه المغرب على وقع أحداث إرهابية بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء راح ضحيتها 45 شخصا، إلا أن ذلك “ليس كافيا لينسينا هول الحدث الذي بتر فيه الإرهابيون حياتنا وأخذوا منا أحبائنا، نذكر كل يوم الأشخاص الذين فقدناهم”، ولذلك اخترنا شعار “لكي لا ننسى وحتى لا يتكرر ما وقع”.

وأضافت في حوار مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن أسر الضحايا وبعد مرور كل هذه السنوات، تعلمت كيف تعيش ألم الفراق بشكل آخر، لا شك أنه لم يبق بنفس الحدة التي كانت في السنوات الأولى، لكنها ترفض نسيان ما حدث، أولا من أجل ذاكرة الضحايا وثانيا للتنديد بهذه الأعمال الإرهابية.

وبخصوص تفكيك السلطات الأمنية لخلايا إرهابية، والتي كان آخرها في 14 ماي الجاري، إذ تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني،من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش”، ينشط أعضاؤها بمدينتي تيزنيت وسيدي سليمان، قالت الخمال، إن الجمعية وفي كل مناسبة سانحة تحيي يقظة الأمن وحذره، إضافة لتعاون المواطنين، “والذين نعتبرهم عاملا مهما في تفكيك الخلايا وحماية البلاد من كارثة أخرى”.

وسجلت المتحدثة في حديثها للجريدة أنه وبعد 21 سنة على الحادث، يظهر أن الخطر مازال قائما وأن الخلايا مازالت تتناسل وأن الأشخاص الذين لديهم رغبة في القتل وترويع المغاربة مازالوا يعيشون بيننا، معتبرة أن السلطات الأمنية تقوم بعمل جبار بعمل جبار لمحاربة الإرهاب، “لكن وحدها غير كافية”.

وأبرزت أنه لابد من أن تتحمل كل مكونات المجتمع مسؤولية هذه اليقظة “وهذا ما نقوم به في الجمعية من أعمال تحسيسية لدى الشباب واليافعين من خطورة الانزلاق نحو التطرف”.

وبخصوص مطالب ضحايا أحداث 16 ماي، أفادت رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب أنها تتلخص بحفظ الذاكرة ” نكرر أنه لا يجب أن ننسى ما وقع حتى لا يتكرر”، وكذلك وضع نصب تذكاري وهو ما تمت الاستجابة له وتوسيع برامج التحسيس والتوجه نحو الأطفال والشباب وتوعيتهم من خطورة العنف بمختلف أشكاله وخطورة ما يتم الترويج له في منصات التواصل الاجتماعي.

وشددت على ضرورة تظافر كل الجهود “لنقي المجتمع من خطورة ما يمكن أن يحدث، لأنه وبعد كل هذه السنوات، يظهر أن الخطر مازال حاضرا، ليس بشكل مهول ولكنه قائم، والدليل على ذلك تفكيك خلايا من حين لآخر”، معبرة عن أملها في استمرار اليقظة الأمنية، ومشاركة المواطنين في ذلك “لأنهم يمكن أن يساهموا بشكل أساسي في منع وجود هذا النوع من هذه الخلايا”.

وبصوت حزين، وجهت سعاد رسالة لابنها وزوجها الراحلان، “صحيح أنكما فارقتموني جسديا لكن روحيا أنتما دائما معي، في أيام الفرح والأعياد والمناسبات، أنتما سندي ومنكما أستمد قوتي التي جعلتني أنخرط في العمل الجمعوي، الذي يتطلب جهدا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بحفظ الذاكرة، وأؤكد لكما أن المحبة التي كنت أكنها لكما مازالت كما هي لم يتغبر فيا شيء”.

وبحسب رئيسة الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب، محبة زوجها وابنها، هي ما جعلتها تختار تحسيس الشباب واليافعين من الإرهاب والتطرف، “لأن بينهم ومعهم أرى ابني يكبر، وأقول له أنا فخورة به وأقول لزوجي مازلت على العهد ومازلت وفية لذكراه، الحياة دونكما “قاسحة” وقاسية، ولكن ما باليد حيلة، مجبرون على الإيمان بأن الحياة تستمر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News