حوارات

طبيب الإنسانية: الغزيون يكنون حبا خاصا للمغاربة والمنتخب المغربي منحهم أملا للتمسك بالحياة

طبيب الإنسانية: الغزيون يكنون حبا خاصا للمغاربة والمنتخب المغربي منحهم أملا للتمسك بالحياة

بقلب يعتصره الألم والحزن وكثير من الحسرة، روى زهير الهنا، طبيب النساء والتوليد والناشط الإنساني الملقب بـ”طبيب الإنسانية”، تفاصيل مؤثرة عن تجربته الأصعب في مسيرته المهنية بغزة، تحت قصف إسرائيلي غاشم لقطاع تفوح منه رائحة الموت لأزيد من 7 أشهر أمام إلجام متواطئ لضمير العالم المستتر، لكنه يؤكد أنه، وسط هذا الموت والدمار والخراب، الغزيون يكنون حبا خاصا للمغرب، ملكا وشعبا، ويتفاعلون مع تضامن الشعب المغربي مع شعب مكلوم خذله الجميع.

وأكد زهير الهنا، في حوار خص به برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي بث مساء اليوم الخميس على مختلف منصات جريدة “مدار21″، بكلمات انبسطت بها أسارير مُحياه، أن “الغزاوي يحب المغاربة بشكل قوي، والناس الذين يشاهدون التلفاز؛ في الأماكن التي توجد بها كهرباء، يرون المسيرات (التضامنية) وتؤثر فيهم”.

وواصل بكلمات امتزج فيها الفخر بالحنين إلى العودة لإنقاذ الأرواح بقطاع يئنّ تحت القصف والتجويع: “المغاربة والحمد لله لديهم سمعة طيبة بغزة، وهناك تفاعل (مع تضامنهم مع أهل غزة). فمثلا المسيرات في طنجة والأحياء الشعبية بالمغرب والوقفات، كلها تصلهم، ولا يجب أن تتوقف ما دامت الحرب قائمة”.

وكشف الهنا أن الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في كأس العالم سنة 2022 كان له صدى بفلسطين، وغزة على الخصوص، وأدخل البهجة والأمل عليهم، وأوضح بهذا الصدد “كانوا يعرضون عليّ فيديوهات عندما كانوا يشجعون المنتخب المغربي في كأس العالم، بالنسبة لهم، المغرب عندما وصل إلى تلك المرتبة (نصف النهائي) كان يمثل كل العرب”.

وتابع موضحا “المنتخب المغربي كان مِثل الغزاوي؛ الضعيف في مواجهة القوي، وفرحوا لما انتصر المغرب على البرتغال؛ لأنه قوي برونالدو، وعلى إسبانيا، وعرفوا أننا أخفقنا بصعوبة أمام فرنسا”، مردفا “بالنسبة لهم؛ المغرب كان يمثلهم”.

ورغم تأكيده بأن الغزيين يحبون المغاربيين جميعا، فقد أسرّ الطبيب للجريدة بأن مكانة المغرب في قلوب الشعب الفلسطيني، وأهل غزة بالخصوص، كبيرة وخاصة، وقال بهذا الصدد: “الغزيون يُكنون حبا كبيرا للمغرب.. صحيح يحبون المغاربيين، نحن وإخوننا الجزائريين وتونس، ولكن المغرب لديه قيمة أكبر” في قلوب الغزيين.

وأعاد “طبيب الإنسانية”، في حواره مع الجريدة، رسم حقيقة مشاهد “أشبه بأهوال يوم القيامة” عاشها في قطاع غزة في أثناء عمله بالمستشفيات تحت قصف إسرائيلي ” تذهل فيه المُرضعة عما أرضعت، وتخرج فيه النسوة بلباس الصلاة لأنهن لا يعلمن متى يكون القصف (الموت)”.

وتحدث الطبيب، الذي انخرط في العمل الإنساني منذ عام 1996 بمناطق الحرب والنزاعات، عن هول الدمار الحقيقي بقطاع غزة وحقيقة ما خلفته الحرب حتى الآن من خسائر في الأرواح، مؤكدا أن القصف حتى الآن “يعادل إلقاء 3 قنابل نووية على قطاع صغير”، وعدد القتلى استنادا إلى “الأطنان التي نزلت في القصف، فالخبراء العسكريون يتحدثون عن 80 ألف وفاة”.

ويؤكد زهير الهنا أنه طيلة 25 عاما من التجربة “لم أر مثل هذه الحرب”، مبرزا “الحرب دائما دمار، ولما الإنسان يعيش في الحرب فهو يعيش تحت رحمة القصف أو رصاصة طائشة، لكن لم يسبق لي أن رأيت آلة حرب بهذه البشاعة وبهذه المدة الطويلة وبهذا الدمار”.

“أصبحنا نشاهد مدنا أشباح كما كنا نشاهدها بالسينما بعد الحرب العالمية الثانية. هذه التدمير المُمنهج للمباني والبنية التحتية وللإنسان ومحاولة اقتلاعه من أرضه، فهي أول مرة أراها في حياتي طيلة تجربة دامت 25 عاما”، يصف الهنا بشاعة ما مر منه وشاهده أثناء عمله في مستشفيات غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News