فن

بعدما طالته الانتقادات.. هل اختلت إيقاعات الدورة 19 من مهرجان موازين؟

بعدما طالته الانتقادات.. هل اختلت إيقاعات الدورة 19 من مهرجان موازين؟

يبدو أن الموازين اختلت في الدورة ال19 من مهرجان موازين إيقاعات العالم، حيث سجل متتبعوه سوءً برمجة سهراته وتخبطاً في تنظيم لقاءاتهم، وسقوطاً في المبالغة ومحاباة الأجانب دون غيرهم من المغاربة “مالين الدار”، إلى جانب ارتباك في ليلته الختامية، واتهامات بالتطبيع مع “المثلية” و”الماسونية”.

لم يتمكن مهرجان “موازين” من العودة بقوة، كما واعد منظموه الجماهير المغربية، باعتباره أبرز الأحداث الفنية المغربية الذي يحمل صبغة عالمية، سيما أن توقفه دام لأربع سنوات، قبل أن يضيء من جديد المنصات الرباطية والسلاوية في نسخته الـ19، رغم إحاطته بجدل كبير بين دعوات “الإلغاء” و”اتهامات بالإساءة للمغرب”.

في المقابل، وحتى لا نكون عدميين تجاه تجربة يعتبرها مؤيدوها ناجحة، فيُسجل للدورة الأخيرة من المهرجان إبراز التراث المغربي، من خلال ارتداء فنانين عرب وأجانب لأزياء مغربية وظهروا على المنصات يحتسون الشاي المغربي.

ارتباك واتهام بالتطبيع مع “المثلية” و”الماسونية”

وطبع اليوم الأخير من فعاليات مهرجان موازين، ارتباكا بين منظميه تزامنا مع إعلان وفاة والدة الملك محمد السادس، إذ جرى توقيف الحوارات التي تعقب الندوات الصحفية، وأشعر المنظمون بعض الصحافيين بإلغاء الحفلات المتبقية من المهرجان، قبل أن يعلنوا مجددا استمراره واستئناف أنشطته وسهراته الختامية.

ووجه نشطاء مغاربة اتهامات لمهرجان موازين باستعمال إشارات لـ”الماسونية” و”المثلية الجنسية” في حفلات النسخة الـ19 منه.

عري على المنصات

وأثارت ملابس بعض الفنانين جدلا كبيرا بسبب جرأتها، ضمنهم الفنانة هيفاء وهبي التي أطلت على جمهورها بمنصة النهضة بـ”جمبسوت”، حيت ربطت فئة استقطابها لعدد كبير من الجمهور بوصلات استعراضها التي كانت على حد تعبيرها تحمل إثارة.

نيكي ميناج أيضا فتحت باب الجدل حول مسألة الجرأة في “اللباس”، إذ وُصفت الأزياء التي ارتدتها على منصة السويسي بـ”الفاضحة”، إلى جانب اتهامها بالإساءة إلى “الحجاب”، بدخولها إلى الخشبة بغطاء على رأسها، قبل أن تزيله وتلقي به بعيدا.

من جهته، محمد رمضان الذي منع في بلده من خلع ملابسه في السهرات والمهرجانات، وقيدته النقابة باحترام أخلاقيات المظهر، ظهر في منصة النهضة بموازين بشكل شبه عاري.

نيكي ميناج بين التوقيف في الخارج والترحيب في المغرب

وبعدما ألغيت بعض سهرات “نيكي ميناج” التي كانت ستحل نجمة بها في دول أخرى، في وقت سابق، إثر توقيفها بهولاندا لحيازتها المخدرات، حلت بمهرجان موازين.

وطالت “نيكي ميناج” اتهامات  بتحريض أغانيها على “الفساد” وتضمنها عبارات مسيئة و”لا أخلاقية”، مما دفع نشطاء إلى وضعها على رأس قائمة الفنانين المرفوض استقبالهم في المغرب.

وواجه حفل “نيكي ميناج” انتقادات كثيرة بسبب ما اعتبره البعض “لباسا فاضحا” و”رقصات استعراضية” تحمل إيحاءات جنسية لا تناسب المنصات المغربية.

استقبال بلطي رغم إساءته للمغرب

رغم دعوات نشطاء مغاربة لعدم استقبال الفنان التونسي الملقب بـ”بلطي” بسبب إساءته سابقا للمغرب، بنشر تدوينة تضم العلم المغربي، إلى جانب علم “البوليساريو” الوهمي، تعاقدت إدارة موازين معه غير مبالية بالحملات التي شنت ضده، إلى جانب استفزاز مغاربة بوضع تدوينة تمس بسيادة وطنهم.

بلطي، تراجع عن موقفه خلال حلوله في المغرب، إذ أنكر إساءته إلى المغرب في ندوة صحفية، مؤكدا احترامه للشعب المغربي وسيادة بلده على أراضيها.

وتنكر “بلطي”، من مسؤوليته عن المنشور، مشيرا إلى أنه صدر عن “حساب وهمي باسمه ساهمت صفحات في الترويج له”.

نجاة عتابو تتهم إدارة المهرجان بمحاباة الفنانين الأجانب

اتهمت الفنانة الشعبية نجاة عتابو القائمين على مهرجان موازين بالاهتمام ومحاباة الفنانين الأجانب والعرب أكثر من الفنانين المغاربة”.

وقالت عتابو في ندوتها الصحفية التي سبقت سهرتها بالمهرجان، إن هذه المسألة “ليست دخيلة أو حديثة”، مشيرة إلى أنه منذ البداية كان اهتماما بالأجانب.

وحاول أحد المنظمين إنقاذ الموقف، بتوجيهها لتعديل إجابتها خلال الندوة، غير أنها أكدت أن الأمر لا يضايقها مبرزة أن الأهم هو عالمية المهرجان.

وأكدت الفنانة نجاة عتابو في تصريح لجريدة “مدار21” أنه لم يخونها التعبير في الندوة، مؤكدة أن “هناك تمييز بين المغاربة والأجانب، وهذا جاري به العمل”، مشيرة إلى أنها تحدثة من جانب معين، نتمنى أن يهتموا بنا.

دعاء اليحياوي تحيي سهرة خارج البرنامج

ودون أن تكون ضمن البرمجة الخاصة بسهرات موازين، أعلن فجأة قبل يوم واحد إشراكها في سهرة بمنصة سلا، مما جعلها محط انتقادات من نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وربط حضورها بتدخلات ووساطات أوصلتها إلى الغناء بأهم حدث فني.

ولم يكن هذا السبب الوحيد الذي عرض دعاء اليحياوي للانتقادات من قبل الجمهور الذي انخرط في النقاش الدائر حول إخفاقات وإيجابيات النسخة الجديدة، إذ عدّت فئة من المتابعين لحفلها، أن صوتها كان ضعيفا على الخشبة، ولم يرق إلى مستوى الصعود إلى منصة موازين.

وعد نشطاء أن لباس دعاء اليحياوي كان غير لائق أيضا، مستغربين عدم اختيرها القفطان المغربي، سيما أنها كانت ترتديه في عدة مناسبات أخرى، ولكون المهرجان حدثا يتابعه الجمهور من مختلف أنحاء العالم.

أنغام بلا جمهور في “النهضة”

لم تلق سهرة الفنانة المصرية أنغام، إقبالا كبيرا، حيث طبع ساحة منصة النهضة غياب كبير من قبل الجمهور، ما جعلها في موقف حرج، إذ لم يصل عدد الجمهور إلى الألف.

وكان حفل الفنانة أنغام، تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الحضور الباهت من الجمهور، إذ رصدت عدسات الكاميرا، القليل من الجمهور الذي حج إلى منصة النهضة لمتابعتها.

وشهدت باقي سهرات اليوم الأول لمهرجان موازين حضورا أقوى من حفل المصرية أنغام، رغم عدم تحطيمها الأرقام القياسية المعتادة، وبقاء جوانبها فارغة من الجمهور.

فئة من النشطاء عدت أن هذا الفراغ مرده حملات التضامن مع الشعب الفلسطني، ولتزامن الحدث مع عيد الأضحى الذي كلف المغاربة تكلفة مرتفعة هذه السنة، بينما ذهبت فئة أخرى إلى أن المهرجان ما يزال في بدايته ومن المتوقع أن يكون الحضور قويا خلال الأيام المتبقية منه، الأمر الذي أكدته سهرات لاحقة لفنانين آخرين امتلأت فضاءات منصاتهم.

التفاوض من أجل الندوات

مهرجان موازين الذي يدفع ملايين السنتيمات للفنانين العرب والأجانب من أجل المشاركة في فعالياته، ويسخر تكلفة مهمة للترويج والتنظيم لسهراته، لم يتمكن من تخصيص نسبة للتعاقد مع الفنانين من أجل إقامة ندوات صحفية، حيث ظلت في تفاوض مستمر، بين قبول بعضهم ورفض آخرين.

ورغم أن المهرجان تعاقد مع فنانين عالميين الذين كان بالإمكانهم الترويج للمغرب في صفحاتهم التي تضم الملايين من المتابعين حول العالم، غير أنهم لم يشاركوا أي منشورات تخص هذه التظاهرة.

الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي

عملت العديد من الصفحات الخاصة بالفن والمشاهير في موقع تبادل الصور والفيديوهات “إنستغرام” على الترويج لبعض حفلات الفنانين العرب، على أنها الأكثر إقبالا من قبل الجماهير، من أجل البحث عن إشعاع مزيف، والاعتماد على العناوين ذاتها دون إبداع في الترويج لفكرة “النجاح” المدفوع عنها.

“تفاعل رهيب” و”نجوى كرم أعلى نسبة حضور في موازين”، عبارات عنونت به الصفحات فيديوهات لسهرة نجوى كرم، دون الاعتماد على إحصائيات رسمية.

“بلطي” أيضا كان موضوع إعلانات في صفحات خاصة بالفن والمشاهير في “إنستغرام”، والتي روجت لسهرته باعتبارها “الأكثر حضورا” أيضا.

الترويج للتراث المغربي 

ونجح مهرجان موازين في الترويج للتراث المغربي، من خلال الأزياء التي اختارها بعض الفنانين وتقديم الشاي والحلويات المغربية في المنصات.

هيفاء وهبي ارتدت القفطان المغربي في حصة تصوير، وشاركت المقطع عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، بينما ارتدت اللبنانية عبير نعمة، واليمنية بلقيس، والمغربية جنات القفطان المغربي في حفلاتهن، إلى جانب ظهور فنانين أجانب بتقليد شرب الشاي المغربي و”الشفنج” على منصة السويسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News