طلبة الطب يعلنون استمرار المقاطعة ويؤكدون لجوئهم لأطباء نفسيين

أكد طلبة الطب والصيدلة انفتاحهم التام على كل سبل الحوار والوساطات الجادة بغية إيجاد حلول واقعية وإنقاذ ما تبقى من السنة الدراسة، مؤكدين في المقابل على أن المقاطعة مستمرة حتى تحقيق المطالب، استجابة لقرار الجموع الطلابية وبناء على مخرجات مقاطعة الامتحانين الأول والثاني ونتائج التصويت الأولية.

وأعلن مكتب طلبة الطب بالرباط ومجلس طلبة الصيدلة، في بلاغ، تشبثهم بحق ممارسة جميع الخطوات التصعيدية السلمية المناسبة، “مالم يتم التراجع عن هذه القرارات الجائرة والتعسفية في حق الممثلين، والتأسيس لحوار جاد يفضي إلى حلول فعالة مدونة في محضر اتفاق من أجل حلحلة أزمة التكوين الطبي والصيدلي”.

واستنكر طلبة الطب كل محاولات التأثير على الطلبة “عن طريق الترويج لنتائج مقاطعة خاطئة وبعيدة كل البعد عن الأمر الواقع ، وكذا نهج جميع الطرق الممكنة من أجل زعزعة الوحدة الطلابية”، بحسب تعبيرهم، موجهين شكرهم لتمثيلية الآباء والأمهات وجميع الفاعلين الحقوقيين، والتمثيليات النقابية، والوساطات الجادة “الذين أبانوا في كل خطوة عن دعمهم اللامشروط لحراكنا الطلابي العادل والمشروع، والذي يصب في مصلحة الوطن ومواطنيه أولاً”.

وأعلن الطلبة إنشاء خلية إنصات مكونة من أطباء وأخصائيين نفسيين متمرسين، بغية “تقييم الضرر النفسي والعقلي والشعور بالدونية الذي خلفته سياسة الجهات المسؤولة والتي لن تفضي إلا لضرر أكبر و تهور أكثر”.

وأكد مكتب طلبة الطب بالرباط ومجلس طلبة الصيدلة، أن جودة تكوين الموارد البشرية للقطاع الصحي” كانت ولا تزال الهدف الأسمى والعنوان الأول لحراكنا الطلابي الممتد منذ قرابة السبعة أشهر، مما يؤكد حس المواطنة العالي لدى الطلبة الذين تشبثوا بموقفهم رغم كل القرارات المجحفة في حقهم”.

واعتبروا أن مقاطعة ناجحة وتاريخية للدروس النظرية والتطبيقية، وللتداريب الاستشفائية ولامتحانات الدورة الخريفية، “صرخة واضحة ومدوية لطلبة كليات الطب والصيدلة، تعبيرا منهم عن الواقع المرير للكلية العمومية”، مؤكدين أنه وفيما يتعلق بكلية الطب والصيدلة بالرباط، فقد بلغت المقاطعة في شعبة الطب لأول الامتحانات نسبة %95,74 ، و في شعبة الصيدلة نسبة %90”.

وسجل الطلبة أن هذه الأرقام “تظهر مدى تشبث جموع الطلبة بقضيتهم، وإيمانهم القلبي بصدقها وبحتمية انتصارهم… ونجاح المقاطعة يؤكد مرة أخرى مدى مشروعية واستحقاقية مطالبنا، ومدى استعدادنا للتضحية بالغالي والنفيس بغية تحقيقها”.

ولفتوا إلى أن مقاطعة امتحانات الدورة الربيعية جاءت “على إثر عدم التزام الحكومة والوزارتين الوصيتين بالمقترحات المقدمة سابقا، ونهجهم لسياسة الحوار من أجل الحوار، لا من أجل حلحلة الأزمة؛ وعود شفهية والتزامات غير رسمية وشيطنة للنضال والمناضلين، في حرب سياسية”.

وأبرز الطلبة في بلاغهم أنهم حتى ولو كانوا يجهلون سبب هذه الحرب السياسية، “إلا أننا ندرك كل الإدراك أن المتضرر الأكبر منها هو جودة التكوين الطبي والصيدلي. فلن نزال كطلبة للطب والصيدلة، متمسكين بآلية الحوار الجاد المتوج بمحضر اتفاق بغية الوصول إلى حلول مسؤولة وواقعية ترقى لمستوى تطلعات طالب اليوم، وتكفل حقوقه المشروعة”.

ومن بين الإجراءات التضيقيية الممارسة على ممثلي الطلبة، ذكر البلاغ أنه تم توقيف مجموعة من الطلبة لمدة سنتين وإقصاء آخرين من الكلية مع حرمانهم من التسجيل لمدة سنتين بالجامعة المعنية وغيرها من العقوبات الزجرية التي جاءت على إثر مجالس تأديبية لا تمت للقانون بصلة، وتضرب باستقلالية المجالس الجامعية عرض الحائط”.

وأكد الطلبة رفضهم لخطوة حل مجلس طلبة الصيدلة ومكتب طلبة الطب بالرباط، وحرمان الطلبة من حقهم في تشكيل منظمات تدافع عن حقوقهم وتوصل صوتهم في خرق واضح وصريح للمادة 72 من القانون 01.00 الذي ينظم التعليم العالي.