فن

حميد القصري: كناوة “تمغرب” والاعتزال محكوم بعدم قدرتي على العطاء

حميد القصري: كناوة “تمغرب” والاعتزال محكوم بعدم قدرتي على العطاء

قال الفنان حميد القصري إنه سيعتزل الغناء ويبتعد عن الميدان بعد وصوله إلى السن الذي لا يستطيع فيه الوقوف على المنصة وتقديم وصلاته “الكناوية” كما السابق.

وأضاف القصري في تصريح لجريدة “مدار21” قائلا: “بالتأكيد سيأتي اليوم الذي سأتوقف فيه عن ممارسة الفن، لكنني الآن ما دمت قادرا على الاستمرار في العطاء سأواصل في درب الغناء”.

وتابع: “وعندما أصل إلى سن أفقد فيه القدرة والإمكانية على الاستمرار في المجال الفني، سأجلس في المنزل وأواظب عل الصلوات في المسجد، وأترك المقعد لغيري من الفنانين”.

ويطمح القصري في المستقبل، عند توقفه عن ممارسة الفن، إلى إطلاق مشروع مدرسة لتعلم الفن “الكناوي”، متمنيا في الوقت ذاته أن يتم رصد برامج لاكتشاف المواهب في هذا الفن، لاختيار فنانين يحملون المشعل في مجال “كناوة”.

وأشار المعلم القصري في السياق ذاته إلى أن الشباب والأطفال اليوم يهتمون كثيرا بهذا الفن، ويحبونه ويتعلمون قواعده، مبرزا “لذلك لن يموت الفن الكناوي وسيستمر في إشعاعه”.

وعن أصول هذا الفن الذي تشير بعض المعطيات إلى كون جذوره إفريقية، أكد القصري أن “الفن الكناوي الذي يتغنى الآن، هو مغربي لأن كلماته عن الأولياء والصالحين المغاربة، وقد تطور في المغرب، رغم أن بعضا منه نشأ في إفريقيا، والذي ما يزال بدوره يُقدم في بعض الليالي، غير أن التاكناويت من قبيل وصلة لا إله إلا الله هي صناعة مغربية، علما أن الموسيقى لا حد لها وتنتشر في العالم ومازلنا نتعلم فيها الكثير من الأشياء”.

وتحدث المعلم حميد أيضا عن علاقة الفن الكناوي بالجانب الروحاني، الذي يعتمد في الليالي على سلسلة من الوصلات المترابطة والتي تمنح للجمهور مساحة من الاسمتتاع والدخول في أجواء روحانية.

وأحيا الفنان حميد القصري سهة فنية في ختام فعاليات مهرجان كناوة بالصويرة، وسط حضور حاشد من جمهوره الذي حج من مختلف المدن المغربية ودول العالم للاستمتاع وصلاته الفنية.

وفي هذا الإطار، قال حميد القصري إنه سعيد بوصول هذا الحدث الفني الذي يحتفي بموسيقى كناوة إلى الدورة الـ25، مشيرا إلى أن مستوى المهرجان يتطور مع مرور كل سنة، سيما أنه يستقطب الجمهور من كل أنحاء العالم، مضيفا: “هذه السنة بذلوا جهدا لتكون العروض في مستوى عال”.

وشارك قبل أيام المعلم حميد القصري أيضا في مهرجان موازين إيقاعات العالم، بسهرة على بمنصة سلا التي دافع في ندوته على هامشها بقوة  عن “كناوة” ورفض ربطها بطقوس الجن، مشيرا إلى أنه لا يقبل تجريده من دينه بسبب المعطيات الكاذبة حول الطقوس التي ترتبط بليالي “كناوة”، إذ إن دورها يقتصر على منح السكينة والهدوء في جو من الروحانية الخالي من أي طقوس لا دينية، وفقه.

وفي تصريح آخر على هامش فعاليات مهرجان موازين، أوضح القصري أن إطلاق صفة “المعلم” على بعض فناني كناوة تكون من باب “الاحترام”، مردفا: “كلمة المعلم هي احترام لقائد المجموعة الذي يمتهن المهنة منذ سنوات طويلة ويعد محترفا في مجاله، لأن المعلم الحقيقي هو من يصنع الصواريخ، وكل شخص هو معلم في مجاله، غير أن هذا المصطلح ارتبط بـكناوة، التي تتم بطقوس وشروط معينة.

ونفى القصري مشاركته في أي سهرة بإسرائيل أو زيارتها إليها كما جرى تداوله في وسائل الإعلام، رغم تلقيه دعوات لإحياء حفلات بها، وفق تصريحه السابق.

وأوضح القصري قائلا: “لم أزر إسرائيل من قبل، صحيح أنه وجهت إلي دعوة للغناء بها، لكنني رفضتها، لكن الصحافة كتبت حينها حميد القصري حل بإسرائيل رغم أنني لم أذهب إليها نهائيا، وقررت عدم الذهاب إليها بشكل قطعي”.

وعن موقف من الأحداث القاسية في غزة، قال القصري إنه “ليس بوسعنا أن نفعل شيئا، هناك جهات أقوى قادرة على السيطرة على هذه الأحداث، ولم تضع حدا لها، ونحن بإمكاننا المساعدة فقط بالدعاء والتضامن، وتمني إنهاء هذه الأزمة حتى يعيش كل العرب في سلام”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أنه لا يحب السياسة ويُفضل العيش في وسط الفن و”التاكناويت” التي يعشقها، لأن بحسبه “التفكير في هذه الأشياء يؤلم القلوب، وأجد أنه من الأفضل عدم التطرق إليها لأن هذا الموضوع سيمس أي شخص يملك قلبا وله غيرة على عربي مثله يموت، إذ لا يمكننا مشاهدة ذلك دون الحسرة والألم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News