ميراوي يرضخ لمطالب “مهندسي الغد” ويتراجع عن توحيد مباريات مدارس الهندسة

على خلاف أسلوب تعاطيها مع أزمة طلبة الطب والصيدلة التي دخلت نفقا مسدودا، لم يتأخر تفاعل وزارة التعليم العالي مع مطالب التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب، وذلك بإعلان تعديل القرار القاضي بتوحيد مباريات الولوج مع شبكة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بالمغرب، في وقت يتشبث فيه الطلبة بإشراكهم عبر اجتماعات ومشاورات لمراجعة دفتر الضوابط البيداغوجية للطي النهائي لهذا الملف وتجنب عرقلة الموسم الجامعي المقبل.

وبعد عدولها عن قرار توحيد مباريات ولوج مدارس الهندسة الذي أغضب الطلبة، أعلنت وزارة التعليم العالي عبر المذكرة الوزارية رقم 01/0725 الموجهة إلى رؤساء الجامعات و رؤساء المؤسسات الجامعية إقامة المباراة المشتركة لولوج المدارس الوطنية للفنون و المهن يوم الاثنين 29 يوليوز 2024، مقابل إعلانها عن تاريخ مباراة ولوج شبكة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية يوم السبت 27 يوليوز 2024.

ورحبت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بخطوة وزارة التعليم العالي، معتبرين أن قرار الوزارة “من شأنه أن يحافظ على قيمة التكوين الهندسي بهذه المدارس ويحافظ على هويتها التاريخية”.

وأعربت التنسيقية الوطنية لطلبة الهندسة عن استعدادها المطلق و اللامشروط للإنخراط في إنجاح الخطوات التي من شأنها الحفاظ على القيمة المعنوية و التقنية للتكوين الهندسي العمومي في المغرب”.

أديب بلعادل، المنسق الوطني لتنسيقية الطلبة المهندسين، قال إن “الوزارة ومن خلال هذه الخطوة احتكمت إلى خيار التفاعل الإيجابي مع مطالب الطلبة”، مسجلا أنه “أفضل خيار أمامها لتجنب أي سيناريو يجلب الاضطراب والتوتر على مدارس التكوين الهندسي بالمغرب”.

وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “مدار21″، أنه “ننتظر من الوزارة أن تستجيب لمطلب الطلبة المهندسين المتبقي والمتمثل في مراجعة دفتر الضوابط البيداغوجية”، مشددا على “أننا لا نعتبر أن هذه الوثيقة غير صالحة وإنما نعتبر أنها في حاجة إلى تنقيح ومراجعة لبعض المقتضيات من خلال التشاور مع التمثيليات الطلابية”.

وأورد بلعادل “أننا نطالب من وزارة التعليم العالي أن تتعاطى مع هذا الملف بالجدية اللازمة”، مبرزا أن “تحسين التكوين الهندسي هو في صالح الدولة والمجتمع ككل وليس في صالح الطلبة فقط”.

ودعا المنسق الوطني للطلبة المهندسين إلى “عقد اجتماعات وحوارت من أجل الاستماع إلى آراء ممثلي الطلبة والخروج بحلول ترضي الطرفين وتنهي المشكل بشكل جدري وتجنبنا أي سيناريو يعرقل السنة الجامعية القادمة”.

وكانت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب قد رفضت القرارات الوزارية المتخذة بتوحيد المباريات الوطنية وتنزيل دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد الذي “يفتح المجال أمام استثمارات القطاع الخاص على حساب التكوين الهندسي العمومي”.

استنكار الطلبة المهندسين لقرارات وزارة التعليم العالي مبرره تخوفهم من “إقبار هوية المدارس والمعاهد الوطنية للهندسة”، متهمين دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد بـ”تجريد المدارس الوطنية العليا من هويتها وتغيير نمط التدريس بما يفرغه من محتواه التقني.