الشطيبي.. كثير من التصلب يكسر صاحبه!

يقال إن حقيقة المرء تظهر عند غضبه، غير أن الاتحادي إدريس الشطيبي، نائب رئيس مجلس النواب، لم يكترث بطبيعة الرسائل التي قد تصل إلى المغاربة، وهو يمتطي صهوة الغضب والصراخ على المباشر ضمن جلسة برلمانية يفترض أنها تحتضن نقاش النخبة السياسية المغربية.
المطلوب في رئيس الجلسة البرلمانية أن لا يصطف سواء إلى جانب المعارضة أو الأغلبية، وأن يتسم بالكياسة واللباقة والمرونة ليستوعب الجميع، ويُحسن إنجاح الجلسات، لكن الشطيبي له رأي آخر، بعدما اختار تجاوز صلاحيات موقعه ليُعلق على التضامن الحكومي بأنه “مبالغ فيه”، دون حتى الاستماع لرأي الحكومة أو على الأقل انتظار إثارة الملاحظة من النواب.
وبينما كان الشطيبي مدعوا لاستيعاب الهفوة والتراجع عنها بسرعة، فضل أن يمضي في اقتراف هفوات أخرى، مخاطبا البرلمانيين بلغة استعلائية ومهاجما كل من حاول التعبير عن رأيه من نواب الأغلبية، حتى أنه فقد السيطرة على أعصابه وهو يلمح إلى “أمية” أحد النواب ويرفض استخدامه للهجة مغربية محلية.
ومن الواضح أن مزاج الشطيبي الحاد جدا لا يترك له فرصة لإعمال العقل، مما يجعله في صدام دائم مع النواب، ويدفعه لفرض تصوراته بصرامة لا يقبلها منطق السياسة، مما يؤشر على أنه سيخلق مزيدا من المفاجآت في القادم، بعدما فشل في إنجاح جلسة عادية واضطر إلى رفعها، قبل أن يعود معتذرا.
ولابد من تذكير إدريس الشطيبي أن القليل من المرونة مطلوب في السياسة، وأن كثيرا من التصلب في المواقف والآراء يكسر صاحبه، وهي نصيحة مجانية سيراها إذا ما نفض غشاوة الغضب من فوق عينيه.