فن

“تشابك العلاقات” في مسلسل “دار النسا” يوقعه في “المصيدة”

“تشابك العلاقات” في مسلسل “دار النسا” يوقعه في “المصيدة”

ما تزال الانتقادات تلاحق مسلسل “دار النسا” الذي يجري عرضه عبر شاشة القناة الأولى طيلة شهر رمضان، إذ دخل صناعه إلى دائرة الجدل مجددا بسبب قصته التي تعتمد على تشابك العلاقات بين أفراد العائلة نتيجة الاغتصاب والزنا والإنجاب خارج إطار الزواج، بعدما لقي هجوما إثر ضعف “الإخراج” من خلال رصد أخطاء كثيرة في التصوير، وعدم إتقان اللهجة الشمالية من قبل بعض الممثلين.

ووجد نشطاء أن “تشابك العلاقات” بالطريقة التي يطرحها العمل بعيدة عن الواقع المغربي، بينما عدّ نقاد أن الخلل يكمن في غياب الحبكة الدرامية، والاعتماد على سيناريو مهلهل.

في هذا الإطار، قال الناقد عبد الكريم واكريم إنه لا يمكن الحكم على الأعمال الفنية من جانب أخلاقي، “فزنا المحارم أو غيرها من الأمور التي قد تبدو أنها تساهم في انحراف سلوكيات الفرد في المجتمع، هي موجودة في المجتمع الذي لا يخلو من هذه المواضيع التي نراها في المسلسلات”.

وقال واكريم إن “المشكل في مسلسل دار النسا وغيره، يتجلى في اللجوء إلى تشابك العلاقات، إذ اقترب انتهاء شهر رمضان، دون فك خيوطها، إذ كان يجب أن يكون السيناريو محبوكا بشكل درامي منذ الحلقة الأولى لاتباع خط أو خطوط أو مسارات متشعبة تابعة لمسار رئيس”.

وأضاف: “في هذا المسلسل نجد أن كل شيء مقحم، إذ إن هذه العلاقات المتشابكة لم تأت بشكل سلس، إنما أقحمت بشكل غير احترافي ولم تُكتب دراميا بشكل جيد”.

وتابع: “مع الأسف الشديد بعض المسلسلات لو اكتفى صناعها بـ15 حلقة أو أقل كما نرى الآن في المسلسلات المصرية التي تنتهي في الجزء الأول من شهر رمضان ثم تبدأ مسلسلات أخرى لكان أفضل لهم من حيث المعالجة والحبكة”.

ويرى واكريم أن “هناك الكثير من التمطيط غير المبرر دراميا وغير المحبوك في مسلسل ‘دار النسا’ بشخصيات كرطونية غير مكتوبة بشكل جيد، ولا تنتمي إلى الواقع في كثير من الحالات، إذ نجد شخصية تفعل شيئا في حلقة ثم في حلقة أخرى تفعل شيئا مخالفا، إذ ليس هناك ترابط وانسجام مع نفسها حتى عُقدها غير مبنية بشكل جيد، وحوارها يكون اعتباطيا، وبناء الشخصية غير موجود نهائيا في كل المسلسلات المغربية المعروضة”.

وبخصوص الانتقادات للجرأة في التعاطي مع القضايا المعالجة التي شبهها البعض بالقصص التركية عادّين أنها لاتعكس الواقع المغربي، ـكد الناقد ذاته: “لا أوافق على الحكم على الأعمال من الناحية الأخلاقية، لأن المجتمع تتخلله الكثير من السلوكات المنحرفة، ويجب تناولها مع مراعاة الشروط الدرامية في البناء”.

وعن تكرار التطرق إلى موضوع أثير الجدل أو شد انتباه الجمهور من قبل صناع الأعمال الدرامية، أفاد بأنه “حينما ينجح موضوعا معينا ويُقبل عليه الجمهور في مواسم ماضية، تجد صناع الأعمال يتهافتون على تكراره، والمبالغة في معالجته، إذ إنه مع الأسف طريقة التناول عادة لا نكون جيدة، إذ يعد من الصعب كتابة عمل تتخلله علاقات متشابكة بشكل جيد”.

واستشهد واكريم بمسلسل “صلة رحم” الذي عُرض في النصف الأول من رمضان بمصر، والذي تناول موضوعا شائكا جدا من الناحية الدينية والقانوينة، لكنه بحسب رأيه قُدم بشكل متقن، مثل كراء الأرحام وإجهاض الأجنة، مردفا: “للأسف حينما نقارن هذه الأعمال مع أعمالنا المغربية نرى أن هناك فوارق كثيرة”.

يذكر أن مسلسل “دار النسا” واجه عدة انتقادات منذ بداية عرضه في موسم رمضان الحالي، بعدما كان غير مبرمج للعرض داخله، إذ انهالت على مخرجته العديد من التعليقات التي تسائلها عن الأخطاء المرتكبة، إلى جانب غضب ساكنة الشمال من “تشويه” لهجتها من قبل ممثلين لا يتقنونها.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. اجمل ما في هذا العمل هو التصوير ومشاهد المدينة وأداء الممثلين خاصة الصقلي والزعيمي و احجام وغيرهم لقد اتقنوا ادوارهم كما شاهدتها في بعض الحلقات …موضوع المسلسل مثير و مشوق لكن معالجته تمت بهاجس انجاز ثلاثين حلقة مما دخل به في متاهات البحث عن حل لكل الاشكاليات المطروحة …من هنا وجب التفكير في تقليص حلقات الأعمال الدرامية التي تطول دون طائل والتخلص من عقدة الأعمال الدرامية المكسيكية والتركية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News