فن

هل التلفزيون المغربي تصالح مع “المحرمات” والمواضيع المسكوت عنها؟

هل التلفزيون المغربي تصالح مع “المحرمات” والمواضيع المسكوت عنها؟

يبدو أن التلفزيون المغربي تصالح أخيرا مع “المحرمات”، وبدأ يفتح باب التطرق إلى القضايا التي تشغل اهتمام المواطنين المغاربة ويعالجها بجرأة، بعدما أصبح المبدعين يرحلون إلى “الويب” بحثا عن التحرر من القيود الصارمة التي يضعها أمامهم الإعلام الرسمي.

وفتح الموسم الجديد من سلسلة “فاتي وصلاح” التي تُبث عبر شاشة القناة الأولى، نافذة على عدد من المواضيع التي تنتقد بعض الإدارات العمومية، وتنتفض ضد الأوضاع الهشة التي تعانيها فئة من المجتمع.

وفي حلقات مختلفة، تطرقت السلسلة إلى “غلاء الأسعار”، وأزمة الصحة بالمغرب، والعراقيل التي تواجه المواطن خلال ولوجه الإدارات العمومية، وأزمة “التوظيف”.

وتناول طاليس وفدوى الطالب موضوع البطالة التي يعاني منها شباب المغرب، واضعين الصعوبات التي تواجههم خلال اجتياز مقابلات العمل، وأن سلة المهملات مصير “السير الذاتية” التي تقدم للشركات.

ووضعت السلسلة أزمة قطاع الصحة أمام عدسات الكاميرا، إذ ناقشها صناع العمل في قالب ساخر يحمل في طياته العديد من الرسائل المشفرة، حول ما يعانيه المغاربة في المستشفيات العمومية، راصدا عدم تمكن المرضى من الحصول على مواعد طبية، وسوء تدبير رجال الأمن الخاص.

وتطرقت السلسلة ذاتها في حلقة منها إلى غياب الموظف عن “المقاطعة” وتعذر المواطن عن قضاء مصالحه الإدارية، والحصول على شواهد السكنى، ووضع شروط تعجيزية أمامه.

وفي الوقت الذي يدعو فيه أهل الفن إلى رفع الرقابة عن الأعمال التلفزيونية، ومنحها تأشيرة “الحرية” للسمو والارتقاء بالإبداع، سيما أن قواعده الأساسية تكمن في السماح بتناول المحرمات الثلاث وهي السياسية والجنس والدين، تحاول بعض الفئات المهنية الحد منها، والدعوة إلى تقييد المواضيع المعالجة.

وفي هذا السياق، كانت حلقة “المقاطعة”، دفعت  تنسيقية أعوان السلطة، إلى الخروج ببيان استنكاري، يعبرون فيه عن غضبهم، عادين أنها “تطعن بمهنة أعوان السلطة، والموظفين الذين يقدمون خدماتهم بشكل مخلص ومسؤول للمجتمع”.

وطالبت التنسيقية وسائل الإعلام والمحتوى الترفيهي التحلي بالحس الوطني والمسؤولية الاجتماعية، وتجنب نشر المحتوى الذي يسيء للمهن والمهنيين بطريقة تقلل من قيمتهم وتشوه صورتهم في العامة.

ودعت التنسيقية إلى “ضرورة التفكير بعناية في الرسائل التي يتم نقلها من خلال وسائل الإعلام، ونشجع على إنتاج محتوى يعكس الواقع بشكل إيجابي ويسهم في تعزيز التفاهم والاحترام بين جميع فئات المجتمع”.

وبخصوص مصالحة التلفزيون مع المحرمات، يرى الناقد عبد الكريم واكريم، أنه لا يمكن اعتبار ذلك لمجرد تناول بضع حلقات وليست كل السلسلة بعض القضايا في التلفزيون العمومي، تصالحا مع المواضيع المسكوت عنها، والتي تبدو للبعض طابوهات لكنها في الحقيقة، هي مواضيع جد بسيطة تهم المواطنين، عادّا أن “التطرق مثلا إلى المشاكل التي تواجه المغاربة لدى ولوج الإدارات العمومية موضوعا بسيطا جدا، وأن طاليس لم يتناول قضية كبرى، حتى نعتبره مصالحة مع المحرمات”.

وواصل واكريم في تصريحه لجريدة “مدار21”: “مع الأسف مع توالي السنوات ونحن نشاهد كوميديا رديئة جدا ليس فيها أي مضمون أو أي تناول جدي، ودون أن تحمل أي تيمات حقيقية تهم المواطن وحياته اليومية، وتعالج مشاكل حيقيقة في المجتمع أصبح سقفنا منخفضا، وحينما نشاهد كوميديا يتناول قضية اجتماعية بسيطة نفرح ونهلل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News