تربية وتعليم

“الإساءة” لنساء ورجال التعليم في أعمال تلفزية تسائل “الهاكا” وبنموسى

“الإساءة” لنساء ورجال التعليم في أعمال تلفزية تسائل “الهاكا” وبنموسى

جرت أعمال تلفزية تعرض خلال شهر رمضان انتقادات على وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، بسبب ما تم اعتباره “إساءة” لصورة نساء ورجال التغليم من خلال تسويق صورة نمطية تحاول “جعلهم موضوع فكاهة”.

ووجه يونس فراشين، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، رسالة احتجاج وطلب تدخل إلى لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، لإبلاغها احتجاج النقابة القوي على “الاستهداف المتواصل للقنوات الإعلامية العمومية الرسمية لمهنة التدريس، بتقديمها لإنتاجات تسيء لصورة نساء ورجال التعليم وتتعمد تحقيرهم وإهانتهم والحط من مكانتهم بشكل ممنهج ومقصود”.

وأورد فراشين، ضمن الطلب التي تتوفر عليه جريدة “مدار21″، أن هذا ما ذهبت إليه سلسلة “ولاد” يزة” في حلقتها الأولى التي بثتها القناة التلفزية الأولى يوم الثلاثاء 12 مارس 2024 في إطار برامج رمضان لهذه السنة، “حيث تم تقديم “المعلم-الأستاذ ” في صورة سيئة تكرس الصورة النمطية التي تحاول جعله موضوع فكاهة فجة عوض تقديمه كقدوة ونموذج يحتذى به”.

وقال المتحدث نفسه إن ما ورد في الحلقة الأولى من هذه السلسلة “لا يليق ومكانة المدرس في المجتمع، ويشكل استهدافا للمدرسة العمومية، ويبخس المجهودات الجبارة والتضحيات الجسيمة التي تقدمها الشغيلة التعليمية للنهوض بمنظومة التربية والتكوين”.

وأردف فراشين: “إذ نحتج وبقوة على هذا التناول الصورة المدرس في مثل هذه السلسلة والذي لا نجد له ما يبرره لا فنيا ولا موضوعيا، فإننا نطلب منكم الوقوف على حيثيات هذا الموضوع واتخاذ المتعين فيه، مع إلزام القناة المعنية بتقديم اعتذار رسمي لكل نساء ورجال التعليم”.

وبدوره عبّر التنسيق الوطني للتعليم عن احتجاجه بعد متابعته “ما بثته القناة الأولى في اليوم الأول من رمضان من صورة مهينة ومسيئة وتحقيرية للأستاذ من خلال مسلسل (أولاد يزة ) الذي خلق استياء كبيرا وواسعا لدى كافة نساء ورجال التعليم”، معتبرا ذلك مواصلة “في استهداف نساء ورجال التعليم عبر قمعهم وتعنيفهم وتوقيفهم وقذفهم بشتى النعوت ومحاولة النيل من سمعتهم ومن مهنتهم الشريفة”.

وأبدى التنسيق الوطني لقطاع التعليم احتجاجه الشديد على إقدام القناة الأولى على بث مسلسل (أولاد يزة) الذي يسيئل صورة الأستاذ الحقيقية “عبر إهانته واحتقاره”، مؤكدا أن هذه التمثلات التي يقدمها المسلسل عن الأستاذ “لا تعبر عن مكانته الحقيقية وأدواره التربوية”.

واعتبر التنسيق أن هذه الصورة المهينة للأستاذ “صورة نمطية ومستهلكة سلبا ومناقضة للواقع الذي يقدم فيه الأستاذ تضحيات لا تحصى للمساهمة في تربية بنات وأبناء الوطن”، مطالبا القناة الأولى “بتقديم اعتذار رسمي لنساء ورجال التعليم وتوقيف هذا المسلسل فورا”.

ودعا التنسيق الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى “التدخل الفوري من أجل وقف هذا المسلسل واتخاذ الإجراءات في حق القناة الأولى والمسؤولين عن هذا المسلسل”، داعيا نساء ورجال التعليم بكل فئاتهم إلى التصدي لكل المحاولات التي تستهدفهم وتحط من سمعتهم وكرامتهم.

وحول الموضوع نفسه جرّ المستشار البرلماني خالد السطي، عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، إلى المساءلة بعد توجيه سؤال حول “تحسين صورة المدرسة العمومية في الإعلام العمومي”.

وقال السطي، ضمن سؤال اطلعت عليه جريدة “مدار21″، إنه عكس الرسالة النبيلة للإعلام العمومي “يتفاجأ مشاهدي القناة الاولى ببث حلقة من مسلسل “ساعة في الجحيم” تضمنت مشاهد مهينة لأستاذة محتجزة في غرفة مغلقة من طرف تلميذها السابق مع تعريضها لكل أشكال العنف النفسي والجسمي واللفظي، وهي المشاهد التي خلفت استياء عميقا، علما أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها”.

وسائل المستشار البرلماني الوزير شكيب بنموسى حول “الإجراءات العملية التي ستتخذونها لتجنب بث صور نمطية سلبية حول المدرسة العمومية ورجال ونساء التربية والتكوين”.

كما استفسر السطي بخصوص “الجهود التي ستبذلونها لتحقيق التكامل بين المنظومتين الإعلامية والتربوية لخدمة المدرسة المغربية وتحسين صورتها حتى تقوم بدورها على أحسن وجه”.

وأوضح السطي، ضمن سؤاله، أن الإعلام العمومي ساهم في رسم صورة المدرسة العمومية ورجال ونساء التربية والتكوين في أذهان الرأي العام، “وهو ما يقتضي الحرص على توفير ضمانات كافية لتقديم صورة إيجابية عن المدرسة العمومية ورجال ونساء التربية والتكوين، ليساهم الإعلام العمومي في تخفيف حدة الاحتقان الذي عرفه الفضاء التربوي في الشهور الأخيرة”.

وشدد السطي على أن ذلك يتم “من خلال تجنب رسم صور نمطية سلبية عن هيئة التربية والتكوين والمدرسة العمومية لتصفية الأجواء وإعادة العلاقات الإيجابية داخل هذا الفضاء لتكريس الاحترام والتقدير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News