حوارات | فن

الكاما: تزداد حساسية الجمهور من الأعمال برمضان والتراكمات أفقدته الثقة بالسيتكوم

الكاما: تزداد حساسية الجمهور من الأعمال برمضان والتراكمات أفقدته الثقة بالسيتكوم

يكشف السيناريست محمد الكاما في هذا الحوار مع جريدة “مدار21” ملامح سيتكوم “جيب داركم” المرتقب عرضه في موسم رمضان المقبل، وكواليس الاشتغال عليه، والتحديات التي واجهت فريق العمل في أثناء صياغة الحوارات الخاصة بـ60 حكاية منفصلة عن بعضها البعض، التي تتفرع عن القصة الرئيسية.

ولم يخفِ الكاما تخوفه من الانتقادات التي تقابل “السيتكوم” في كل موسم رمضاني، عادا في حديثه للجريدة أن الجمهور فقد الثقة في هذا الصنف، نتيجة تراكمات لسنوات، رافعا التحدي هذه المرة لمصالحته وكسب الرهان خلال هذا الموسم عبر سيتكوم “جيب داركم” الذي يجده مستوفيا لشروط القبول.

نص الحوار:

حدثنا عن تفاصيل تحضير سيتكوم “جيب داركم”.

سيتكوم “جيب داركم” الذي كان يحمل عنوان “عائلتي” سابقا، قبل أن يتغير اسمه بعد اتضاح معالم قصته التي نشتغل عليها، سيبث عبر شاشة القناة الثانية خلال شهر رمضان المقبل، ويُصور حاليا تحت إشراف شركة “ديسكونيكتد”، بقيادة المنتج المنفذ خالد النقري إلى جانب نجاة قوبي. وعبر هذا العمل تجدد القناة الثانية بنا ثقتها للمرة السادسة عل التوالي، وتحملنا مسؤولة جديدة.

التحضير لهذا السيتكوم مر في أجواء مهنية وفنية، وشرعنا في الاشتغال على هذه القصة المقتبسة من عمل عالمي صُور في عدة دول، وأُعدت قصته من قبل دول عديدة، ضمنها فليم “Une famille à louer”، لجعلها مغربية أكثر، وأوكلت إلينا مهمة مَغربتها، بعدما اقتبستها السيناريست والمخرجة غيثة قصار، ونتمنى أن نكون عند حسن ظن المسؤولين عن هذا العمل والجمهور المغربي.

ما الذي يميز هذا السيتكوم عن باقي أعمالك؟

هذا العمل يتم الاشتغال عليه في نفس ظروف الأعمال السابقة مع الشركة المنتجة، لكن يمكن القول إن ما يميز سيتكوم “جيب داركم” هو الخلطة أو الوصفة الجديدة، إذ يجمع ثلة من الممثلين المغاربة أبرزهم عبد الله فركوس، وفضيلة بنموسى، وعدنان موحجة، وعزيز الحطاب، وعمر لطفي، وغيرها من الأسماء التي تحظى بصدى طيب لدى الجمهور، ولم نتعود على متابعتها لسنوات على التوالي، إذ هناك تغيير في الأسماء التي تُشخص السيتكوم هذه السنة، وأظن أن هذا التغيير هو الذي سيخلق التميز بهذا العمل عن سابقه.

اشتغلت على هذا السيتكوم في إطار خلية للكتابة، ما أهمية العمل مع فريق؟

اشتغلنا هذه السنة أيضا في إطار خلية للكتابة وفي الحقيقة أفضل العمل تحت ظل خلية للكتابة، خصوصا حينما تعمل مع شخص تعرفه وتجمعك به صداقة تتجاوز العلاقة المهنية تتفاهم معه وتعرف كيف يفكر، وتصبح الأفكار تتلاقى فيما بينها، وهذا هو الجميل في خلية الكتابة، والعمل في إطار فريق يمنحنا عملا بزوايا مختلفة، وأجد أن العمل الفردي ينتج رؤية منغلقة على نفسها، وتكون مغامرة وإمكانية فشله بنفس نسبة نجاحه، لكن اختلاف الآراء والأفكار يعطي نفسا جديدا للعمل. وبعد سنوات من العمل برفقة هشام الغافولي يلتحق بنا هذه السنة السيناريست عادل ياشفين الذي أضاف لمسته الخاصة لهذا العمل.

ما التحديات التي واجهتكم خلال التحضير لهذا السيتكوم؟

صراحة، كل عمل يشكل تحديا بالنسبة لي، أكون متخوفا من الهفوات وردة فعل الجمهور المغربي تجاه أي عمل، وأتساءل دائما عما إذا كان سينجح ويجد الصدى الذي ننتظره، خصوصا في ظل السباق الرمضاني الذي يشهد زخما في الأعمال، لكن التحدي الأكبر الذي رافق هذه القصة على مدى 30 حلقة، ، والتي تحكي عن شاب لا يمتلك عائلة، يجد نفسه مضطرا للبحث عن عائلة مزيفة بمقابل مادي للتقدم لخطبة فتاة يحبها، لكن لقاء ساعة أو ساعتين سيتحول إلى استقرار مطول، ما يخلق العديد من المواقف الكوميدية، عدم الاقتراب من الخط الأحمر الذي يكمن في عدم اكتشاف هذا السر.

وتمثلت الصعوبة أيضا في كوننا نخلق في كل حلقة حبكتين مختلفتين وحكايتين منفصلتين عن جميع القصص خلال الـ30 حلقة، أي كل حلقة تتضمن قصتين، وكان مطلوبا منا إنتاج 60 قصة تتطلب حبكة عالية، والعمل عليها دون المساس بالخط الأحمر أي دون أن يتم اكتشاف حقيقة العائلة المزيفة، فكنا نعمل على خلق في الأحداث، وفي الوقت ذاته صناعة مواقف مضحكة، وأظن أننا استطعنا كسب هذا الرهان ونحن الآن على مشارف الانتهاء من الكتابة، وقد تجاوزنا شطرا كبيرا من هذا التحدي.

هل تخشى تلقي هذا العمل للانتقاد، خاصة أن الجمهور لم يتصالح بعد مع “السيتكوم”؟

لا أكون متخوفا من تلقي الانتقادات على السيتكوم وحده، إنما أخشاها في جميع الأنواع السردية التي أشتغل عليها سواء كان فيلما أو مسلسلا أو سلسلة، فنتخوف دائما من الانتقادات والهفوات، لكن السيتكوم مع الأسف جرت العادة على القول إننا لا نتوفق فيه صناعته بالمغرب.

من حق الجمهور أن ينتقد السيتكوم لأنه في الأول وفي الأخير يُصنع له ومن أجله، وقد فقد الثقة في هذا الصنف على مدى تراكمات سيتكومات سابقة لسنوات، لكن في هذا السيتكوم أعد المتلقي المغربي بأنه سيكون أمام قصة جديدة ووجوه مختلفة لم نتعود عليها على مدى سنوات عديدة في السيتكوم، وأظن أن القصة والكتابة والإخراج التي تُشرف عليه صفاء بركة، والإشراف الفني للمنتج خالد النقري، يشكلون عوامل لا يمكنها إلا أن تساهم في نجاح هذا العمل وتعيد ثقة الجمهور في السيتكوم.

يشهد شهر رمضان منافسة قوية وشرسة بين صناع الأعمال التلفزيونية، ماذا يمثل لك الحضور في هذا الموسم؟

أجد أن المنافسة في رمضان تكون قوية من حيث الكم والعدد، لكن من حيث الجودة يكون هناك اختلاف من عمل إلى آخر وهذا شاهدناه في المواسم السابقة، والحضور في الموسم رمضان يشكل تحديا، لأنه لدينا جمهور محافظ خصوصا في الأعمال التي تدخل بيته دون استئذان، لذلك يجب أن نكون حريصين في اختيار المواضيع والحوارات والمواقف في هذا الشهر الفضيل التي تزداد فيه الحساسية أكثر ويُصبح المتلقي محافظا بشكل أكبر، وأعتبره تحديا من نوع آخر، إذ يصبح المؤلف يكتب بحرص وحذر.

هل ستكون لديك أعمال أخرى خلال هذا الموسم، وما تفاصيلها؟

سأكون حاضرا في هذا الموسم الرمضاني بثلاثة أعمال مسلسل درامي يتكون من أربع حلقات يحمل عنوان “من فم السبع” من توقيع السيناريت العظيمة فاتن اليوسفي والمخرج المتميز داني يوسف، وللمرة الثانية على التوالي تضع فاتن ثقتها، فبعد المسلسل الناجح “عايشة” أوكلت لي مهمة كتابة الحوار الخاص بهذا العمل الجديد، وشخصيا أراهن على نجاح هذا العمل الذي سيترك بصمته ووقعه الكبيرين لدى المتلقي المغربي، وشاركت فيه باقة من الممثلين المهمين، أبرزهم راوية وأسامة البسطاوي وكليلة بونعيلات وأسماء أخرى، باختصار هو وصفة جديدة من توقيع فاتن اليوسفي وداني يوسف.

وأخوض تجربة ثانية في موسم رمضان المقبل عبر مسلسل كوميدي يحمل عنوان “آش هذا” من إنتاج شركة ديسكونيكتد، من إخراج صفاء بركة والإشراف الفني لخالد النقري، واشتغلت عليه في ظل خلية للكتابة أيضا إلى جانب هشام الغافولي، ومهدي شهاب، ويضم أسماء وازنة أبرزها سعاد خيي، وعبد الله فركوس، ومونية المكيمل، وأحمد الناجي، وزهور السليماني، وأتوقع أن يلقى هذا العمل استحسان الجمهور المغربي.

وسيكون “جيب داركم” ثالث أعمالي في هذا الموسم، وأتمنى أن نكسب الرهان هذه المرة أيضا، ونكون عند حسن ظن الجمهور، الذي يُعد الحكم الأول والأخير على الأعمال التي تعرض على شاشات القنوات المغربية، ونسعى بفضل تشجيعاته أن نتطور من حسن إلى أحسن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News