فن

“عصابات”.. فيلم تألق بمهرجاني مراكش و”كان” خذلته قاعات بالسينما

“عصابات”.. فيلم تألق بمهرجاني مراكش و”كان” خذلته قاعات بالسينما

رغم تألق فيلم “عصابات” للمخرج المغربي كمال لزرق في تظاهرات فنية وطنية وعالمية مهمة، إلا أنه لم يتمكن من جذب الجمهور المغربي إليه في القاعات السينمائية، حيث خرج مبكرا من حلبة المنافسة، وسُحب سريعا من على قائمة عروض الأفلام المقترحة بصالات العرض.

وتعيد مغادرة فيلم “عصابات” لصالات العرض مبكرا، مسألة الموت السريع” الذي يصيب الأفلام الاجتماعية أو الدرامية، والتي لا تستطيع الصمود طويلا في القاعات المغربية، بخلاف الأعمال الكوميدية التي تسيطر لأسابيع طويلة على شباك التذاكر.

ويرى أهل الاختصاص من نقاد ومخرجين أن الجمهور المغربي تعود على ذوق رديء في اختياره للأفلام بالقاعات السينمائية، وذلك يعود لتعوده على تيمة الأعمال المقدمة له عبر التلفزيون، والتي تعتمد على توضيح كل شيء وتهدف إلى إضحاكه، ما يجعله يبحث عن أعمال شبيهة بها في السينما، وفق تصريح سابق لحسن بنجلون.

ويبدو أن جمهور الكوميديا الأكبر من بين الجماهير التي تقبل على القاعات السينمائية، وهو في أغلبه جمهور شاب، الذي يرتاد القاعات السينمائية بكثرة، وفق الناقد عبد الكريم واكريم، في تصريح سابق للجريدة. بينما يرى محمد طاروس، أن الجمهور يقبل على الأفلام الكوميدية لكون أبطالها يحققون شهرة في التلفزيون.

وفي الوقت الذي تغادر فيه الأفلام الدرامية أو الاجتماعية القاعات السينمائية سريعا، تصمد نظيرتها الكوميدية مثل فيلم “جوج” الذي استمر في العرض لأزيد من ثلاثة أشهر خلال سنة 2023، و”غرين كارد” و”الإخوان” اللذين تربعا على عرش قائمة “البوكس أوفيس” برسم سنة 2022، وغيرها من الأفلام.

ولم يكن فيلم “عصابات” الوحيد الذي لم يُعمر طويلا في القاعات، بل سبقته أفلام “أحلام صغيرة”، و”أبواب السماء”، و”الصندوق”، و”أسمهان” التي عرضت لأيام قليلة.

وكان فيلم “عصابات”، حصل على جائزة لجنة التحكيم، مناصفة مع الفيلم الفلسطيني “باي باي طبريا” للينا سوالم، قبل شهرين، إضافة إلى نيله جائزة لجنة التحكيم في صنف “نظرة ما”.

وينقل فيلم “عصابات” خبايا ليالي مدينة الدار البيضاء، المليئة بالجرائم والأعمال المشبوهة، حيث تنطلق قصته في ليلة قد تشبه عدة ليالٍ بأحياء مدينة الدار البيضاء المهمشة، حيث يظهر رجل ينحني على كلبه، بعدما فارق الحياة في مباراة لتصارع الكلاب، ونظرة الحسرة تكسر تعابير وجهه، وتذل رجولته.

ويرصد الفيلم حياة رجال عصابات ينتمون إلى طبقات هشة، ويستندون على قوتهم البدنية في المزايدة والدخول في رهانات وصراعات تؤدي حتما إلى ارتكاب جرائم غير متوقعة.

البحث عن كسب المال بطرق غير مشروعة، سيورط أب وابنه في ارتكاب جريمة قتل بالخطأ، إثر اختناق قاتل الكلب الذي اختطفاه في السيارة، انتقاما لقائد العصابة التي ينتمي إليها الأب.

وترصد الكاميرا تجول الأب والابن ليلة كاملة بجثة قاتل الكلب، الذي بدوره رجل عصابة، بحثا عن الخلاص دون جدوى. وبين الخوف والارتباك وتأنيب الضمير تتولد سلسلة أحداث تحبس الأنفاس.

الفيلم يبرز مظاهر الحب والتضحية والخوف المتبادل بين الأب والابن، حيث إنهما يسعيان إلى إنقاذ الآخر بدفع ثمن الدخول في أعمال مشبوهة، كان الهدف منها كسب القليل من المال.

وبدا في نهاية الفيلم أن الأب والابن قد تخلصا من الحمل الثقيل الذي كان يحملانه على عاتقهما، بالتخلص من الجثة، لكن المخرج لم يفضل غلق باب النهاية في وجه المتفرج، بمشهد عثور كلب على عظم بشري في كومة أزبال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News