تربية وتعليم

تقييم دولي “يفضح” عيوب المدرسة المغربية وبنموسى يُعول على مؤسسات الريادة

تقييم دولي “يفضح” عيوب المدرسة المغربية وبنموسى يُعول على مؤسسات الريادة

احتل المغرب المراتب الأخيرة في نتائج البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ “بيزا 2022″، ضمن قائمة دول العالم التي شملها هذا البحث الدولي في ميدان التعليم، الذي يهدف إلى تقييم معارف وكفايات التلميذات والتلاميذ البالغين من العمر 15 عاما في ثلاثة مجالات أساسية: الرياضيات القراءة والعلوم ويحظى بمصداقية دولية منقطعة النظير.

وكشفت نتائج التقييم الذي شارك فيه 6 آلاف و867 تلميذا مغربيا في حوالي 177 مؤسسة عمومية بالسلكين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، بالأكاديميات الاثني عشر بالمملكة، أن 78 في المائة من الإناث في النغرب و84 في المائة من الذكور في سجلوا أقل مستوى في القراءة، مبرزا أن الفتيات سجلن في المتوسط درجات أعلى من الذكور في القراءة في جميع الدول التي شاركت في البرنامج باستثناء دولتين اثنتين.

ومن أصل 81 دولة مشاركة، احتل المغرب الرتبة 71 في مجال “الرياضيات”، والرتبة 79 في مجال “القراءة”، والرتبة 76 في مجال العلوم”، ليتراجع بذلك ب 9 رتب بالنسبة لهذين المجالين الأخيرين.

وأبانت نتائج التقييم أن 46 في المائة من التلاميذ كرروا الصف مرة واحدة على الأقل بعد دخولهم إلى المدرسة الابتدائية؛ وهو معدل أعلى من المتوسط الذي حددته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في 9 في المائة، فيما أكد حوالي 71 في المائة منهم أنهم التحقوا بالتعليم ما قبل الابتدائي لمدة عام أو أكثر.

وبحسب نتائج التقييم، عبر 23 في المائة من التلاميذ في المغرب عن “عدم رضاهم عن حياتهم”؛ فيما أفاد 25 في المائة منهم بأنهم يشعرون بالوحدة في المدرسة والنسبة ذاتها منهم تشعر بأنها “غريبة في وسطها المدرسي”؛ وهو ما يفوق متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المشرفة على هذا التقييم، والذي حدد ما بين 16 و17 في المائة.

من جهة أخرى، كشف التقييم الذي يهدف إلى أن 76 في المائة من التلاميذ المغاربة صرحوا بأنهم يكتسبون صداقات بسهولة في وسطهم المدرسي؛ فيما يشعر 81 في المائة منهم بالانتماء إلى هذا الوسط؛ وهو ما يفوق معدل متوسط المنظمة سالفة الذكر، الذي حُدد في 75 في المائة.

بدورها، أقرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بهذه النتائج التي ترصد بوضوح “ضعف” المدرسة العمومية، مؤكدة أن النتائج المعلن عنها في دورة 2022 مقارنة مع دورة 2018 في المجالات الثلاث التي شملتها الدراسة.

واستقر متوسط الأداء الوطنى فى 365 نقطة فى مجال الرياضيات، مقابل 368 نقطة خلال دورة 2018 و 365 نقطة فى مجال العلوم بانخفاض قدره 12 نقطة مقارنة مع دورة 2018 في حين تراجع المعدل المحصل عليه في مجال القراءة ب 20 نقطة، حيث انتقل من 359 سنة 2018 إلى 339 برسم دورة 2022.

وقالت الوزارة في بلاغ، توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، إن النتائج “بيزا” يؤكد جميع التقييمات والتشخيصات الوطنية والدولية، والتي أوضحت بالملموس أن أزمة التحكم في التعلمات الأساس التى يعانى منها تلاميذ التعليم العمومي.

واعتبرت أن ذلك يعد إشكالية ذات أولوية يجب معالجتها، وفق مقاربة مسؤولة وشفافة واستعجالية، وهو ما تم اعتماده في خارطة الطريق 2022-2026. ومنذ شتنبر 2023، فقد انطلق تنزيل الإصلاح بمؤسسات الريادة التي تستقبل 320.000 تلميذة وتلميذا، إذ تمت المراجعة الشاملة لطرق التدريس ومعالجة التعثرات، إضافة لإجراء تقييم فردي، يتم مراقبته من قبل شركاء خارجيين.

وأضافت “بفضل تعبئة وانخراط الأستاذات والأساتذة والفرق التربوية داخل مدارس الريادة، كشف التقييم الأول لمستوى التلاميذ أن أغلب الذين يدرسون بالمستوى الثاني إلى المستوى السادس ابتدائي قد سجلوا تحسنا ملموسا في معدلات التحكم في القدرات والكفايات التي تم تقييمها”.

كما كشف قياس الآثر الذى تم إجراؤه، بحسب بلاغ الوزارة، أنه من الممكن تحقيق تقويم وتقدم مهم وسريع لمستوى التلاميذ، بفضل العمل التعاوني للفريق التربوي من أستاذات وأساتذة ومديرى المؤسسات التعليمية ومفتشين تربويين ومديريات إقليمية وأكاديميات جهوية.

وأكدت وزارة بنموسى أنه سيتم توسيع تجربة مؤسسات الريادة إلى 2000 مؤسسة ابتدائية كل سنة، وذلك في أفق تعميمها على جميع المؤسسات الابتدائية بحلول سنة 2026. مشيرة أنه بالنسبة لمؤسسات السلك الثانوى، فستنطلق هذه التجربة بعدد من الثانويات الإعدادية انطلاقا من الدخول المدرسي 2025/2024 المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News