سياسة

فرصة ذهبية لسانشيز.. هل تتأثر علاقات مدريد والرباط إذ فشل في تشكيل الحكومة؟

فرصة ذهبية لسانشيز.. هل تتأثر علاقات مدريد والرباط إذ فشل في تشكيل الحكومة؟

منح ملك إسبانيا، فيليبي السادس، رئيس الوزراء الاشتراكي المنتهية ولايته، بيدرو سانشيز، فرصة “ذهبية” لتشكيل الحكومة، وفق ما أعلنته رئيسة مجلس النواب، فرانسينا أرمينيغول بشكل رسمي.

وقالت أرمينيغول في خطاب متلفز إن الملك الذي أجرى محادثات مع الأحزاب الإسبانية “أبلغني بقراره باقتراح بيدرو سانشيز كمرشح لرئاسة الحكومة”.

وبهدف الحصول على ثقة النواب، التي لم يتمكن منافسه المحافظ، ألبرتو نونييس فيخو، زعيم الحزب الشعبي الإسباني من الحصول عليها، الأسبوع الماضي، يتعين على سانشيز الحصول على دعم حاسم من الانفصاليين الكاتالونيين الذين يطالبون في المقابل بعفو مثير للجدل.

ولدى سانشيز، الذي يترأس الحكومة منذ عام 2018، مهلة حتى 27 نونبر المقبل للحصول على ثقة البرلمان.

وفي حال عدم حصوله على ذلك، سيتم تلقائيا الدعوة لإجراء انتخابات جديدة على الأرجح في منتصف يناير المقبل.

تاج الدين الحسيني، خبير في العلاقات الدولية، قال بخصوص إمكانية تأثر العلاقات بين مدريد والرباط، في حال نجاح سانشيز، والذي تلقبه الصحافة الإسبانية بـ”صديق المغرب”، من عدمه، إن ما يجمع الطرفين “علاقات دولة” وقائمة على ركائز قوية وعلى تبادل مصالح من الأهمية بما كان.

وتابع في حديث سابق مع الجريدة: “إذا كان المغرب من مصلحته أن تستمر إسبانيا في دعمها لمقترح الحكم الذاتي، والمشاركة الإبجابية في تسوية قضية الصحراء لصالح المملكة، فهذا يرتبط من الجانب الإسباني أيضا بملفات هامة”.

وقال إن الصيد البحري، والذي أعلن عن انتهاء البروتوكول الخاص به في 18 يوليوز الجاري، ملف أساسي بالنسبة لمجموعة بلاد الأندلس والجنوب الإسباني، والذي تعتبره مصدرا أساسيا للعيش “وبالتالي لن تفرط في هذا الملف بهذه السهولة”.

إلى جانب ملف الهجرة، أوضح الحسيني، أن المغرب يعتبر دركيا مركزيا بالنسبة لإسبانيا، فيما يتعلق بوصول المهاجرين، خاصة أن وصولهم لا يقتصر على قوارب الموت التي هي الوسيلة المعروفة، ولكنه يرتبط بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية.

وفي سياق متصل، أردف: “لقد لاحظنا عندما توترت العلاقات مع إسبانيا، كيف أن عشرات الآلاف من المهاجرين توافدوا على المدينتين المحتلتين، بمن فيهم القصر والقادمون من إفريقيا.. لذلك فإسبانيا تحرص شديد الحرص على أن تكون علاقات طيبة مع المغرب تفاديا لتكسير جدار الهجرة ووصول المهاجرين إلى نفوذها”.

واستشهد الخبير المغربي بالأرقام التي تم الإعلان عنها بشكل رسمي من طرف الحكومة الإسبانية في وقت سابق، والتي أكدت أن منسوب الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا، وبعد عودة العلاقات مع المغرب، انخفض بنسبة تصل لـ65 في المئة، بينما ارتفع مع باقي المناطق الأخرى في جنوب المتوسط، بما فيها تونس وليبيا، بنفس النسبة، “وهذا في حد ذاته، يؤشر على أن إسبانيا لن تتنازل، فيما يتعلق بملف الهجرة”.

كما ذكر تاج الدين الحسيني، أن أزيد من 900 شركة إسبانية تمارس نشاطا استثماريا على التراب المغربي، معتبرا أن مصالحها من مصالح الدولة الإسبانية بكل تأكيد.

ويرى أن إعلان المغرب عن إحباط محاولة القيام بعملية إرهابية مهمة في إسبانيا من طرف سلطاته ومخابراته، ينبئ بأن التعاون مع المملكة شيء أساسي بالنسبة لأي حكومة إسبانية، سواء كانت اشتراكية أو يمينية.

وبخصوص ما وصفها بـ”الاهتزازات” التي تعرفها العلاقات بين البلدين بين حين وآخر، استدل الحسيني يتصريح رئيس الحزب الشعبي، نونييس فيخو، قبل إجراء الانتخابات حين قال، بأنه يطمح في حالة حصوله على المرتبة الأولى في الانتخابات وتكوينه للحكومة، أن تكون العلاقات مع المغرب، ليس فقط طبيعية أو اعتيادية، بل استعمل كلمة “ممتازة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News