السكوري: زيادات الأجور غير مسبوقة في تاريخ الحكومات.. والبيجيدي يعتبرها “رشوة”
أثار اعتبار المجموعة النيابية للعدالة والتنمية الزيادات في الأجور التي تم إقرارها في الحوار الاجتماعي لهذه السنة بمثابة “رشوة” للمواطنين لأجل الانتخابات القادمة جدلا بالبرلمان، إذ أكد يونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات أن المجهود الذي قامت به الحكومة غير مسبوق في تاريخ الحكومات.
وقال السكوري، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب: اليوم الإثنين، إنه خلال هذه السنة “سيكون هناك احتفال كبير بعيد الشغل لأن الحكومة بفضل المجهودات التي تم القيام بها في الحوار الاجتماعي الذي كان مغيبا في السابق حققت الرفع في في الأجور في القطاع العام بألف درهم على دفعتين، وفي القطاع الخاص لم يسبق أن كانت في تاريخ أي حكومة رفع الحد الأدنى للأجور، وفي القطاع الفلاحي كذلك”.
وتابع الوزير أنه خلال الحوار الاجتماعي سيتم تنزيل إصلاحات جوهرية منها الذي تأخر لمدة 60 سنة مثل القانون التنظيمي للإضراب، ومنها الذي تأخر لعشرين سنة مثل مدونة الشغل التي تعد من الأمور الأساسية التي يجب إخراجها لتحقيق دقعة للتشغيل في بلادنا.
وردا على جواب الوزير، اعتبر عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية أنه لا يمكننا إلا أن نهنئ المستفيدين من هذه الزيادة بهذه المناسبة، مثيرا ملاحظة كون هذه الزيادة تأخرت لسنتين لأنه تضمنها اتفاق 2022 وتم تأخيرها إلى سنة 2025 و2026، متسائلا “أليس ذلك نوع من الرشوة للانتخابات القادمة؟”.
وأشار بووانو إلى أنه تم إقصاء نقابات وازنة، إضافة إلى استثناءات غير منطقية، موضحا أنه تم إقصاء مهنيي الصحة والتعليم من هذه الزيادات، إضافة إلى عدم مناقشة المهنيين في قضية الضريبة على الدخل، موضحا أنها غير عادلة حتى داخل القطاع نفسه، مفيدا أن البعض سيستفيد من زيادة 290 درهما وآخرون من 1000 درهم، وداخل نفس القطاع هناك من ستضاف له 1500 درهم وهناك من ينضاف له ألف درهم وآخرون 3000 درهم.
وتابع بووانو في ملف التقاعد الحكومة تقوم بـ”الإنشاء”، إضافة إلى أصحاب المعاشات الذين لم يتم الحديث عنهم “هل هؤلاء ليسوا مغاربة؟”، مضيفا أن البطالة التي وصلت إلى 13 في المئة سنعود لمناقشتها، مثيرا موضوع الاستدامة، إذ أن البرلمان والحكومة وفق الفصل 71 من الدستور ينبغي أن تثير استدامة هذه الزيادات من الناحية المالية وكم ستؤثر على ميزانية الدولة؟.
وطالبت نائبة برلمانية، في نقطة نظام، بسحب كلمة الرشوة “لأن المغاربة لا يصوتون علينا حتى تتم رشوتهم”، مطالبة رئيس الجلسة بسحب جملة الرشوة من المحضر.
وفي رده على التعقيب، أفاد السكوري “ما يبقاش فيكم الحال، لأن الحكومة قامت بمجهود لم تستطع الحكومات السابقة القيام به ويجب أن تهنؤوا المستفيدين من القلب وأن تفرحوا لهم، خصوصا عشية فاتح ماي، وأن تعترفوا بوجود مجهود وأن تكون فيكم هذه الخصال ولا يتم خلط الأمور بالسياسة الظرفية”.
وتابع السكوري أن “أربعة ملايين و250 ألف مغربي سيستفيدون من الزيادة في الأجور، في القطاع العام أو القطاع الخاص، عن طريق إعادة النظر في الضريبة على الدخل”، معتبرا أأن هذا قرار شجاع اتخذته الحكومة رغم الظرفية الاقتصادية الصعبة.
