مجتمع

“البوفا” أو “كوكايين الفقراء”.. “قنبلة موقوتة” تهدّد المجتمع المغربي وحياة شباب ومراهقين

“البوفا” أو “كوكايين الفقراء”.. “قنبلة موقوتة” تهدّد المجتمع المغربي وحياة شباب ومراهقين

لا حديث هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي سوى عن مخدر “البوفا”، الخطر الجديد الذي يهدّد الشباب المغربي، إذ إنه انتشر في الأحياء الفقيرة، وتتعاطاه فئه واسعة من المراهقين، ما جعل النشطاء يطلقون حملة تطالب السلطات للتصدي لهذا “الكابوس”.

ويدق خبراء، استقت مدار21 آراءهم، ناقوس الخطر، حيث إنهم يؤكدون أن رواج هذا المخدر، أو ما يسمى “كوكايين الفقراء”، سيفتك بالمجتمع من خلال ارتفاع منسوب الجريمة وزيادة أعداد حالات الانتحار، في ظل وجود “أرض خصبة” لوقوع ذلك.

أخطر المخدرات في تاريخ المغرب

في هذا الإطار، يقول رشيد المناصفي، الخبير المغربي في علم النفس والإجرام، إنه انطلاقا من الأبحاث التي أجراها، توصل إلى أن “البوفا” من “أخطر المخدرات” في تاريخ المغرب، ويعزي ذلك إلى كونه “مخدرا يصنع من بقايا مخدرات أخرى مثل الكوكايين والنيفوترين وإكستازي”، مشيرا إلى أنه خليط خطير جدا، ويعد أفتك من جميع أنواع المخدرات التي مرت في تاريخ المغرب.

ويضيف المناصفي، في حديث إلى جريدة “مدار21″، الخطورة تكمن في الإدمان المستمر على مخدر “البوفا”، لافتا إلى “استعمال هذا الأخير مرة واحدة يكفي ليصبح الشخص مدمنا”.

وأبرز الخبير ذاته أن الإدمان على هذا النوع من المخدرات “يؤدي إلى العزلة والإكتئاب والقلق، وإيجاد صعوبة في النوم وفقدان الشهية، والإصابة بمجموعة من الأمراض النفسية التي يصعب علاجها في ما بعد، ناهيك عن فقدران السيطرة على الشعور”.

وتابع: “وقد يصاب المدمن بأمراض مزمنة مثل الربو، والضعف الجنسي وعدم القدرة على الإنجاب، بل قد يصبح في حالة هستيرية”.

من جانبه، كشف عبد الجبار شكري، عالم النفس والاجتماع، أن مخدر “البوفا” ظهر أولا في “الولايات المتحدة الأمريكية منذ 30 سنة وأدخله الأفارقة إلى المغرب، وهو مخدر خطير جدا، لأنه سريع التأثير وأقوى من المخدرات الأخرى، إضافة إلى أنه يؤدي إلى الإدمان عليه بشكل أقوى من غيره.

وأردف الدكتور شكري، في حديث لـ”مدار21”: “فالمدمن على “البوفا” لا يمكنه أن يتجاوز 15 دقيقة بدون أن يحتاج إلى جرعة أخرى، وهكذا كل 15 دقيقة”.

دافع لارتكاب أفعال إجرامية أو الإقدام على الانتحار

ويشير المناصفي، في حديثه إلى الجريدة، إلى أن الإدمان على مخدر “البوفا” من شأنه أن يدفع متعاطيه إلى “ارتكاب جرائم خطيرة دون شعور ضد الأصول كالاغتصاب والقتل، وقد ينتج عن هذا المخدر الإفلاس، حيث يتجه المدمن إلى بيع أغراضه الشخصية لاقتناء كميات منه، وقد يصل به الأمر إلى التفكير في الانتحار”.

الأمر نفسه يؤكده شكري، إذ أفاد لـ”مدار21″ بأن هذا المخدر “يؤثر على الجهاز العصبي للمدمن عليه بشكل كبير ويدمره، ويفقده الوعي، وتغيب لديه معايير ضبط سلوكاته، فيهيجه وينشطه ويعطيه طاقة التخريب”، مبرزا أن كل ما يرتكبه مدمن” البوفا” من سلوكات إجرامية تصبح عنده “عادية جدا”، ومن ثم يكون ذلك، وفقه، “خطرا على الأسرة والمجتمع وسلامته ومستقبله، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بإدمان الشباب والقاصرين”.

ويرى المتحدث عينه أن دخول المخدرات إلى المغرب بشكل سريع ودون توقف “يشكل خطرا على المجتمع المغربي سواء بالنسبة لغير المدمنين أو المدمنين”، مشددا على أن الجميع “يكتوي بتداعيتها الخطيرة”.

أرض خصبة لانتشار المخدرات

وبخصوص انتشار المخدرات بالمغرب بشكل كبير، أوضح المناصفي أن ذلك يرجع بالأساس إلى “وجود أرضية خصبة”، مشددا على أن الحكومات المتتالية و”تبنت سياسة تدمير الشباب”، حسب تعبيره.

ويرى المتحدث نفسه أن “غياب فرص العمل وتفاقم البطالة، والردع الأمني”، كلها عوامل ساهمت في توغل المخدرات داخل المجتمع بسهولة، بسبب “عدم اتخاذ إجراءات مشددة للحد من انتشارها، إلى جانب عبورها الحدود دون مراقبة، وبالتالي رغبة الشباب في الاكتشاف يطيح بهم في خندق الإدمان”.

وعن ظهور أنواع جديدة من المخدرات في كل فترة، لفت المناصفي إلى أن ذلك يعود إلى “بحث تجار المخدرات باستمرار عن أصناف جديدة تجذب المدمنين، وتستغل الفقراء، لذلك تسمى “البوفا ” بـ “كوكايين الفقراء”.

تجار المخدرات يستغلون “سذاجة” الشباب والقاصرين

في المقابل، يربط شكري إقبال القاصرين على إدمان مخدر “البوفا” بـ”الظروف الحالية التي يعيشها المجتمع المغربي”، مؤكدا أن غياب التأطير المدرسي والمجتمع المدني، وكذا غياب دور الآباء والسلطات “يؤدي إلى انحرافهم لكونهم أكثر عرضة للاختراق من قبل تجار المخدرات”،

وأورد المتحدث ذاته أن “العصابات تلجأ إلى استخدام وسائط من التلاميذ القاصرين والشباب لإسقاط هاتين الفئتين في الإدمان على المخدرات دون أن يعوا ذلك في بداية الأمر، مضيفا في هذا الصدد: “يوضع لهم المخدر في المشروبات، وعندما يدمنون عليه يبدأون رحلة اتخراطهم في الاتجار به”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News