فن

قلة القاعات السينمائية بالمغرب “تعيق” توزيع الأفلام وتحول دون استرداد تكلفة إنتاجها

قلة القاعات السينمائية بالمغرب “تعيق” توزيع الأفلام وتحول دون استرداد تكلفة إنتاجها

قال المخرج المغربي عز العرب العلوي، إن دعم الدولة لقاعات السينما “أساسي”، لأنه من شأنه أن “يشيع ثقافة الصورة في غياب الأماكن المخصصة لذلك”، حسب تعبيره.

وأكد العلوي، في حديث إلى جريدة “مدار21″، أن المنتجين حين ينتهون من إنتاج فيلم سينمائي يصطدمون بمشكل كبير في ما يخص التوزيع، مردفا: “فأنا عندما أنتج فيلما لا أجد قاعات كافية للعرض، إذ نسمع بوجود 32 قاعة، لكن في الحقيقة لدينا فقط 32 شاشة للعرض، أما القاعات لا يتعدى عددها 7”.

وتابع المتحدث ذاته: “حينما أعرض فيلمي بسينما” داوليز” بالدار البيضاء التي تضم 13 شاشة، فهو يمر في شاشة واحدة فقط، وبالتالي عندما نعد القاعات يجب أن نعد الشاشات، لدينا أكثر من 30 أو 40 شاشة بداخل 7 قاعات”، مشدّدا على أنه “لا يمكن لفيلم أنجز بمبالغ مالية ضخمة وبمجهود كبير أن يبث في سبع قاعات فقط، ولمدة أسبوع أو أسبوعين”.

ودعا العلوي، في حديثه للجريدة، إلى ضرورة استثمار الدولة في تشييد قاعات سينمائية في جميع المناطق، لأن الكثير من المدن المغربية، وفقه، إلى حدود اليوم “لا تتوفر على قاعات سينمائية”، لافتا إلى أن هذا العائق “لن يدفع لخلق سينما حقيقية”.

واستحضر المنتج نفسه نموذج مصر، التي يتوفر فيها في شارع واحد أكثر من “10 أو 15 قاعة سينمائية”، موضحا أن النهضة السينمائية في هذا البلد مرتبطة بـ”البنية التحتية التي تواكب هذه الثقافة”.

واسترسل في السياق عينه قائلا: “هاته البنية تجعل الفيلم السينمائي في المغرب لا يستعيد المبالغ التي أُنتج بها حتى لو ظل في القاعة السينمائية لمدة سنة، لهذا الأهم في هذه العملية خلق بنيات تحتية”.

وكان مصدر من داخل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أكد، في تصريح سابق لجريدة “مدار21″، أن مشروع تحديث قاعات سينمائية وإنجازها بجميع أقاليم المملكة المغربية وعمالاتها، انطلق تنفيذه منذ أشهر، لتكون جاهزة لعرض إنتاجات سينمائية وطنية.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الأشغال متواصلة بغية تجهيز 150 قاعة، التي ستتيح ممارسة مهن السينما والمسرح والموسيقي في ظروف جيدة، وستشهد عروض أفلام مغربية بنسبة مئة في المئة.

وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، أكد أن بناء صناعة ثقافية يحتاج لبنية تحتية متنوعة وحديثة كفيلة بالاستجابة لمتطلبات المبدعين والفنانين من كافة الأجيال.

وقال بنسعيد، في كلمة خلال إشرافه على إعطاء انطلاقة قاعة نموذجية متعددة التخصصات موجهة للسينما والمسرح والموسيقى بالمركز الثقافي محمد حجي بسلا الجديدة، إنه سيتم تمكين المراكز الثقافية في جميع أنحاء المملكة في إطار مشروع 150 قاعة من التجهيزات التي تسمح بممارسة مهن السينما والمسرح والموسيقي في ظروف جيدة.

وأوضح الوزير أن تدشين القاعة متعددة التخصصات بالمركز الثقافي لسلا الجديدة يدخل في إطار تجربة نموذجية للوقوف على مكامن القوة والضعف في أفق استكمال الإجراءات الإدارية لإطلاق مشروع 150 قاعة، مشيرا إلى أنه بفضل هذه الاستراتيجية سيتم الوصول إلى حوالي 200 قاعة سينمائية على المستوى الوطني.

وسجل الوزير، أن التحدي الأول لهذه التجربة النموذجية يتمثل في الحفاظ على استمرارية البرمجة بالقاعة بإنتاجات وطنية، فيما يكمن التحدي الثاني في التجاوب مع مطالب الفنانين من جميع الأجيال، عبر توفير الإمكانيات التي تسمح لهم بإبراز قدراتهم الإبداعية.

وعدّ المسؤول الحكومي، أن المجالات السينمائية والمسرحية والموسيقية تتطلب دعم المنتجين بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وهو ما سيشجع العديد من الفاعلين، خصوصا من القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال.

وخلص وزير الشباب والثقافة والتواصل إلى أن المجال الثقافي “مربح” ويمكنه خلق مهن جديدة، لافتا إلى أن المغرب يجب أن ينخرط في الدينامية الدولية التي جعلت من الثقافة أحد الروافد المهمة لإنعاش الاقتصاد.

وأورد مشروع قانون الميزانية لسنة 2023، أنه تم وضع برنامج لتهيئة 150 قاعة سينمائية وتجهيزها في المراكز الثقافية التابعة لقطاع الثقافة، إلى جانب مواصلة المشاريع والأوراش الكبرى موضوع الاتفاقيات الموقعة أمام الملك، لاسيما برامج ترميم المعالم الأثرية والمواقع التراثية وتثمينها، وإعادة تأهيل المدن العتيقة والتنمية الحضرية المندمجة للمدن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News