فن

منى فتو: مسلسل “رحمة” حلم مؤجل تحقق والدراما يمكن أن تؤثر في قرارات سياسية مثل مدونة الأسرة

منى فتو: مسلسل “رحمة” حلم مؤجل تحقق والدراما يمكن أن تؤثر في قرارات سياسية مثل مدونة الأسرة

تقود الممثلة المغربية منى فتو بطولة مسلسل “رحمة”، الذي صاغته السيناريست بشرى مالك خصيصا لها، إذ تقف أمام كاميرا المخرج علي المجبود للمرة الأولى في مسيرتها.

وفي هذا الصدد، قالت الممثلة منى فتو إن هذا المشروع لمس مشاعرها لكون الموضوع الذي يتناوله “قاس جدا”، وأشارت إلى أنه سيصل إلى المتفرج المغربي، معربة في الوقت ذاته عن فخرها بالمشاركة في هذه التجربة التي وصفتها بـ”الإنسانية” و”الرائعة”.

وأضافت فتو، في حوار مع جريدة “مدار21″، أن السيناريست بشرى مالك كتبت هذا العمل الذي تجسد فيه البطولة المطلقة خصيصا لها، لتحقق رغبتها، إذ لطالما أرادت أن تكون لدينا بالمغرب أعمال تعد بالأساس لممثل ما على غرار مصر، التي اتجهت منذ فترة طويلة إلى صناعة المسلسلات لممثليها على المقاس، مثل يسرى وغادة عبد الرازق وغيرهما.

وتلبس الممثلة منى فتو في المسلسل، الذي تشرف على تنفيذه شركة “ميد للإنتاج” لفائدة قناة “إم بي سي”، ثوب الأم المغربية المضحية التي تتحمل أعباء تربية أطفالها بمفردها، محاولة النجاة بهم إلى بر الأمان رغم المطبات والعقابات التي تعترض طريقها في الحياة.

ويضع مسلسل “رحمة” المجهر على مُقاساة الأمهات مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في قالب اجتماعي إنساني، يحمل في طياته صور معاناتهن من زاوية وقوتهن في إدارة أسرهن من زاوية أخرى.

وكشفت فتو في حديثها إلى الجريدة عن صعوبات تجسيد شخصية “رحمة”، مؤكدة أن المسلسل يحمل الكثير من المعاناة والمشاعر الثقيلة جدا، مردفة: “في البداية اعتقدت أن أحداث المسلسل ستؤثر في نفسيتي وصحتي، لأن العلم أثبت أن الدماغ لا يفرق بين المعلومة الصحيحة والخاطئة، لاسيما وأنني حينما أشتغل على شخصية ما لا أمثلها فقط، بل أتقمصها وأغوص في عمقها”.

وتابعت قائلة: “لكنني وجدت أن هذا العمل فرصة لأتخلص من الآلام التي تكون مكبوتة بداخلنا، وبالتأكيد أي عمل من هذا النوع يؤثر في الإنسان ويحتاج إلى مدة للتخلص من أعبائه”.

وعما إذا كانت الدراما المغربية تتفوق في السنوات الأخيرة بفعل ملامستها للواقع، أوضحت الممثلة نفسها أن نجاحها يرجع لتقبل المشاهد المغربي مشاهدة نفسه وواقعه في الشاشة، مضيفة:” كانت في السابق تجارب تعكس واقعنا الاجتماعي، لكننا لم نكن نتقبلها ونرفضها تماما، بخلاف الوقت الحالي، المشاهد المغربي وصل إلى مستوى الوعي بتقبل عيوبه التي نعكسها في الشاشة”.

واسترسلت المتحدثة ذاتها: “كنت أتساءل دائما عن سبب تقبل المشاهد المغربي لمواضيع في الأعمال الأجنبية ورفضه لها في الإنتاجات المحلية، وأجد أنه خلص إلى تقبل مشاهدة واقعه في التلفاز، والأخطاء لا يمكن تغييرها إلا بتقبلها، والعمل على إصلاحها”، وفق تعبيرها.

وبخصوص تأثير الدراما في الرأي العام والقرارات السياسية، ترى منى فتو أن المسلسلات “وصلت إلى مرحلة التأثير في الرأي العام وتعديل القرارات الثانوية ولو بشكل محدود”، لافتة إلى أنه “منذ عشرين سنة تطرقت أفلام إلى وضعية المرأة، ومنها “نساء ونساء”، الذي اشتغلت فيه، ليتم بعدها إجراء تعديلات على مدونة الأحوال الشخصية”.

“الجمهور أصبح واعيا الآن بأهمية الفن والرسالة التي يقدمها، وسيشكل العمل مركز تأثير في القوانين في حال ما كانت السلطة مقتنعة بضرورته”، تواصل فتو حديثها إلى الجريدة حول تأثير الدراما.

وانتقدت منى فتو في السياق عينه “مسألة تربية الشخص في المجتمعات العربية على تصدير شخصية غير واقعية للآخرين للظهور في أفضل صورة، وعدم تربيتنا على أن نكون نحن على طبيعتنا بعيوبنا ومحاسننا”، مضيفة: “في اليوم الذي سنتقبل فيه عيوبنا وأصلنا ونتصالح مع ذواتنا سنخطو خطوات متقدمة في جميع المجالات”.

وأكدت المتحدثة عينها أنها شخصيا لا تحبذ “ارتداء الأقنعة”، وتفضل “الظهور على حقيقتها”، موضحة: “المرة الوحيدة التي أنسلخ فيها عن ذاتي تكون أمام كاميرا في فيلم أو مسلسل، لذلك أحاول حماية حياتي الشخصية قدر الإمكان، لأن وجود الفنان دائما أمام العامة يجعله يبذل جهدا لإخفاء جوانب من حياته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News