سياسة

أخنوش ينتقد سطحية خطاب المعارضة ويرفض استغلال الغلاء لـ”تهييج المغاربة”

أخنوش ينتقد سطحية خطاب المعارضة ويرفض استغلال الغلاء لـ”تهييج المغاربة”

انتقد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ما أسماه بـ”الخطابات السياسوية والسطحية، فيما يتعلق بالظرفية الأخيرة المطبوعة بارتفاع الأسعار والتضخم المستورد، منهبا إلى أن التحولات التي يعرفها المنتظم الدولي تؤشر على مزيد من التحديات يصعب التنبؤ بمستوياتها ويتعذر التحكم في حركيتها.خاصة أمام تسابق مختلف دول العالم، بعد الأزمة الصحية، للحصول على الموارد لتحصين سيادتها الوطنية”.

وسجل أخنوش ضمن تعقيبه على مداخلات النواب، خلال الجلسة الشهرية لمساءلته بمجلس النواب حول “الرؤية الحكومية لإرساء منظومة وطنية للسيادة الغذائية”، أن الوعي بهذه الإشكالات الصعبة في سياقنا الوطني، يمثل بالنسبة للحكومة فرصة مواتية لتعبئة المؤهلات الوطنية وحسن استثمارها لمواجهة الظرفية، وتحسين قدرة الاقتصاد الوطني على الصمود أمام الصدمات الخارجية.

كما انتقد رئيس الحكومة ما وصفه بـ”تهييج أوزين للمواطنين”، في إشارة إلى الانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها محمد أوزين ضمن نفس الجلسة البرلمانية، لحكومة أخنوش متهما إياها بـ”العجز والفشل” في مواجهة أزمة الغلاء.

وقال البرلماني عن الفريق الحركي محمد أوزين إن اختيار الأمن الغذائي في سياق موجة الغلاء اختيار “غير موفق” حيث أصبح اليوم الحديث عن الغذاء الأمني بمعنى كنا نخشى على بطوننا من الجوع واليوم بتنا نخاف على أوطاننا من تبعات الجوع.

ونبه أوزين الحكومة إلى الموطنين “المقهورين الذين ينزفون دماً ويصرخون قهرنا الغلاء مضيفا الكرش الجيعانة ما عندش الودن باش تسمع والجوع لا ضمير له وهذا هو الخطر مقابل البطن الممتلئ الذي لا يفهم في الجوع”.

وقال البرلماني الحركي، إن جيل اليوم على خلاف جيل الأمس الذي قاوم من أجل الحرية، يقاوم الغلاء من أجل البقاء (..التحرير الذي نجحنا فيه على جميع المستويات إلا في قطاع المحروقات، فكيف تفسر هذه الأطروحات لشعب يعيش الويلات؟

وسجل أوزين، أن المغاربة لديهم يقين أن توزيع ثروات البلاد غير عادل وأن الحكومة لا تنج الثروة فقط توزع ما تبقى منها على المحظوظين والمقربين بعيدا عن الوعود والتبريرات.

وأردف: “الحكومة وصفتنا بالمعارضة المريضة ويمكن هذا أول وصف تتوفقون فيه لأنه بالفعل مرضنا وحنا كنشوفوا اختنا المغاربة كيتقطعوا و كيتهانوا تحت شماتة القفة وعوز الجيب وخيبة المائدة وحناجرهم تصيح عاش الملك بمعنى أن القوت الوحيد الذي تبقى لهم هو الوطنية وحب الوطن”.

وردّا على ذلك، وجه أخنوش، انتقادا لاذعا للأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، قائلاً له تحت قبة البرلمان: “أراك الأمين العام والبرلماني انتقلت من الشّعر إلى التهييج”، متسائلا: “هل تعرف مسؤوليتك عن تهييج المواطنين، وأنك جئت على رأس حزب كبير بعد العنصر”. وذكر أخنوش أوزين، أنه رغم خطابه الشعبوي، هُزم حزبه مؤخرا أمام الأحرار في الانتخابات الجزئية ببني ملال.

وأكد عزيز أخنوش، أن حكومته مدت يدها للمعارضة منذ البداية من خلال التشاور، وأنه لا يقصد بممارسة التمييع والشعبوية كأسلوب يسيء لبلادنا، جميعَ مكونات المعارضة، وإنما لأطراف منها تعرف نفسها. ودعا رئيس الحكومة المعارضة، إلى استحضار الخطاب السياسي للمعطيات الاستراتيجية.

وأشار رئيس الحكومة، إلى أن الاهتمام بالأمن الاستراتيجي الغذائي في السياق الدولي الحالي، عملا بالتعليمات الملكية، أصبح يشكل أحد أهم الرهانات الحكومية، وعيا منا بالتهديدات التي أصبحت تهدد سلامة المنظومات الغذائية العالمية.

ويرى أخنوش، أن حدة التوترات الجيو-استراتيجية والصراعات الإقليمية، خلفت فضلا عن تداعيات الجائحة انهيارا واسعا للأنشطة الاقتصادية واختلالا في سلاسل القيمة العالمية، “مما أدى إلى اتساع رقعة التضخم الغذائي بسبب التقييد المفرط لمجموعة من الدول على الصادرات من الزيوت والقمح والسكر.

وتابع وهو ما يزداد تفاقما بفعل المكانة التي يحتلها طرفا الصراع الروسي – الأوكراني في سوق الحبوب العالمي، حيث تبلغ مساهمتهما حوالي 50 بالمائة من برنامج الغذاء العالمي المتعلق بالحبوب”. على حد تعبيره.

وسجل أخنوش،  المملكة ليست بمعزل عن مختلف هذه الإشكاليات الدولية المعقدة، مؤكدا أن انعكاسات هذه الاشكاليات وما صاحبها من ضغوطات تضخمية وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية والغذائية، وتعطيل سلاسل الإمداد العالمي. ألقت بظلالها على وضعية الاقتصاد الوطني، الأمر الذي ترتبت عنه تكاليف إضافية بالنسبة لميزانية الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News