جبروت.. وجه آخر للحرب السيبرانية على المغرب وخبير يفكك “خوارزميات التدليس”

حذّر الخبير في الأمن السيبراني، أنس أبو الكلام، من خطورة الحساب المسمى “جبروت” الذي أثار مؤخرا جدلا واسعا بمنشورات تستهدف مؤسسات حساسة في المغرب، معتبرا أن مؤشرات متعددة تؤكد أنه ليس حسابا مغربيا أصيلا، بل واجهة لمحاولة تشويه صورة البلاد وإثارة البلبلة.
وقال أبو الكلام إن تحليل مضمون آخر منشور للحساب يكشف “علامات واضحة” على عدم انتمائه للبيئة اللغوية المغربية، إذ استعمل مصطلحات مثل “جانفي” و”أغسطي” الشائعة في الجزائر وتونس والمشرق، بينما الدارجة المغربية تعتمد “يناير” و”غشت”. وأضاف أن المنشور تضمن أيضا تعابير غير مألوفة في السياق المغربي مثل “أين بنيت” و”أين اطلعه”، وهي صياغات متداولة في دول أخرى، ما يضعف ادعاء نسب الحساب إلى الداخل المغربي.
وأشار رئيس قسم هندسة الدفاع السيبراني وماجستير حماية البيانات بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش – جامعة القاضي عياض، إلى أن النصوص المنشورة بالحساب “مكتوبة بأسلوب ثقيل يشبه محاضر بوليسية، مليئة بالتكرار والمصطلحات التقنية”، وهو ما يتنافى مع أسلوب التدوين المعتاد لدى المغاربة، خاصة عندما يكون الهدف تبليغ الرأي العام.
كما لفت الخبير إلى “الإغراق في الأرقام والتفاصيل الدقيقة، من تواريخ وأسماء وأرقام هواتف”، وهو ما يطرح تساؤلا حول الهدف الحقيقي من نشر معلومات وُصفت بالسرية على منصة فيسبوك، مبرزا أن الغاية الواضحة هي خلق البلبلة النفسية لا غير.
وتابع أنس أبو الكلام أن اختيار مواضيع حساسة مثل القصر الملكي والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DST) ليس اعتباطيا، بل يدخل ضمن محاولات ممنهجة لتشويه صورة الملكية وضرب جهاز الاستخبارات المغربي الذي يغيض خصوم البلاد.
وأردف أنه “حتى ما يروَّج من تفاصيل مثل الاتفاق مع طباخ في القصر بالرباط لتسميم ولي العهد، مجرد هراء، لأن الحقيقة أن ولي العهد يقيم بإقامة دار السلام وليس قصر الرباط، وقد كان سابقا في قصر سلا”.
وشدد الخبير في الأمن السيبراني على أن كل هذه المؤشرات “تكشف بوضوح أن الحساب لا يسعى إلى فضح فساد أو إصلاح واقع، وإنما الهدف هو التشويش على المغرب، وزعزعة ثقة المواطنين في مؤسساته، والانتقام من جهاز المخابرات”، مؤكدا أن مثل هذه المحاولات “لن تضر إلا أصحابها، فيما تبقى المؤسسات المغربية راسخة وقادرة على مواجهة مثل هذه المناورات”.