فن

“احتكار” ابتسام العروسي لـ”شاشة رمضان”.. موهبة آخذة في التآكل أم ضغط مستشهرين؟

“احتكار” ابتسام العروسي لـ”شاشة رمضان”.. موهبة آخذة في التآكل أم ضغط مستشهرين؟

تشارك الممثلة المغربية ابتسام العروسي في العديد من الأعمال الدرامية الاجتماعية والكوميدية خلال الموسم الرمضاني الحالي فهي سجينة في مسلسل “كانية ظروف” ومؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي في فيلم “كوكو البنات”، ومضيفة طيران في سيتكوم “ديرو النية”، إلى جانب ظهورها المتعدد في عدد من الإعلانات.

وأثار ظهور الممثلة ابتسام العروسي في ثلاثة أعمال ردود فعل متباينة بخصوص إشراك الأسماء نفسها في الأعمال الرمضانية وإسناد أدوار البطولة لها في عدة أعمال تعرض في الفترة ذاتها.

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات تلقي اللوم على الممثلة ابتسام العروسي بخصوص مشاركتها “المبالغ فيها” في العديد من الأعمال الرمضانية، إذ ورد في تعليق: “رمضان برعاية ابتسام العروسي”.

وجاء في تعليق آخر: “الإشهار ابتسام العروسي، سيتكوم ابتسام العروسي، المسلسل ابتسام العروسي، الفيلم ابتسام لعروسي، قريبا سأجدها في مائدة الإفطار معنا”.

وقالت ناشطة أخرى في تعليقها على الظهور المتكرر لابتسام العروسي: “الظهور المتكرر أفقدها قيمة التشخيص في مسلسل كاينة ظروف، رغم أنها أتقنته شيئا ما”.

وبهذا الصدد، يقول الناقد الفني عبد الكريم واكريم إن ظهور ممثل أو ممثلة في أكثر من عمل واحد، أصبح يتكرر في كل موسم رمضاني، وهو أمر مزعج للمشاهد إذ إنه يكسر الإيهام بمشاهدة شخصية منفصلة عن ذات الممثل، فكثرة متابعة الممثل (ة) نفسه في أزيد من عمل يعد مملا، مردفا: “ولا نستطيع تقدير الجهد التشخيصي الذي بذله في كل هذه الأعمال أو في بعضها على الأقل”.

وأضاف الناقد الفني في تصريح لجريدة “مدار21”: “الموسم الماضي شاهدنا هذه الحالة مع الممثل أمين الناجي الذي صرح حينها أن الأمر لا يعود إليه، كونه يصور طيلة السنة ولا يعلم توقيت بث العمل الدرامي الذي يشتغل عليه، وهذه السنة نرى الأمر يتكرر مع ابتسام العروسي”، مشيرا إلى أنه لا يلوم الممثلين والممثلات بقدر ما يلوم القنوات التلفزية ومن خلالها شركات الإشهار التي تتشبث بممثل أو ممثلة لاختيارها في إعلاناتها، حيث إن القنوات المغربية أصبحت رهينة هاته الشركات التي تتحكم في الأعمال التي يجري عرضها، علما أنها شبكات عمومية وجب أن تكون مستقلة في هذا السياق عن أهواء المستشهرين، وأن يكون خطها التحريري واضحا وتبث ما يرقى بالذوق العام فنيا وثقافيا.

وتابع المتحدث ذاته: “وجود الممثل في أكثر من عمل لايثبت أي شيء حول موهبته، إذ هناك مشخصون موهوبون لا يشتغلون نهائيا ولا ينادى عليهم، وإن ظهروا يظهرون بشكل محتشم في التلفزة”.

واعتبر واكريم أن هذا الاحتكار في الأدوار لا يكون في صالح الفنان، مبرزا: “لا يعقل أن نشاهد ممثلا أو ممثلة طيلة شهر رمضان في جميع الأعمال”.

من جانبه، يرى الناقد الفني فؤاد زويرق أن الأسماء التي تتكرر في كثير من أعمال الموسم الواحد، تخلق نوعا من الخلط والتشتت الذهني لدى المُشاهد خصوصا ذاك الذي يتنقل من عمل إلى عمل في نفس اليوم، هذا أولاًّ. ثانيا تواجدها في أكثر من عمل يحرم باقي الممثلين الآخرين والمواهب من الحصول على فرصهم، كما أن هذا الحضور المكرر لا يخدم بكل تأكيد مسيرتها بقدرما يعرضها للاستهلاك وبالتالي نفور الجمهور منها ومن العمل ككل.

ويقول الناقد الفني في تصريح لجريدة “مدار21” إنه ليس بالضرورة موهبة، يمكن أن يكون احتكارا للأدوار لكن في الغالب يكون بدافع وتدخل من المستشهرين أو من المنتجين أي القنوات التلفزية، لدينا في المغرب مواهب جيدة وطاقات قوية لم تتح لها الفرصة بعد لتأكيد قدراتها ومواهبها بسبب هذا الاحتكار غير العادل.

ويلتقي المشاهد المغربي مع ابتسام العروسي في سيتكوم “ديرو النية” للمخرجة صفاء بركة وإنتاج شركة “ديسكونكتد” في السابعة ونصف طيلة أيام شهر رمضان، الذي يعالج إلى جانب موضوع كرة القدم، مواضيع تهم سكان الحي الذين يقعون في الشنآن، إذ تلبس في هذا العمل ثوب مضيفة طيران تُدعى رباب، وتدخل في مواقف هزلية مع عائلة زوجها.

وفي مسلسل “كاينة ظروف” للمخرج إدريس الروخ والشركة ذاتها، تجسد الممثلة ابتسام العروسي شخصية حنان سجينة تحاول بعد مغادرتها أسوار السجن العودة إلى الحياة الاجتماعية من جديد، والسعي إلى التأقلم معها، لكن تعترض طريقها العديد من المشاكل.

أما في فيلم “كوكو البنات” للمخرجة صفاء بركة، فهي مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي تُدعى حياة، تنقل تفاصيل حياتها اليومية في سبيل رفع عدد المشاهدات، تتاجر رفقة زوجها بمآسيهما بحثا عن الشهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News