مجتمع

“بحثت عن عمل ووجدته”.. عامل نظافة يُمارس مهنته بشغف كبير ويُطارد “حلم الغناء” بعد الشهرة

“بحثت عن عمل ووجدته”.. عامل نظافة يُمارس مهنته بشغف كبير ويُطارد “حلم الغناء” بعد الشهرة

شهرة واسعة تلك التي يحظى بها عامل نظافة شاب يعيش بمدينة تمارة، على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر مشاركته يومياته في عمله، واستعراض موهبته في الغناء، بغاية تحفيز غيره من الشباب على البحث عن فرص الشغل، وعدم الخجل من مهنهم البسيطة.

يقول محفوظ لعفر، في حديث إلى “مدار21″، إنه اختار تقاسم فيديوهات توثق “روتينه” بصفته عامل نظافة، والتي تنال آلاف الإعجابات، من أجل شحذ همم الشباب الذين يعانون البطالة، ويتحججون بقلة فرص الشغل، ويفكرون في الهجرة نحو أوروبا.

ويضيف محفوظ، الذي يبدأ عمله في الصباح الباكر بشغف منقطع النظير، أنه يحاول غرس ثقافة الرضا عن الذات، والمثابرة واقتناص الفرص، مردفا: “الحياة ليست سهلة، لكن لكل مجتهد نصيب، بالقليل من الذكاء، والكثير من الجهد، ستحقق المبتغى”.

ويشير المتحدث نفسه إلى أن تفاعل الناس مع فيديوهاته يشكل حافزا كبيرا بالنسبة له، إذ من شأنه تشجيعه على نشر المزيد منها، والافتخار بما يُنجزه.

محفوظ، كغيره من الشباب المغاربة المجدين، يسعى إلى مساعدة والديه، ويطمح لتطوير ذاته في المستقبل، إذ يسير بخطوات ثابتة في سبيل تحسين وضعيته الاجتماعية، وأهله مفتخر به، مشدّدا على أن “رضاة الوالدين” تساهم بشكل كبير في نجاحه وتدفعه إلى مطاردة أحلامه وتحقيقها.

ولعل أبرز ما يسعد محفوظ، حينما يباغثه متابعوه بـ”الويب”، من الأطفال وكبار السن، بفيديوهاته في أثناء مزاولته عمله، غير مباليين للرائحة المنبعثة من القمامة، من أجل التقاط الصور معه، والتعبير عن إعجابهم بما يقوم به.

بيد أن الشاب محفوظ، في المقابل، يؤكد، في حديثه إلى الجريدة، أن هناك من ينظر لعمال النظافة بـ”نظرة دونية واحتقارية”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لم يسبق له أن تعرض لموقف مشابه، مرجحا أن ذلك يرجع ربما إلى مشاركته فيديوهاته على منصات التواصل الاجتماعي.

صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي تعني كسب المال في الوقت الراهن، لكن المتحدث عينه يوضح أنه لا يجني أرباحا حاليا نظير فيديوهاته، لكنه نال حبّ الناس.

وانتشرت العديد من الفيديوهات لمحفوظ يظهر فيها وهو يقدم بقايا الطعام، الذي يجمعه من حاويات الأزبال في أثناء اشتغاله، للقطط، لأنه يحب الحيوانات بشكل كبير، ويعطف عليها، ويحاول قدر الإمكان إطعامها، في مبادرة يستحسنها الجميع.

واشتهر محفوظ لعفر بمدينة آسفي، غير أنه يعيش بمدينة تمارة، حيث يشتغل، وهو ومتزوج ويبلغ من العمر 26 سنة، يعشق الموسيقى منذ طفولته، وطرح أول أغنية في سنة 2016، والتي انتشرت على نطاق واسع.

“قررت أن أبحث عن عمل ووجدته، وثمة العديد من الطرق التي تساهم في الخروج من خندق البطالة، وأرى أن المشكل يكمن في أن تولد فقيرا وتموت فقيرا، لأنه على الفرد أن يسعى إلى تحقيق أحلامه”.. بهذه الكلمات يختم محفوظ رسالته إلى الشباب العاطل عن العمل، وأتمّ بوحه لـ”مدار21″.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News