صحة

كورونا أضعف الذاكرة المناعية.. هل يثير “مرض” الأطفال بالمغرب في فصل الشتاء قلقا؟

كورونا أضعف الذاكرة المناعية.. هل يثير “مرض” الأطفال بالمغرب في فصل الشتاء قلقا؟

يشتكي عدد من الآباء والأمهات المغاربة مرض أبنائهم خلال هذه الفترة من فصل الشتاء، خاصة ممن يذهب أطفالهم إلى حضانات ورياض الأطفال.

وفي وقت يشير فيه بعض من أولياء الأمور إلى أن الأعراض الحادة التي تصيب بعض الأطفال “مقلقة” وتثير عددا من التساؤلات، أكد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن “الأمر عادي”.

وأوضح حمضي في تصريح لجريدة “مدار21” أن الأطفال وخلال هذه الفترة، وإضافة إلى احتمال إصابتهم بكوفيد 19 والإنفلونزا الموسمية، هم معرضون لفيروس شائع “RSV” والذي يتسبب في التهاب القصيبات الهوائية الحاد.

وأوضح الطبيب المغربي أن أزيد من 40 في المئة من الأطفال أقل من سنتين يصابون خلال السنة الواحدة بهطا الفيروس خلال فصل الشتاء بالخصوص، والذي يمكن تفسيره بأنه التهاب رئوي شائع الحدوث وغالبا ما يصيب حديثي الولادة والرضع الأصغر من ستة أشهر والأطفال دون عمر السنتين.

وتحدث الإصابة بالتهاب القصيبات الهوائية في فصل الشتاء، وغالبا ما تبدأ الإصابة بأعراض تشبه أعراض الرشح، لكنها تتطور لاحقا إلى سعال وصفير رئوي، وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم تتلاشى وذلك عند إصابة الأطفال الرضع الأصحاء، أما في حالات خاصة عندما تكون الإصابة أكثر شدة فقد يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى للعلاج.

وبخصوص الأعراض الحادة المصاحبة لمرض الأطفال هذا العام، قال حمضي إن الإجراءات الاحترازية (التعقيم وغسل اليدين والكمامة) والتي تزامنت مع انتشار فيروس كورونا كوفيد 19، جعلت الإصابة بباقي الفيروسات الأخرى قليلة، وبالتالي الذاكرة المناعية نقصت بعض الشيء.

وأضاف في سياق متصل: “هذا العام، ومع التقليل من هذه الإجراءات، كانت “موجة المرض أكثر قوة”.

وفيما يتعلق بإمكانية إصابة الأطفال المرضى بفيروس كورونا، أوضح الطبيب أن الأمر وارد “لأن كورونا كانت تصيب الأطفال دائما، كل ما في الأمر أن الكبار إما ملقحون أو اكتسبوا مناعة من خلال الإصابة، مما يساهم في تنقل الفيروس إلى الفئات ذات القابلية، وفي هذه الحالة يمكن أن تكون الأطفال”.

وكانت منظمة الصحة العالمية وهيئة الصحة بالاتحاد الأوروبي، قد أعلنت بداية الأسبوع الجاري، في بيان مشترك، إلى اليقظة في مواجهة زيادة الإصابات بأمراض خطيرة بين الأطفال في أعقاب مجموعة من الإصابات بعدوى المكورات العقدية بين الأطفال.

وأفاد البيان بأن فرنسا وإيرلندا وهولندا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة سجلت زيادة في حالات المرض الخطير المعروف باسم عدوى المكورات العقدية من المجموعة الغازية بين الأطفال دون سن العاشرة في عام 2022.

وأضاف المصدر ذاته أنه تم تسجيل العديد من حالات الوفاة في هذه المجموعة العمرية، بسبب الإصابة بعدوى المكورات العقدية. وفي بريطانيا وفرنسا، كان عدد الحالات الخطيرة أعلى كثيرا من الأعداد المسجلة في الفترة نفسها قبل جائحة كورونا.

يذكر أن عدوى المكورات العقدية تسبب عادة أمراضا خفيفة فقط، مثل الحمى القرمزية، ويمكن علاجها جيدا بالمضادات الحيوية؛ ولكن هذه العدوى قد تؤدي، في حالات نادرة، إلى مضاعفات خطيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News