قيادة “البام” تشيد بحصيلة الحكومة وتنتقد “انتشار الفساد وبطء وثيرة التنمية”

قال عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، صلاح الدين أبو الغالي، إن “الحصيلة والتطور الإيجابي الذي حققته الحكومة لا يجب أن يخفي عنا استمرار مظاهر واختلالات اجتماعية غير مقبولة في مغرب اليوم”.
وأضاف القيادي بحزب “الجرار”، الذي تناول الكلمة باسم القيادة الثلاثية خلال الدورة ال28 للمجلس الوطني للحزب، أنه “رغم وتيرة التنمية والتطور الهائلين اللذين طبعا العقدين الماضيين، فإن قناعة بلادنا، ملكا وشعبا، هي أن وتيرة التغيير والإصلاحات الكبرى لاتزال بطيئة”.
وتابع المتحدث ذاته أن “هذه الإصلاحات لا تنعكس في بعض الأحيان على تغيير الواقع المعيش لكثير من الفئات الاجتماعية التي لاتزال تغرق في الهشاشة، وتعاني قلة وسوء خدمات المرافق العمومية، كشفه زلزال الحوز، وقبله تقرير النموذج التنموي الجديد”، مسجلا أن “بعض السياسات العمومية الموجهة للفئات الاجتماعية الهشة كالمرأة في العالم القروي والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة لاتزال محدودة النجاعة”.
وعن واقع الشفافية والنزاهة في مختلف المجالات، تأسف أبو الغالي من “استمرار مظاهر الريع والفساد في الكثير من المجالات، بما فيها المجال السياسي، واستفحال ظاهرة الاستنزاف الدولي لطاقاتنا ومواردنا البشرية المؤهلة، وغيرها من التحديات التي تفرض علينا في الحزب المزيد من التعبئة والجهد، سواء على مستوى خلق تصورات ومواقف فكرية متجددة من هذه القضايا، أو عبر إعادة تكوين نخبنا ومنتخبينا في الحزب للتعاطي معها بكل مسؤولية وجدية”.
وعن المشاريع المستقبلية للقيادة الحالية لحزب الأصالة والمعاصرة، أورد أبو الغالي أن “النجاحات الجماعية التي حققناها خلال المؤتمر الوطني الخامس لحزبنا، يجب ألا تنسينا مسؤوليتنا الجماعية في ربح باقي الرهانات وتنزيل باقي الالتزامات، وعلى رأسها تأسيس هياكل ومؤسسات للحزب، قوية وديمقراطية وفاعلة، وكذلك الالتزام بقيم التأسيس النبيلة، والوفاء بتعاقداتنا وتعهداتنا التي قطعناها أمام المواطنين، والتحلي باليقظة السياسية في مواجهة التحديات التي يواجهها الحزب، بل ومجابهة التحديات الدولية والداخلية الجمة المطروحة على بلادنا والتي علينا الوعي أكثر بجسامتها وخطورتها، و تملك إرادة إصلاحية ونضالية عالية للانخراط في الجهد الوطني العام لمواجهتها”.
واعتبر عضو قيادة “الجرار” أن “النجاحات التي حققتها الحكومة، بصفة عامة، والأداء القوي الذي بصم عليه وزيرات ووزراء الحزب بصفة خاصة، محققة بذلك مكتسبات غير مسبوقة في مسار بناء الدولة الاجتماعية، جسدت الإرادة السياسية الحداثية والاجتماعية الصادقة للحكومة في سعيها نحو تحسين وضعية الشغيلة وتكريس الثقة لدى الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين، وغيرها من المنجزات الاجتماعية بشكل لا يقل أهمية عن الأوراش الكبرى المهيكلة في مجالات الطاقة والطرق والموانئ والمطارات والمنشئات الرياضية والثقافية وغيرها”.
وخاطب أبو الغالي منتقدي أداء الحكومة الحالية بالقول “إن كل هذه المنجزات يصاحبها شعور بعدم الإنصاف والاعتراف للحكومة بهذا الواقع المشجع على مواصلة مسار الإصلاح، كما نسجل أحيانا قساوة في الأحكام السطحية الشعبوية بل، ومع كامل الأسف بدأنا نرى أن هذه التفاهات الجديدة تنشر السوداوية المقيتة والحقد الشمولي، وبدأت تهدم مقومات التربية على المواطنة وتمس أحيانا بقيم التلاحم والتضامن الشعبي”.
وبخصوص موضوع تخليق الحياة الحزبية لل”باميين” من خلال إقرار وثيقة للأخلاقيات، لفت المتحدث أبو الغالي إلى أن المجلس الوطني للحزب “يعقد هذا اللقاء برهان عميق جدا، يرتبط بسؤال وطني عاد للساحة ولانشغالات بلادنا، ملكا ورأيا عاما، ويرتبط بمدى تكريس الأخلاق في الممارسة السياسية ببلادنا”.
واعتبر القيادي في “الجرار” أن “هذا السؤال القديم الجديد (تخليق الحياة السياسية والحزبية) ظل على الدوام محط توجيه وتنبيه من الملك محمد السادس”، مستدعيا في السياق ذاته “مقتطف من خطاب الملك بمناسبة تخليذ الذكرى الستين للبرلمان حينما دعا إلى (ضرورة تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها تكون ذات طابع قانوني ملزم)، وقبله خطاب افتتاح البرلمان خلال أكتوبر 2012 الذي دعا فيه الملك إلى ضرورة (الانكباب على بلورة مدونة أخلاقية ذات بعد قانوني)”.
وأشاد أبو الغالي ب”تفاعل” حزب الأصالة والمعاصرة مع هذه “الرسائل الملكية الدقيقة”، قائلا: “تفاعلا مع قيمنا ومبادئنا التأسيسية نكون أول حزب سياسي يضع ميثاقا للأخلاقيات، وسنكون أمام مسؤولية أخلاقية جماعية” مردفا أن “ما يجب أن لا نتغافل عنه هو أن الفاعل السياسي قدوة في المجتمع، والقدوة الحسنة تحتاج إلى التحلي بالحد الأدنى من مبادئ المروءة والشهامة والنزاهة، والتضحية والاستقامة ووفائها لانتمائها الحزبي”.