فن

بسبب “الجنس والعري”.. الانتقادات تطال الأفلام المغربية وتعيد نقاش “الجرأة” بالسينما

بسبب “الجنس والعري”.. الانتقادات تطال الأفلام المغربية وتعيد نقاش “الجرأة” بالسينما

تتلقى الأعمال السينمائية المغربية وابلا من الانتقادات والهجوم على أبطالها بسبب المشاهد، التي توصف بـ”الجريئة” و”الإباحية المجانية”، إذ يرى بعض المتتبعين أن صناع الأفلام يبالغون في توظيفها، في الوقت الذي يصر فيه أصحاب الشأن على أنها تعكس الواقع المعاش، وتخدم العمل الفني.

آخر هذه الأعمال التي أثارت هذا الجدل كان فيلم “بورن أوت”، الذي عاد إلى الواجهة من جديد خلال الأيام الأخيرة، بالرغم من أنه عرض بالقاعات السينمائية عام 2017، حيث انصبت الانتقادات على بطله إدريس الروخ، الذي ظهر في لقطات مع الممثلة سارة برليس، عدّها العديد من النشطاء على مواقع التوصل الاجتماعي، “خادشة” للحياء وتروج لـ”الإباحية”.

وفي أحد مشاهد هذا الفيلم، يدخل الممثل إدريس الروخ في شجار مع الممثلة سارة بيرليس، وبعد ينقض عليها بعنف، ويقوم باغتصابها عنوة دون إرادتها.

انتقادات لاذعة ونقاش متجدد

مشهد الاغتصاب من فيلم “بورن أوت”، الذي انتشر بمواقع التوصل الاجتماعي، خلف ردود فعل متباينة وأجج مرة أخرى النقاش حول الجرأة في المشاهد بالسينما.

هذا الفيلم، الذي يسلط الضوء على عدد من النماذج المجتمعية لبعض الشخصيات بمدينة الدار البيضاء، لإبراز الفوارق الطبقية، إلى جانب النبش في مجموعة من الظواهر الاجتماعية، مثل الإجهاض، والدعارة، والمخدرات، والعجز الجنسي، والتناقض في القيم، والفساد في صفوف رجال المجتمع الراقي، تلقى سيلا من الانتقادات وتوجهت إليه أصابع الاتهام، بسبب مشهد البطلين الروخ وبيرلس، ببث مشاهد “إباحية” “وخادشة” للحياء.

ولم يكن فيلم “بورن أوت” الوحيد الذي خلق ضجة واسعة في الأوساط، بل سبقته العديد من الأفلام السينمائية، التي انهالت عليها الانتقادات، بسبب المشاهد “الجريئة” التي تضمنتها. ولعل فيلم “الزيرو” لمخرجه نورالدين لخماري، الذي تم عرضه عام 2012 بقاعات العرض المغربية، من بطولة يونس بواب، والراحل محمد مجد، وعزيز داداس، وسعيد باي، الأكثر إثارة للجدل.

وأخذ بطله سعيد باي النصيب الأكبر من الانتقادات، بسبب ظهوره عاريا في أحد المشاهد وتلفظه بالكلام “النابي” مع باقي شخصيات العمل، اذ اعتبر المشاهدون للفيلم هذا المشهد “مجانيا” وجرأة “غير مسبوقة” في تاريخ السينما المغربية.
ويغوص فيلم “الزيرو” في عوالم العنف الحضري بالدار البيضاء، ودواليب الفساد، وتفاوت الأوضاع المعيشية بين أسر تكافح من أجل الكفاف وطبقة مترفة من أباطرة المخدرات والدعارة والمسؤولين الفاسدين.

ويغوص فيلم “الزيرو” في عوالم العنف الحضري بالدار البيضاء ودواليب الفساد، وتفاوت الأوضاع المعيشية بين أسر تكافح من أجل الكفاف وطبقة مترفة من أباطرة المخدرات والدعارة والمسؤولين الفاسدين، حيث إن أحداثه تدور حول شرطي بسيط يلقبه رفاقه بالعمل بـ”زيرو” لاعتباره شخصا فاشلا حسب وجهة نظرهم، ويعيش شقيا وسط إكراهات العمل ومشاكل رعاية والده المشلول المشبع بذكريات الماضي في خدمته مع القوات المساعدة، ومشاركته في المسيرة الخضراء.

ولم تسلم الممثلة نرجس الحلاق من الانتقادات أيضا، بسبب مشهد قبلة في فيلم “غرام وانتقام” من إخراج عبد الكريم الدرقاوي، الذي ظل يرافق الحلاق ويربطها بالجدل، حيث اعتبرها بعض المتتبعين لقطة “مجانية” لا تخدم الفيلم، الذي تدور أحداثه حول قصة حب وجرائم قتل ومخططات إرهابية.

وبالعودة إلى الأفلام المعروضة، خلال السنة الجارية، حصل  فيلم “القرعة ديال الميركان” على جرعة زائدة من الانتقادات، بسبب تجسيد بطله فيصل عزيز دور شاب يطمح للهجرة إلى أمريكا بالتخفي في جسد أنثى.

فهم خاطئ للجرأة بالسينما

بهذا الخصوص أوضح الممثل والمخرج المغربي إديس الروخ، الذي تلقى انتقادات لاذعة، أن هناك فهما خاطئا للسينما، لأن الجرأة مرتبطة بالمواضيع المختلفة والشخصيات، وطريقة تناولها، بالإضافة إلى الأدوات التقنية التي يتم توظيفها، ولا تتعلق بالجرأة “الجنسية” كما يظن بعض الناس.

وأشار الروخ، في تصريحه لجريدة “مدار21″، إلى أن السينما فضاء تعبيري يسمح بالجرأة الفكرية، والسياسة، والاجتماعية، والاقتصادية، والإديولوجية، لا الإباحية، وهي وجدت لتنوير المجتمع وتطويره.

أدوار السينما تختلف عن التلفزيون

بالعودة إلى فيلم “الزيرو” أخذ بطله سعيد باي النصيب الأكبر من الانتقادات، بسبب ظهوره “عاريا” في أحد المشاهد، وتلفظه بالكلام “النابي” مع باقي شخصيات العمل، ما اعتبره العديد من المتابعين للفيلم، مشهدا “مجانيا” وجرأة “غير مسبوقة” في تاريخ السينما المغربية.

وفي هذا الإطار، أكد الممثل سعيد باي، في تصريح سابق لجريدة “مدار21″، أن الأدوار الخاصة بالسينما تختلف عن التي يتم تجسيدها في التلفزيون، مشيرا إلى أن اعتماده “الجرأة” في مساره الفني لا تشكل حتى واحد في المائة مما قدمه في مشواره بميدان التمثيل.

وأضاف باي أنه من الضروري مناقشة المواضيع التي تعكس المجتمع المغربي، وليست المجتمعات الأخرى، غير أن فئة من المجتمع، في رأيه، لا تحب مشاهدة نفسها في المرآة.

جدل صحي

وفي حديثه عن دوره في فيلم “القرعة دالميريكان” أكد عزيزي في هذا الصدد، لجريدة “مدار21” أنه لم يتخوف من ردود فعل الجمهور بعد عرض الفليم بسبب تجسيده دور فتاة، معتبرا أن الفيلم كوميدي وعائلي يتضمن العديد من الرسائل التي تعكس واقع العديد من الشباب المغربي.

واعتبر عزيزي أن “الجدل الذي أثير حول الفيلم من شأنه خلق حوار بين جميع الأطراف، كون الفن وجد من أجل خلق نقاش، بعيدا عن التطاولات”.

يذكر أن الفيلم يحكي قصة شابين يحلمان بالهجرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية، فيقرران اللجوء إلى حيلة لتحقيق رغبتهما، إذ يتنكر أحدهما (عزيزي) في زي امرأة، ظنا منهما أنهما يستطعان تحقيق حلم السفر نحو أمريكا.

وجرى تصوير العمل المثير للجدل أواخر سنة 2019، وهو من بطولة فيصل عزيزي وهاشم البسطاوي، الذي اعتزل المجال الفني السنة الماضية، وعزيز الحطاب وغيرهم، تحت إشراف المخرج هشام الركراكي، وتصوير عبد الرفيع العبديوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News