حوارات | فن

فاتن اليوسفي: مصير الموسم الثالث لـ”لمكتوب” بيد الجمهور والتسريبات قتلت متعة الجزء الثاني

فاتن اليوسفي: مصير الموسم الثالث لـ”لمكتوب” بيد الجمهور والتسريبات قتلت متعة الجزء الثاني

تفكك السيناريست فاتن اليوسفي في هذا الحوار الذي خصت به “مدار21” كواليس كتابة الجزء الثاني من مسلسل “المكتوب” الذي حظي بمتابعة كبيرة خلال شهر رمضان المنصرم، مؤكدة أنها لم تتخوف من مناقشة طابو “زنا المحارم” من أجل التحسيس بهذه الظاهرة وليس سعيا وراء “البوز” لرفع نسبة المشاهدات.

وقالت اليوسفي في حديثها للجريدة إن التسريبات التي طالت هذا الجزء، أضرت بالعمل وجعلت المشاهد يوجه اتهامات إلى صناعه بـ”التمطيط”، وتطرقت أيضا إلى الصعوبات التي تعترض السيناريست المغاربة.

وفي ما يلي نص الحوار:

هل اعترضتك صعوبات في كتابة سيناريو الجزء الثاني من المكتوب؟

إن استمرار السيناريست في القصة في جزء ثان تعترضه صعوبات كثيرة بنكهة خاصة، إذ سبق لي أن اشتغلت على أجزاء ثانية في عدد من الأعمال، من بينها “وعدي” و”رضاة الواليدة” و”ولاد العم”.

وبالطبع، توجد صعوبات لأن الجمهور يكون على علم مسبق بالشخصيات، ويرفع سقف توقعاته بشأن القصة ويدقق في تفاصيل ربما السيناريست نفسه لم ينتبه إليها. ويكون الهاجس الأول لنا خلال كتابة الجزء الثاني من القصة إرضاء الجمهور وتحقيق عنصر التشويق والمفاجأة له خاصة بعد نجاح موسمه الأول، ونأخذ بعين الاعتبار أيضا الانتقادات التي توجه إلينا في الأجزاء السابقة.

اعترضتنا أيضا العديد من الإكراهات في هذا الجزء، ضمنها عامل الوقت، والعمل بشكل جماعي توافقي لصناعة عمل متكامل، فهذا المسلسل من الأعمال النادرة التي اشتغلت فيها مع المنتج والمخرج بشكل متواصل، إضافة إلى مواكبة اللجنة الدرامية في القناة الثانية ودخول الأبطال في قلب الشخصية.

وللإشارة، فالمكتوب لم يكن بطلب من القناة، إنما شاركنا به في طلبات العروض التي تقدم إلى القناة الثانية، ودخلنا في منافسة مع باقي الأعمال، لذلك حاولنا إرضاء الشركة المنتجة والقناة والجمهور، ووصلنا إلى هدفنا في إنجاح العمل وتحقيقه نسب مشاهدات مهمة سواء على القناة الثانية أو قناتها في “يوتيوب”.

هل كنت متخوفة من ردة فعل الجمهور حول نقاش “زنا المحارم”؟

أمارس الكتابة الدرامية بشكل محترف منذ 12 سنة، وقد أنجزت خلال هذه المدة العديد من الأعمال الدرامية التي تناقش مواضيع تتعلق بـ”الطابوهات” والتي عرضت وتقبلها الجمهور بصدر رحب. فالجمهور ذكي ويعلم جيدا أننا لا نطلق طلقات فارغة وأن التطرق إلى أي موضوع لا يكون من أجل خلق البوز أو إثارة الفضائح لرفع نسب المشاهدات.

صحيح أن قصة “اغتصاب زهرة من قبل عمها” في الجزء الثاني كانت قاسية، لكنني أحيي الفنانة هند السعديدي لأدائها بشكل سلس ورائع وقريب من القلب، إذ جعلت المشاهد يتقبل هاته القصة ويتعاطف معها.

مناقشة هذا الموضوع تعود بالأساس إلى أن هناك ظواهر خبيثة في مجتمعنا لا يمكننا أن التغاضي عنها، إذ لا بد من تسليط الضوء عليها، والمشاهد المغربي يقبل مناقشة هاته “الطابوهات” ويفهم الغاية من ذلك.

هل أضرت التسريبات بالجزء الثاني للعمل؟

مع الأسف، الجزء الثاني من مسلسل “المكتوب” تعرض لحملات قاسية وطالته العديد من التسريبات التي ألحقت الضرر بالقصة، وجعلت الجمهور يتعرف على العديد من المواضيغ المعالجة، ما كسر عنصر المفاجأة عنده، ورافقته أيضا شائعات تفيد بتطرقه إلى زنا المحارم قبل انطلاق العرض.

ومن بين التسريبات، كان ظهور “ميلو” والد هند في الحلقة الخامسة. مثلا كنا نلعب على أن شخصية ميلود ستظهر في الحلقة الخامسة كمفاجأة للجمهور، والإفصاح عن سر “اغتصاب زهرة” الذي نخفيه طيلة 10 حلقات ونراهن عليه لتحقيق عنصر التشويق والإثارة، لكنه خرج إلى العلن قبل بداية عرض المسلسل، الأمر الذي شكل صدمة لفريق العمل وجعل الجمهور يشعر بـ”التمطيط” ويوجه انتقادات واتهامات بتطويل الأحداث لكونه أصبح على علم مسبق بالقصص.

الجزء الثاني لمسلسل “المكتوب” بُني على وفاة عمر المعطاوي، هل فكرت في إنهاء حياة شخصية أخرى؟

هناك بعض الأعمال التي تنبني كتابتها على القصة التي تشكل الموجه الأساسي للشخصيات، وهناك أعمال أخرى تعطي فيها الأولوية للشخصيات التي تقود السيناريست إلى القصة. بالنسبة للمكتوب، اشتغلت على الشخصيات بالدرجة الأولى وحاولت في الجزء الثاني بالخصوص منح كل شخصية من شخصياته مساحتها ومجال تطورها.

أما إنهاء حياة شخصية من الشخصيات فيعد سلاحا في يد السيناريست من أجل منح القصة نفسا جديدا ولتغيير المحيط العام لتتطور الأحداث، لكن الجزء الثاني من المكتوب ينبني على حياة العائلتين بعد موت عمر المعطاوي، فلم يكن بإمكاننا قتل شخصية أخرى لأن الدافع لهذا الجزء كان موت عمر ومعرفة تعامل عائلتي الشيخة والمعطاوي مع هذا الموت المفاجئ وخوضهما حروبا من أجل الإرث والحب. فلم نكن في حاجة إلى إنهاء حياة شخصية ما في هذا الجزء لأننا كنا نرصد تطور الأحداث بعد وفاة المعطاوي.

ما تعليقك على تشبيه عملك بالأعمال التركية؟

شبه الجمهور مسلسل “المكتوب” منذ بدايته بأعمال تركية ومكسيكية لاتينية، لكن في الحقيقة “المكتوب” عمل مغربي مئة بالمئة يحكي عن “الشيخة” التي تعد من الموروث الثقافي المغربي، إذ انطلق في الجزء الأول بمشاهد حول “الشيخة حليمة” وعلاقتها بابنتها، ونعود إليهما في بداية الجزء الثاني أيضا.

فالقصة تدور حول الأم “الشيخة” التي تتعرض للاحتقار من قبل المجتمع الذي ينظر إليها بنظرة دونية، ويختزل كيانها في “شيخة”، ويرصد العمل علاقة “حليمة” بابنتها ورغبتها في إيصالها إلى بر النجاة، وتعلقها المرضي بها وتحكمها في مصيرها بدفعها للزواج من رجل غني يكبرها في السن.

 هل هناك نية لصناعة جزء ثالث بعد النهاية المفتوحة؟

أنهينا الجزء الثاني بلقطة تجمع “الأم وابنتها” في إشارة إلى مغادرتهما عائلة المعطاوي، بعدما رصدنا في بدايته دخولهما إلى هاته العائلة، ولقطة إنقاذ “حليمة” لهند من الموت في المسبح فيها رمزية تدل على ولادة ثانية لهند على يد والدتها. نهاية مفتوحة لكنها تشير إلى مدى تأثير نظرة الغير التي جعلت الأم تكذب وتزور من أجل ابنتها.

أما احتمالية الجزء الثالث من غيره تبقى بيد رغبة الجمهور والقناة المالكة للعمل، وأجده موضوعا سابقا لأوانه، لكننا في كلتا الحالتين سنكون تحت أمر القناة والجمهور.

ما الإكراهات التي تواجه كتاب السيناريو في المغرب؟

هناك العديد من الإكراهات التي تواجه كتاب السيناريو في المغرب، فربما الجمهور يجهل أن كتابة السيناريو هي كتابة تقنية أكثر منها إبداعية، مرتبطة بطلبات العروض التي تخصصها القنوات العمومية، لأن جل الأعمال من إنتاجها وتخضع لطلبات عروضها، وكل طلب يرتبط بحيثيات تتعلق بتحديد المدة الزمنية للحلقات وعددها، والفئة التي يوجه إليها المسلسل، وحتى تيمة العمل (أسري، بوليسي، درامي كوميدي).

إن البعض يتخيل أن السيناريست يستيقظ في الصباح ويأخذ فنجان قهوته ويشرع ويدخل في عالم الإبداع وينسج خيوط قصته، لكن الحقيقة أن السيناريست يرقص على الحبلين بين الإبداع والواقع، إذ لا بد من إسقاط الإبداع على الواقع العملي وليس المعاش. نحن مرتبطون بفضاءات معينة، وعدد الحلقات وبعض الممثلين، وشركة الإنتاج والقناة المنتجة.

وبعد قبول الطلب، ينطلق السيناريست في مناقشة القصة وبلورة الشخصيات، ونسج قصصها، ثم جمع هذه القصص المتفرعة للحصول على قصة عامة، تليها وضع الخطوط العامة لتطور كل قصة، ورصد ملخص كل حلقة ثم تحويلها إلى مشاهد وترجمة هاته المشاهد إلى حوار وفي هذه المرحلة يدخل الزملاء الذين يشتغلون على الحوارات على الخط، ويسهر هنا السيناريست أيضا على النسق العام لهذه الحوارات واحترامها للوقت.

فالسيناريو عمل تقني متعب جدا لو فقد كاتبه الشغف لن يستمر في العمل. مع الأسف دائما ما يلقون باللوم على السيناريست، في الوقت الذي يبذل فيه مجموعة من كتاب السيناريو مجهودات كبيرة ومنهم أسماء كبيرة مثل نرجس المودن، ومريم الإدريسي، وبشرى مالك، وإدريس ومهدي، ويحيى أفندي وعدنان موحجة، وسامية أقريو ونورة الصقلي وجواد الحلو، فهذه أسماء شابة أعطت روحا جديدة للدراما المغربية.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. تحياتي لك اختي على المسلسل المكتوب لأنه حقيقي ونعيشه وايضا اعطيتي فكرة على المجتمع الذي نقول انه مازال في الماضي لانه لم يكن هنك مخدرات …..لكن الان الله يلطف بنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News