حوارات | سياسة

آلان جوردان مفككا لـ”مدار21″ أسباب الأزمة المغربية الفرنسية: ماكرون لم يساعد على الحلحلة

آلان جوردان مفككا لـ”مدار21″ أسباب الأزمة المغربية الفرنسية: ماكرون لم يساعد على الحلحلة

نفي فرنسي رسمي يواجهه صمت مغربي، هكذا يمكن تلخيص ملامح العلاقات بين باريس والرباط اليوم، بعد عام من أزمة صامتة، كان ظاهرها انزعاج من قيود التأشيرات وباطنها أشياء أخرى كشفت عنها حملات باريسية مسعورة.

المحلل الاستراتيجي والكاتب الصحفي الفرنسي آلان جوردان، يعتبر في حوار مقتضب مع جريدة “مدار 21” أن مصلحة كل من المغرب وفرنسا تقتضي الحفاظ على علاقات جيدة في ظل التوترات الدولية.

كما أكد مدير المرصد الجيوستراتيجي لجنيف أن الهدف من الاتهامات المتفرقة التي كانت تدور رحاها حول تورط المغرب في عمليات تجسس وتنصت على مسؤولين وصحافيين بواسطة نظام “بيغاسوس” كان هدفه تشويه سمعة المملكة وذلك تزامنا مع “تفوقها وبروزها” إفريقيا.

هذا نص الحوار:

بادئ ذي بدء، ما هو تعليقك على الأزمة الصامتة بين المغرب وفرنسا؟

من الواضح أن هذه الأزمة أضحت أقل صمتا مما كانت، والعلاقات تدهورت بين باريس والرباط بشكل حاد في السنوات الأخيرة لتصل إلى نقطة الانهيار. من غير المفهوم أن الأمر وصل إلى هذا الحد.

هناك شيء غير منطقي وبالتالي لا يمكن تفسيره، ومصلحة كل من فرنسا والمغرب تقتضي الحفاظ على علاقات جيدة. خاصة في سياق التوترات الدولية التي نعرفها، لذلك ينبغي لبلدينا، وعلى العكس مما يحصل، أن يقتربا ويتحالفا.

مسؤولون فرنسيون وكذا وسائل إعلام، أشاروا إلى أن الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، سبب رئيسي لهذه الأزمة، هل توافقهم الرأي؟

في المغرب يتم التركيز بشكل كبير على شخصية ماكرون، ولا أعتقد أن ذلك يمكن أن يفسر أسباب الأزمة بين البلدين، لكن من المؤكد أن شخصية الرئيس الفرنسي لم تساعد على سير الأمور بشكل صحيح.

الفرنسيون أيضا غير راضين عنه في إدارته بعض الأمور، لكن لا أعتقد أنه يجب إلقاء اللوم عليه بشكل كلي في الأزمة بين الرباط وباريس.

وبعيدا عن الجانب الشخصي لماكرون، أرى أن فرنسا تمر بأزمة عميقة، ويجب عليها أن تعيد تموضع نفسها على المستوى الدولي، وهذا ليس بالأمر السهل لأنه لم يعد لديها حلفاء مستقرون، مما يمنعها من الظهور كما كانت في المستقبل.

حسب رأيك ما سبب اتهامات التجسس للمغرب عبر نظام بيغاسوس؟ وما الجهات التي لها مصلحة في ذلك؟

العديد من الجهات الفاعلة، سواء كانت حكومية أو غير حكومية، لها مصلحة في إلقاء الزيت على النار لإثارة القطيعة بين فرنسا والمغرب، من الواضح أن اتهام المغرب بإجراء آلاف عمليات التنصت والتجسس على المكالمات الهاتفية عبر نظام بيغاسوس يهدف إلى إضعافه على الساحة الدولية.

وطبعا، السؤال عن من يقف وراء هذه الحملة للإساءة وتشويه سمعة المغرب، مشروع، لكن ليس لدي جواب محدد، ما يمكنني قوله هو إن صعود المغرب في القارة الإفريقية يشكل جغرافيا سياسية رئيسية جديدة. ربما من هذا المنطلق يمكنك أن تبحثي عن الإجابة لسؤالك.

هل تعتقد أن دعم فرنسا لمغربية الصحراء هو مفتاح إعادة العلاقات بين الرباط وباريس؟

من الواضح أن هناك توقعات كبيرة من جانب الرباط بشأن هذا الملف تحديدا. لكن اليوم يبدو لي أن القضية تتجاوز قضية الصحراء وحدها. أعتقد أن المغرب ينتظر الإشارات التي من شأنها أن تساعد أولاً في استعادة علاقة الثقة. لأن أصل المشكلة اليوم هو انعدام الثقة الذي يأتي من عدم الوضوح في سياسة فرنسا.

يعرف الدبلوماسيون كيفية إدارة العقبات جيدًا، لكن يبدو أنه علينا أن نعطيهم توجيها.

كنت من بين المدافعين عن الصحفي رشيد بن مبارك. هل تعتقد أن ما حدث له كان تصفية حسابات مع الرباط؟

الأمر أكثر تعقيدا بكثير. ويجب ألا تختزل هذه المسألة في تصفية حسابات مع الرباط. من الواضح أن البعض استخدم حقيقة أن هذا الصحفي من أصل مغربي لتوجيه أصابع الاتهام إلى الرباط. لكن أصل هذه القضية لا ينبغي البحث عنه في هذا الجانب. ما هو مؤكد هو أن “الإعدام” خارج نطاق القانون الذي تعرض له كان مقززا.

لم أكن أعرفه. اتصلت به لمعرفة ما حدث. لقد ذهلت مما قاله لي. إنه فتى لطيف للغاية، متحفظ ومحترف ولا يستحق أن يعامل بهذه الطريقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News