بورتريه

عمر عرشان.. أيقونة الإيجابية يترك بصمة في عالمنا

عمر عرشان.. أيقونة الإيجابية يترك بصمة في عالمنا

أثار رحيل الطفل عمر عرشان الشهير بـ”الشيف عمر” (16 عاما)، الذي اشتهر بفن الطبخ، وبابتسامته العريضة وعزيمته القوية في تحدي المرض، حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي.

أيقونة الأمل والإيجابية

بوجهه الطفولي وابتسامته الرقيقة، التي كان يطل بها الشيف عمر على متابعيه عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتقديم أحدث وصفات الأكل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الفريد، الذي ينقل متابعيه إلى عالمه المتميز بالطاقة الإيجابية وحب الحياة.

بدأ عمر عرشان مسيرته في إعداد ألذ الأطباق وأشهى الأكلات، في عمر الـ11 سنة، فوق كرسيه المتحرك، متجندا بثقافته المغربية، إذ كان يعتبر الطبخ في بداياته مجرد مساحة للتغلب على مرضه الذي يكبر معه، قبل أن تتحول عادته إلى هواية يعشق ممارستها.

برهن الشيف عمر من خلال فيديوهاته للجميع، أن للمطبخ نجوم من نوع خاص، يتجاوزون معطى وجودهم، ويحققون منذ الصغر ما لا يكون في الحسبان، فلا العجز ولا المرض ولا أي شيء يحد من نجاحاته، فرنين الإرادة لا يعلو فوقه أي صوت.

معاناة المرض تخلق الأحلام

مرض الميوباتي، هو مرض نادر يصيب عضلات الجسم ويجعل من صاحبها غير قادر على تحريك أعضائه، ويكون غالبا مرضا وراثيا.

عمر عرشان ألم به هذا المرض من أيام طفولته الأولى، جعله محاصرا يعاني من إعاقة في الحركة والنطق، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة أهدافه والإشتغال على أحلامه، في إنشاء محتوى رقمي، دافع فيه عن الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة، وحقهم في ممارسة أنشطة التسلية مثل باقي أقرانهم.

لم يكن الطبخ هواية عمر الوحيدة، فالراحل عمر راودته أمان بأن يلعب كرة القدم لكي يصبح مدرب فريق، إلا أن مرضه حال دون ذلك.

وتميز عمر عن باقي الأطفال الذين في سنه، بالإبتسامة العريضة التي كانت تعلو محياه دائما، كان يختتم فديوهاته بجملة واحدة هي “لنظل إيجابيين”.

أم عظيمة

وراء قصة عمر الملهمة، أم مغربية عظيمة رفضت أن يكون مصير ابنها الضياع، كما حدث مع الكثير من الأطفال المغاربة من ذوي الإحتياجات الخاصة.

وسبق لأمه أن كشفت في تصريحات صحفية، أن يوم ولادة عمر تحول من فرحة إلى صدمة بعد علمها هي وزوجها بمرض ابنهما بإعاقة حركية، ومعاناته من مرض مزمن لن يتوقف عن نهش جسده، فكان أمام أم عمر إما أن تختار البكاء أو أن تكون سندا له، وهذا ما فعلته بالضبط، حيث سلطت الضوء عليه وجعلت من مرضه شيئا إيجابيا.

جوائز يسجلها التاريخ

رحل عمر عن عمر يناهز 16 سنة تاركا وراءه إنجازات حافلة بنجاحات مبصومة على جدران التاريخ، فشعبيته في المغرب وصلت إلى حد اختياره “شخصية الويب لسنة 2017″، في الدورة العاشرة لمسابقة “ماروك ويب اووردز”.

وتخطت شهرة الراحل الشيف عمر حدود المملكة، ليصل صداها إلى أوروبا حيث التقى بطباخ الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، الشيف كيوم كوميز.

وعينته منظمة اليونيسيف في سن 15 عاما، سفيرا لحقوق الأطفال، تقديرا لجهوده في نشر ثقافة حقوق الطفل.

رحل عن عالمنا باكرا 

توفي الطفل عمر عرشان، عن عمر يناهز 16 عاما، بعد تعرضه لوعكة صحية ألمت به، تاركا وراءه مسارا حافلا بالنجاحات، ورمزا للطاقة الإيجابية لباقي الأطفال الذين بعمره ويعيشون وضعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News