حوارات | سياسة

عباسي: مساري السياسي مستمر ولا ديمقراطية بدون شباب

عباسي: مساري السياسي مستمر ولا ديمقراطية بدون شباب

لن يخوض تجربة الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، لاعتبارات “مرتبطة بنفس الأعطاب التي كنا نتكلم عنها داخل الحقل الحزبي والسياسي”. عمر عباسي، النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، يقول إن مساره السياسي لن ينتهي بعد نهاية الولاية البرلمانية، ولكنه مستمر حتى خارج مجلس النواب.

وأوضح عباسي، في حوار مع مدار21، ضمن سلسلة “برلمانيون شباب”، أنه فخور بأدائه، كبرلماني شاب، داخل مجلس النواب، داعيا إلى “أننا بحاجة إلى ما يشبهُ التشبيب القسري للطبقة السياسية والنخبة السياسية”، ومؤكدا أنه “لا مستقبل للديمقراطية بدون مزيد من إشراك فعلي وحقيقي للشباب”.

 

مقابل ذلك، شدد عباسي، عضو لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، على أن “السياسة علمتنا النفس الطويل، ومن له نَفَسٌ ضيق في السياسة، لا يمكنه أن يستمر. درس الحياة السياسية والعمل السياسي في بلادنا، هو أن تكون صبورا، أن يكون عندك النَّفَس الطويل وأن تتكيف مع عقليات ليست بالضرورة مقتنعة بضرورة تشبيب الحياة السياسية والحياة الحزبية”.

وفيما يلي نص الحوار:

 

بعد إلغاء اللائحة الوطنية، هل تنتهي تجربتك البرلمانية؟

مما لا شك فيه فعلا، أنه بالنسبة لي، شكلت هذه الولاية البرلمانية فضاء مهما جدا على مستوى التكوين العلمي والسياسي والنضالي كذلك، والعمل داخل المؤسسات هو قيمة مضافة كبيرة للشباب. الدائرة الانتخابية الوطنية للشباب قبل إلغائها مع الأسف ساهمت في تمكين مجموعة الشباب في بلادنا لولوج المؤسسات الدستورية، لذلك ما يمكن أن أؤكد عليه أن التجربة السياسية لا تنتهي في بعض المحطات، مما لا شك فيه أنه منذ بداية هذه التجربة، في الولاية السابقة وخلال هذه الولاية، عموما الإحصائيات لا تعطينا أرقاما كبيرة للنواب الشباب الذين تمكنوا من الترشح والنجاح، لأنه في نهاية المطاف يجب الذهاب إلى دائرة يمكنك أن تنجح فيها.

بالنسبة لي شخصيا، لعدة اعتبارات وعناصر، لن أترشح في الانتخابات المقبلة على مستوى مجلس النواب، ولكن هذا لا يعني نهاية المسار البرلماني ولا المسار السياسي، لأنه عموما المحطات الانتخابية هي لحظات وولايات، بمعنى أنه يمكن ألا تترشح في هذه الولاية، ويمكن الترشح في الولاية السابقة، بالنسبة لي الانتخابات التشريعية المقبلة، ولاعتبارات يطول شرحها مرتبطة بنفس الأعطاب التي كنا دائما نتكلم عنها داخل الحقل الحزبي والسياسي، لن أترشح.

تتفق على أن الترشح في الدوائر المحلية يبقى صعبا على النخب السياسية الشابة؟

لا، الأمر ليس صعبا، نحن لا نتهيَّب من المسؤوليات، ولا نتهيب من الانتخابات، ولا نخشى التواصل مع المواطنين والمواطنات، ولكن الدائرة التشريعية التي كنت أنوي الترشح فيها، ولاعتبارات معينة، هناك توجه لدى الحزب لترشيح أخ آخر، لاعتبارات سبق أن أشرت أنه يطول شرحها، وأنا بطبعي لا أدخل في صراعات داخلية، لذلك أعتبرني صغيرا، ولا يزال هنالك وقت لاختيار دائرة والاشتغال فيها بهذه التجربة التي راكمت، وبهذه العلاقات الإنسانية، ويمكن على مستوى الانتخابات التشريعية 2026 الترشح.

السياسة علمتنا النفس الطويل، ومن له نَفَسٌ ضيق في السياسة، لا يمكنه أن يستمر. درس الحياة السياسية والعمل السياسي في بلادنا، هو أن تكون صبورا، يكون عندك النَّفَس الطويل وأن تتكيف مع عقليات ليست بالضرورة مقتنعة بضرورة تشبيب الحياة السياسية والحياة الحزبية.

في نظرك، هل الأحزاب السياسية تُعرقل مطلب تنخيب الشباب؟

أنا كنت رئيس الشبيبة الاستقلالية، وهي أعرق المنظمات الشبابية الوطنية، وكنت دائما أقول فكرة هي أننا بحاجة إلى ما يشبهُ التشبيب القسري للطبقة السياسية والنخبة السياسية، طبعا القانون ساهم إلى حد ما، ولكن الآن ألغي ..رغم الأعطاب التي عرفتها اللائحة الوطنية، لأنه في الولوج إليها كانت هناك مجموعة من الأعطاب، وحتى الشبان يجب أن يعرفوا بأن الحياة السياسية تتطلب مجهودا كبيرا ونضالا والتصاقا بالمواطنين والمواطنات، عملا قاعديا لأنه يجب أن يبدأ من الجماعة ثم المجلس الإقليمي ثم الجهة، ثم يتوج مساره السياسي بمجلس النواب، أو بالعكس.

الفكرة الأساسية هو أنه لا مستقبل للديمقراطية بدون مزيد من إشراك فعلي وحقيقي للشباب، وليس إشراك التأثيث، أيضا على الشباب الذين اختاروا الانخراط في الأحزاب السياسية أن يقتنعوا بأنها عملية ليست سهلة، تتطلب مجهودا نضاليا كبيرا جدا، وفي السياسة توجد قاعدة مأثورة: هناك ما يقال وهنالك ما لا يقال.

بعد إلغاء اللائحة الوطنية، كيف تتوقع مشاركة الشباب في البرلمان مستقبلا؟

يمكن أن يكون الشبان، ولكن سيكونون أقل عدديا، لأنه على الأقل خلال هاتين الولايتين كان بالقانون نضمن تواجد ثلاثين شابا في مجلس النواب ..الآن إما الأحزاب ترشح ضمن اللوائح الجهوية للنساء شابات، وهذه آلية، كل حزب وكيف سيدبرها حسب اختيارات المناضلين، في الجهات المعينة، أو عبر الدوائر المحلية، لأنه من المؤكد، سيكون الشبان وسينجحون،.

الصورة ليست يعني سوداء، ولكن نحن نقول إن هذا العدد، والرفع منه وتحسنيه والتكثير منه لا يمكن إلا أن يغذي الحياة السياسية، والعبرة في نهاية المطاف، ليس هل أنت شاب أو غير شاب، ولكن العبرة هو أن السسيولوجيا الانتخابية بالمغرب عندها بعض المحددات والميكانيزمات المرتبطة بالمجتمع، والتحولات التي تقع فيه ومسار التموجات التي عرفته الانتخابات على الأقل في العشرين سنة الماضية، هذا درس نقوله للشبان، لأن السياسة في نهاية المطاف نضال والانسان حين يكون في دائرة معينة ويتواجد فيها ويشتغل فيها بشكل يومي ويكون مع المواطنين والمنضالين والمواطنات، يوفر لنفسه حظوظا أوفر للتنافس، وتكون له نفس حظوظ التزكية.

وأنا متفائل لأنه على الأقل البيولوجيا في جانب الشباب، الشبان الذين سيغادرون مجلس النواب دون الأربعين سنة، منهم من بلغ الأربعين، عندهم متسع زمني في الحياة ..أنا لا أعتبر نهاية هذه الولاية التشريعية نهاية المسار السياسي أو المسار البرلماني، هذا خطأ، هذه يمكن أن تكون البداية لكي يزيد الانسان من الاشتغال وأن يتطور، أقول لك عندما بدأنا العمل السياسي  لم نكن نعرف بوجود اللائحة، جاءت صدفة، يعني أنه ليس لأن الآلية حُذفت لن يترشح الشخص، توجد عدة منابر وفضاءات يمكن للإنسان من أن يعبر فيها ويساهم في الحياة الوطنية، هناك عدة آليات، والأساسي هو التكوين، رسالتي للشبان والشابات هو التكوين العميق الفكري والنظري والتقني أيضا إذا تطلب الأمر، هذا مهم جدا وهو سلاحهم، الجانب الثاني هو أنه عليهم أن يكونوا عن قرب من المواطنين ..

ماهي أبرز القضايا التي ترافعت حولها وشكلت حصيلة تجربتك البرلمانية؟

الصحفيون والإعلاميون والمتابعون للحياة البرلمانية خلال هذه الولاية، هم من سيقوم بالتقييم، ولكن أنا جد سعيد بأدائي خلال هذه الولاية التشريعية، ولولا الرئيس مضيان الذي يشجع الشبان ويساعدهم، لأنه حتى داخل البرلمان توجد الآليات لا تعطيك الحق في الظهور، مثل التوقيت، الجلسة العامة، السؤال.

لكن على مستوى لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، جميع النصوص القانونية التي أحيلت عليها خلال هذه الولاية، كنت أنا من تكلفت بها، على مستوى التعديلات والجلسة العامة، كانت قضية القوانين التنظيمية الخاصة بالأمازيغية، الخدمة العسكرية، كانت عدة نصوص قانونية، وبتكليف من الفريق كنت أتبعها على مستوى لجنة العدل والتشريع، ولا على مستوى لجان أخرى؛ القانون الإطار للتربية والتعليم، القانون التنظيمي للأمازيغية كما أشرت، كان عندي حضور وأنا سعيد به كممثل الفريق في لجنة العرائض، التي تضم أربعة نواب، على مستوى تطوير الديمقراطية التشاركية داخل مجلس النواب، وعدة آليات، على مستوى العمل الرقابي، الملتمسات والأسئلة.

أنا سعيد بأدائي خلال هذه الولاية، وأقولها (مخرج عينيا) وليس خجولا، وأنا جد متفائل بالمستقبل، الذي يعتقد بأنه من خرج من البرلمان ينتهي مساره السياسي مخطئ، هناك بعض النواب الذين حين تنتهي تجربتهم لا يترشحون في الولاية المقبلة، ويترشحون في ولايات أخرى، أو يترشحون في الجماعة ..لأن التحدي ليس موضوعيا ولكن ذاتيا، والولوج إلى المؤسسات عنده كلفة ..

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News