صحة

هل يعود المغرب للحجر الصحي بسبب جدري القرود؟ طبيب يجيب عبر “مدار21”

هل يعود المغرب للحجر الصحي بسبب جدري القرود؟ طبيب يجيب عبر “مدار21”

أكد الطبيب والباحث في النظم الصحية، طيب حمضي، أن رصد حالات مشتبه إصابتها بجدري القرود لا يتطلب العودة للحجر الصحي أو التراجع عن التخفيفات التي أعلنتها السلطات المغربية في الآونة الأخيرة.

وقال حمضي في تصريح لجريدة “مدار21” إن انتشار جدري القرود “لا يتطلب حجر الساكنة أو غلق المطارات وتعليق السفر، ولو كان كذلك، لكانت السلطات الصحية المغربية قد سارعت فور انتشاره في أوروبا وقبل رصد حالات مشتبه في إصابتها به لتنفيذها”.

وأفاد الطبيب والباحث المغربي أن الإجراءات المشددة (الحجر وتعليق السفر وغيرها) يتم اتخادها في حالة انتشار فيروسات أو متحورات جديدة، مبرزا أن الباحثين والأطباء يتوفرون على معلومات وفيرة ومتعددة حول جدري القرود.

وأضاف :”جدري القرود معروف لدى الأوساط الصحية قبل 70 سنة، وكذا طرق وسرعة انتشاره والتي تعد بطيئة مقارنة بفيروسات أخرى”، مشددا على انتقاله من إنسان لآخر يكون ضعيفا، ويتطلب اختلاطا (احتكاكا) قويا للانتقال، وخاصة داخل العائلة الواحدة.

ودعا حمضي المغاربة لاتخاذ الحيطة والحذر، رغم المعرفة الطبية المسبقة به، مؤكدا أن هناك علامات استفهام متعددة بخصوصه، لعل أبرزها أسباب تزايد حالات الإصابة به حول العالم منذ منتصف ماي الجاري، في وقت كانت تسجل في وقت سابق، إصابات نادرة في دول إفريقية محددة.

وأوضح الطبيب والباحث في النظم الصحية أن المغاربة يجب أن يكونوا على دراية بأعراض الإصابة بالفيروس، والتي تتمثل أساسا في ارتفاع الحرارة وألم الرأس وألم المفاصل والعضلات، والتي تشبه إلى حد كبير أعراض الزكام، “وبعد 4  أو 3 أيام تظهر بعض الأعراض الأخرى، ومنها ظهور غدد وحويصلات” يضيف المتحدث.

واعتبر حمضي أن المراقبة تشكل “سلاحا” ضد الفيروس، مؤكدا ضرورة تعاون المواطنين والأطباء والسلطات الصحية، لاتباع خطة لرصد الحالات وتتبعها.

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت مساء أمس الإثنين 23 ماي 2022، عن رصد 3 حالات مشتبه في إصابتها بجدري القردة في المغرب.

وقال معاذ لمرابط، المنسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إن المنظومة الخاصة بالمراقبة الاستباقية لهذا المرض سجلت لحدود هذا اليوم 3 حالات، كاشفا أن المصابين المحتملين الثلاثة “بصحة جيدة وتحت الرعاية الصحية والمراقبة الطبية، وخضعوا للتحاليل الطبية اللازمة” .

وأكد لمرابط أنه “في إطار الاستراتيجية تفاعلت الوزارة مع الإنذار العالمي المتعلق بجدري القردة من خلال وضع منظومة للرصد الوبائي والمراقبة لحالات قد يشتبه أن تكون حالات لهذا المرض”.

كما دعت وزارة الصحة المغربية إلى الإبلاغ عن أي حالة مشتبه في إصابتها بجدري القرود، وذلك بعد انتشاره في عدة دول من العالم، وخاصة في أوروبا.

وقالت وزارة الصحة إن المغاربة مطالبين بالإبلاغ عن أي حالة من المشتبه إصابتها بجدري القرود بغية عرضها على التشخيص الطبي.

وأوضحت الوزارة المذكورة ضمن ما أسمتها “الخطة الوطنية لمراقبة وتتبع فيروس جدري القرود” بأن اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) هو الاختبار الموصى به على عينات الآفات الجلدية (السقف أو السوائل من الحويصلات والبثور والقشور الجافة).

وفيما يتعلق بتتبع الفيروس وعلاجه، فأوضحت الوزارة أن العامل المضاد للفيروسات المعروف باسم “TECOVIRIMAT” والذي تم تطويره للجدري قد تمت الموافقة عليه من قبل الجمعية الطبية الأوروبية (EMA) لجدري القرود في عام 2022 بناء على بيانات الدراسات الحيوانية والبشرية، ليس متاحا على نطاق واسع في الوقت الحالي.

وأشارت الوزارة الوصية إلى أن العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة أظهرت أن التطعيم ضد الجدري فعال بنسبة تقريبية تقدر بـ85%، مؤكدة أنه ووفقا للتوصيات لم تعد لقاحات الجدري الأصلية (الجيل الأول) متاحة لعامة الناس.

وأضافت الوزارة في نفس السياق، إلى أنه تمت الموافقة على لقاح حديث يعتمد على فيروس لقاح موهن معدل (سلالة أنقرة) للوقاية من جدري القرود في عام 2019، وهو “لقاح من جرعتين لا يزال توافره محدودا وغير متاح إلا في بعض الدول”.

ووفق الخطة الوزارية، فقد تم تقسيم الحالات إلى ثلاث فئات، الأولى تتعلق بالحالات المشتبه بها، والتي تهم أي شخص مصاب بطفح جلدي أو حويصلي أو حويصلي بثري مع ارتفاع في درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية.

والثاني يتعلق بالحالات المحتملة، وتهم أي حالة مشتبه بها كانت على اتصال بحالة مؤكدة خلال 21 يوما التي تسبق ظهور الأعراض أو أي حالة مشتبه بها قامت في 21 يوما السابقة لظهور الأعراض، برحلة إلى بلد يتوطن فيه المرض أو بلد سجل سلسلة انتقال منذ بداية ماي 2022 (حاليا بلدان وسط وغرب إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية)، أو أي حالة مشتبه بها لإصابة راحتي اليدين أو باطن القدمين، أو بوجود تضخم العقد اللمفاوية.

والفئة الثالثة، تشير الوزارة إلى أنها تتعلق بالحالات المؤكدة تم تأكيد إصابتها بفيروس جدري القرود بالتقنية الجزيئية في المختبر.

وجدري القردة مرض نادر يمكن أن ينتقل من الحيوان للإنسان والعكس. وتشمل أعراضه الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه.

وأكدت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق أنها تعمل عن كثب مع عدد من الدول الأوروبية لتحديد المصدر المحتمل للعدوى وكيفية انتشار الفيروس والحد من انتقال العدوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News