فن

ناقد فني: انتقاد الدعاة لـ”لمكتوب” دينيا وأخلاقيا ضاعف نسبة المتابعة

ناقد فني: انتقاد الدعاة لـ”لمكتوب” دينيا وأخلاقيا ضاعف نسبة المتابعة

ما يزال مسلسل “لمكتوب” الذي يجري عرضه طيلة شهر رمضان عبر شاشة القناة الثانية وقناتها الرسمية على موقع “يوتيوب” محط نقاش وجدل واسعين، بين مدافع عن مكانة الشيخة في المجتمع المغربي باعتبارها موروثا ثقافيا شعبيا، ومهاجم لصناع العمل بحجة تلميع صورة “الشيخة” وتمجيدها.

واعتبر الناقد الفني فؤاد زويريق أن الجدل المثار حول مسلسل “لمكتوب” هو جدل بيزنطي لن ينفع في شيء، خصوصا أنه تم إقحام الدين في مسائل فنية محضة، تلك المسائل التي لا يمكن معالجتها إلا بالفن ولا شيء غير الفن. في حال كانت هناك عيوب تستدعي المعالجة، موضحا أن تنصيب البعض أنفسهم قضاة ومحاكمتهم للفن والفنانين محاكمة أخلاقية، يؤثر على مُتعة التلقي وجعل الفن ككل متهما في أخلاقياته، عوض أن يحاسب هذا العمل أو غيره فنيا انخرط الجميع في جدل ونقاش فارغين.

وشدد زويريق في تصريح لجريدة “مدار21” على أن الفن لا يُحاسب إلا فنيا بعيدا عن الدين والأخلاق والسياسة، والصفة التي تميز الفن هي الحرية، لأن الفن كائن لا يرضخ للعبودية ولا يحب القيود، كيفما كانت، فإن رسمت حوله خطوطا حمراء وكبلته بقيود السياسية والدين، لن يصبح فنا بل شيئا آخر إلا الفن.

وأضاف: “الفن طائر له جناحان وبهما يحلق كيفما أحب وأينما أحب، وإذا حاولت تقييده تمرّد وثار، وهذا ما حصل مع مسلسل “لمكتوب”، فانتقاد بعض الدعاة له ومحاولتهم محاسبته دينيا وأخلاقيا، جعل نسبة المتابعة ومشاهدة حلقاته تتضاعف بقوة، سواء عن اقتناع أو عن فضول، المهم أن الاهتمام به تقوى عكس ما كان يهدف إليه هؤلاء، هذا رغم ضعفه الفني”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أن مسلسل “لمكتوب” ليس هو أول عمل اتخذ من تيمة الشيخة أو من عالم “تشياخت” موضوعه، فقد سبقته أعمال أخرى كفيلم “ولولة الروح” لعبد الإله الجوهري، وفيلم “خربوشة” لحميد الزوغي، وفيلم “جوق العميين” لمحمد مفتكر، وفيلم “الصالحة” لكمال كمال، وأيضا الفيلم الوثائقي “دموع الشيخات” لعلي الصافي.

وأضاف زويريق: “لكن رغم توسع كل هذه الأعمال في الإحاطة بعوالم الشيخات بتفاصيلها ومفرداتها، إلا أنها لم تثر الجدل كما فعل مسلسل لمكتوب، والسبب في هذا يرجع إلى أمرين. أولا الأعمال السابقة كلها أعمال سينمائية ماعدا فيلم “الصالحة” فهو شريط تلفزيوني و”دموع الشيخات” وهو شريط وثائقي، وكلها أعمال محكومة بحيز زمني محدد وتوقيت عرض معين، مما جعل المتابعة محدودة ومحصورة بين المهتمين، لكن مسلسل “لمكتوب” يعرض عبر التلفزيون وفي وقت الذروة وطيلة أيام رمضان، الشيء الذي جعل الاهتمام به أكثر بكثير من باقي الأعمال التي ذكرت، كما أن دخول الدعاة والشيوخ على خط المواجهة جعل النقاش أكثر توسعا وانتشارا”.

وكانت انتقادات الداعية المغربي ياسين العمري لقصة مسلسل “لمكتوب”، قد أثارت جدلا واسعا بين من ساير طرح العمري ومن اعتبره كلاما غير مقبولا في حق الشيخات.

ووصف العمري المسلسل بـ”الساقط” وغير المعبر عن المجتمع المغربي في وقت يحقق فيه هذا المسلسل نسبة مشاهدة مرتفعة على القناة الثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News