بعد انتقاده لمسلسل “فتح الأندلس”.. الجوهري يتضامن مع صناع العمل

أعلن السيناريست والمخرج المغربي عبد الإله الجوهري عن تضامنه المطلق مع صناع مسلسل “فتح الأندلس” الذي يعرض عبر شاشة القناة الأولى طيلة شهر رمضان الحالي، عقب تقديم المحامي محمد ألمو مقالا استعجاليا لدى المحكمة الإبتدائية بالرباط ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية لوقف عرض المسلسل بدعوى أنه ينقل مغالطات حول تاريخ المغرب.
وكتب الجوهري في تدوينة مطولة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تضامن مطلق مع مسلسل “فتح الأندلس”، بدأ اللعب الباسل الخالي من الذوق والفهم، ومحام ربما يفهم القانون لكنه لا يفهم في الفن ومعاني حرية الإبداع، يرفع دعوى قضائية مستعجلة لدى المحكمة بإيقاف بث مسلسل “فتح الأندلس”، دعوة في اعتقادي، تعكس جهلا قاتلا بمعنى أن نتناقش حول عمل ما، و نرفضه جملة وتفصيلا لاعتبار من الاعتبارات، لكن لا يعني هذا الدعوة لمنعه والحجر عليه”.
ويعتبر الجوهري أن “أصل الفن وجوهره يتلخص في الحرية، نعم حرية الإبداع، والوسيلة الوحيدة للجواب والتعبير عن رفضه، إبداع عمل آخر، بإمكانيات إبداعية حقيقية يصحح الحقائق التي شوهت، ويجيب على الأسئلة والفراغات التي ظلت معلقة، عمل يكون في مستوى تطلعات وهواجس الجماهير المغربية”.
ويضيف الجوهري في تدوينته: “عندما انتقد الكثير من المشاهدين المغاربة المسلسل، لم يكن يفكر جلهم في أن ينبري أحدهم للحديث بالنيابة عنهم، ويقوم بعمل أهوج، أي المطالبة بوقف البث، لقد كان النقاش تعبير عن وجهات نظر مختلفة، والمطالبة في نفس الآن بضرورة إنتاج وبث أعمال في المستوى تعكس توهج تاريخنا.
وتابع الناقد السينمائي كلامه بالقول: “في هذه اللحظة التي تتحرك فيها الدبابير وقليلي الحس والحياء، من أجل تكريس تقاليد غريبة عن المغرب والمغاربة، تقاليد المنع والخنق، أعبر عن شديد امتعاضي من سلوك هذا المحامي الباحث عن بوز والشهرة الخاوية الذاوية”.
وخلص الجوهري إلى تجديد إعلانه عن تضامنه مع صناع مسلسل “فتح الأندلس”، مضيفا: “حتى وإن اختلفت معهم في مقاربتهم لتاريخ بلادي فكريا وفنيا وتقنيا، كما أطالب في نفس الآن بضرورة الاشتغال الجاد على تاريخنا من خلال إنتاج أعمال تشرف المغرب والمغاربة وتحفظ تاريخنا من السطو والسرقة. والسلام”.
وكان السيناريست المغربي قد انتقد المسلسل من خلال تدوينة سابقة شاركها مع متابعيه عبر حسابه الرسمي على الموقع نفسه، إذ وصف المسلسل بـ”المهلهل”، ودون هوية فنية أو تاريخية، بشخصيات لا علاقة لها بالتاريخ أو الواقع، واصفا أبطاله بـ”الممثلين التائهين” بسبب إدارة مخرج مبتدئ قادم من الشرق على ظهر شرعية أغنية “وطنية” دغدغ بها مشاعر المغاربة ذات احتفال وطني خاص، وحصل بها، ومن خلالها، على حق فرض عمله الدرامي المهزوز على قناة مغربية محترمة، وعلى الجمهور المغربي الذي ليس بحاجة لمن يقدم له تاريخه، لأنه يعرف تاريخ بلاده جيدا، ويعرف كيف فتحت الأندلس ومن فتحها.
وأضاف الجوهري: “المهم لقد فتخ أخونا الأندلس فتخا، منذ المشهد الأول من الحلقة الأولى، وبالتالي قدرته هاته ستجعله يتجاوز أحداث التاريخ، بتوسيع نطاق الفتخ، ليصل إلى الشمال الأوروبي، ويجعل الجيوش العربية تغزو البلدان الاسكندنافية، ويهزم الفايكنغ هزما، ومعهم كل من يتوق لمتابعة الدراما العربية الراقية. ولله في خلقه شؤون، ومخرجون يعرفون بيع تفاهاتهم للآخرين، وترويج قراءاتهم المفتوخة للتاريخ المغربي”.