فاجعة سيدي مومن..تذكرة عبور للمجهول تدمي قلوب عشرات الأمهات
تحول يوم الأربعاء 9 مارس 2022 من يوم عادي هنا بحي الكرم بالدار البيضاء، إلى يوم أسود خرجت فيه الساكنة للشارع لمساندة أسر فقدوا أثر أبنائهم أثناء ملاحقتهم حلم الهجرة.
في “عشة” صغيرة قرب المسجد، جلست والدة ياسين تبكي ابنها الذي “اختفى” أثناء محاولته الوصول لبر أوروبا من السواحل التونسية رفقة 33 من أبناء أحياء شعبية بالعاصمة الاقتصادية المغربية (حي الكرم، البيضا)، في شهر دجنبر الفارط، طمعا في مستقبل أفضل.
تقول الأم وهي تغالب دموعها، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن ابنها الأكبر والذي كان معيلها قرر الهجرة بعدما “ضاقت عليه الحال”، ليقرر المغامرة بمبلغ مالي جمعه من عمل كان يزاوله ويحوّله إلى عربون لتذكرة سفر نحو المجهول.
وتؤكد الأم أن ابنها كان ضحية “ظروف” لم يكن له يد فيها “نحن نعيش في عشة، وابني ياسين قرر أن يهاجر ليساعدني ويغير حالي، لكن مصيرا مجهولا كان ينتظره هو و 34 شابا مغربيا من أبناء سيدي مومن”.
بدورها، تحمل جارة أم ياسين المسؤولية لمسؤولين اختاروا تجاهل معاناة سكان دور الصفيح وشباب أحياء شعبية، تتكاثر فيها أحلام الهجرة كما تتكاثر طفيليات في بذرة متعفنة وخيوط اليأس في واقع مظلم.
وتطالب الجارة بحل “عاجل” لمشاكل أبناء الجزء المنسي من عاصمة اقتصادية تكبر يوما بعد آخر، تجنبا ل”تفاقم الوضع”، قائلة “نطالب بحقوقنا وبأن نكون نحن أيضا جزء من المغرب “الزوين” واللي حسن من أوروبا كما تظهره شاشات التلفاز”.
ويشير أحد أصدقاء ياسين، والذي كان آخر تدويناته على حسابه في منصة فيسبوك “سأموت سعيدا إذا غرقت وأنا أحاول الهجرة”، إلى أنه كان شابا طموحا هدفه في الحياة أن يساعد أمه وأخاه الأصغر “لم يكن يوما راضيا على معيشته في عشة قرب المسجد.. كان يحلم بالكثير وظن أن الهجرة ستحقق ما تمناه”.
وإذا كانت والدة ياسين تدعو الله أن يحمي ابنها ويجعله “سالما” حيثما كان، فإن عائلات أخرى بنفس الحي (حي كرم) تترحم على أبنائها الذين توفوا في هذه الطريق المليئة بالأشواك.
ووفق معطيات من أحد أبناء الحي، فإن جثث المغاربة الذين عثر عليهم توجد بمستودع الأموات بمستشفى بورقيبة ويتوقع أن يتم نقلها للمغرب في الأيام القليلة المقبلة.
