مجتمع

وسط حالة من الارتباك..الجامعات تشرع في التراجع عن “الباكالوريوس”

وسط حالة من الارتباك..الجامعات تشرع في التراجع عن “الباكالوريوس”

قررت عدد من المؤسسات الجامعية الشروع في التراجع التدريجي عن نظام الباكالوريوس،  الذي كان ينتظر أن يتم تفعيله بصفة رسمية انطلاقا من الموسم الجامعي 2022/2023، بعد فترة تجريبية انطلقت ابتداء من الموسم الجامعي الحالي، وهو النظام الذي كُشف لأول مرة عن تفاصيل هذا النظام، في يناير 2020 بمراكش، خلال افتتاح المناظرة المغربية-الأمريكية، المنظمة حول موضوع “الإصلاح البيداغوجي الوطني بالتعليم العالي”.

يأتي ذلك، عقب تصريحات أدلى بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، أكد من خلالها أن الوزارة سجلت عددا من الملاحظات حول نظام الباكالوريوس تنسجم مع توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الصادرة بخصوص هذا الموضوع، وبناء على ذلك، تم التراجع عن اعتماده إلى حين دراسة جميع الجوانب المرتبطة به.​

ووجّه المجلس الأعلى للتربية والتكوين، انتقادات لهذا النظام، مؤكدا أن اعتماد “سلك البكالوريوس” يطرح مجموعة مـن “الصعوبات التنظيمية والتدبيرية، منها أن إضافة سلك جديد ومـوازي لا يضمن تحقيـق أهداف جودة التكوين بمؤسسـات الولـوج المفتوح”، مسجلا  “غياب تصور يبرّر إضافة سلك البكالوريوس للهيكلة البيداغوجية الخاصة بالتعليم العالي، مما يـنتج عنه عدم وضوح الرؤية والغاية من هذا التغيير”.

ورغم عدم صدور أي قرار رسمي من لدن وزارة التعليم العالي، يهم التراجع عن نظام “الباكالوريوس”، إلا أن  عددا من المؤسسات الجامعية، أصدرت قرارات متطابقة، أعلنت عبرها توقف الدراسة في مختالف مسالك الباكالوريوس، إلى حين الإعلان استعمالات الزمن الجديدة ، فضلا عن توقف برمجة الحصص الاستدراكية للمحاضرات المتعلقة بالدراسة ضمن هذا النظام.

كما تقرر في وفق اعلانات متفرقة لعدد من الجامعات اطلع “مدار21″ على بعضها إفراغ طلبة الباكالريوس في نظام الإجازة الأساسية مع الحفاظ على نفس التوزيع السابق لهم في مجموعات، وإجراء الدورة الاستدراكية الخريفية للطلبة المسجلين في مختالف مسالك الباكالوريوس ابتداء 21 مارس 2022

ودعت المؤسسات الجامعية كافة الطلبة المسجلين في مختلف مسالك البكالويوس، إلى المدوامة على زيارة المواقع الالكترونية للمؤسسات الجماعية بشكل مستمر تحسبا لأي جديد. وأثار تراجع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن اعتماد نظام الباكالوريوس، ارتباكا في صفوف عدد من الطلبة في مختلف جامعات المملكة.

ووجدت عدد من الجامعات نفسها في حالة ارتباك أمام قرار إلغاء نظام البكالوريوس الذي اعتمدته الوزارة مؤخرا في الجامعات المغربية، وهو ما سيفرض عليها تحويل طلبة البكالوريوس إلى النظام العادي مما سيخلق ارتباكا في النظام البيداغوجي للتدريس، ويثقل كاهل الأساتذة الجامعيين في إعداد المواد التدريسية.

وعلى إثر القرار، نظم طلبة الباكالوريوس وقفات احتجاجية في كل من جامعة القاضي عياض بمراكش وبكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، وبكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية عين الشق بالدار البيضاء، معبرين عن إدانتهم للطريقة التي دبرت بها الوزارة المعنية هذا الملف.

وتؤكد التعليم العالي، أن الجامعات ستعمل على تجاوز الارتباك الحاصل في اعتماد نظام الباكالوريوس،  عن طريق إعادة تسجيل الطلبة الملتحقين بنظام الباكالوريوس بشعب مشابهة لتخصصاتهم من أجل إتمام مسارهم الدراسي في سلك الإجازة بما يتماشى وتخصصاتهم، ودون التأثير على مسارهم الدراسي، موضحة أن قرار التراجع” لن يغير أي شيء، وأن معظم الطلبة الملتحقين بسلك الباكالوريوس تم نقلهم لإتمام دراستهم في سلك الإجازة خلال الدورة المقبلة الأسدس الثاني”.

وبخصوص وجود بعض الحالات التي سبق أن سجلت في شعب نادرة، والتي قد لا تتأقلم والشعب الموجودة في سلك الإجازة، أعلنت الوزارة، أنها  منكبة خلال هذا الأسبوع على الاشتغال لإيجاد حل لمثل هذه الحالات، بالتنسيق مع الجامعات التي ستكون لها صلاحيات من أجل المشاركة في وضع الطلبة في السكة الصحيحة لإتمام دراستهم دون عراقيل.

وفي هذا الصدد، كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أن هناك” تعديلات جديدة”، ستطرأ على النظام، وسيتم الافصاح عنها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وأوضح ميرواي، أن نظام” الباكالوريوس” يحتاج إلى موارد مالية وبشرية إضافية  ومؤهلة، في سياق التخصصات العلمية الجديدة التي يقترحها هذا النظام وهو الأمر الذي لم يتحقق خلال الولاية الحكومية السابق، بالإضافة إلى عدم إمكانية الاشتغال بهذا النظام بمسارين تعليميين، وفق ما جاء في رأي المجلس الأعلى للتربية والتكوين.

واعتبر وزير التعليم العالي، أن جوانب القصور التي تعتري نظام “الباكالوريوس”، في صيغته الحالية، تجعل من إعادة النظر فيه ضرورة، مشددا على أن كل رؤساء الجامعات يتفقون مع ما ورد في رأي المجلس الأعلى للتربية والتكوين بشأن هذا النظام، الذي شرعت بعض المؤسسات الجامعية في الاشتغال به انطلاقا من الموسم الجامعي الحالي.

وقال ميرواي، إن الإصلاح البيداغوجي الشامل يشكل القاعدة الصلبة لتطوير منظومة التعليم العالي والرقي بجودتها ومردوديتها، من خلال معالجة المعيقات والإكراهات المطروحة ذات الصلة خصوصا  إشكالية التوجيه وعدم ملاءمة مخرجات التعليم الثانوي مع طبيعة توزيع الطلبة بمختلف مسالك الإجازة.

هذا، وبعد بعد 17 سنة من اعتماد النظام البيداغوجي الجامعي الحالي، بمؤسسات التعليم العالي بالمغرب، قررت الحكومة السابقة، التخلي عن هذا النظام (إجازة، ماستر، دكتوراه – LMD)) واعتماد نظام جديد يعرف بنظام “البكالوريوس” (Bachelor)، وهو نظام تعتمده عدد من دول العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت الوزارة السابقة، إن هذا النظام يتوخى إرساء نظام توجيه نشط بمؤسسات التعليم العالي، وإدماج الكفايات الحياتية والذاتية بالهندسة البيداغوجية، وإلى التعلم والتمكن من اللغات الأجنبية، فضلا عن إدراج نظام الإشهاد بالخصوص في اللغات الأجنبية، وتشجيع العمل الشخصي، وتنمية تعزيز القدرات الرقمية للطالب، وإلى الانفتاح على حقول معرفية أخرى، وكذا وضع نظام الأرصدة القياسية للمحافظة على المكتسبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News