مجتمع

الفهري: كبار السن سيكونون من بين أكثر الفئات نشاطا بالمغرب

الفهري: كبار السن سيكونون من بين أكثر الفئات نشاطا بالمغرب

أكد مدير مركز الدراسات والأبحاث الديموغرافية بالمندوبية السامية للتخطيط، محمد الفاسي الفهري، إلى أن المملكة مدعوة إلى الاستفادة من مواردها البشرية، سواء الشباب أو كبار السن، للاستفادة بشكل جيد من الفرصة الديموغرافية الأولى والثانية.

وفي حديثه عن بعض الإحصائيات حول كبار السن في المغرب خلال النسخة الرابعة للقاءات العلمية للصندوق المغربي للتقاعد، المنظمة تحت شعار “إدماج كبار السن.. فرصة لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية”، قال محمد الفاسي الفهري إن هذه الفئة العمرية تبلغ اليوم 6 ملايين فرد، ومن المرتقب أن تصبح 12.9 مليونا بحلول العام 2050، مشيرا إلى أن هناك ارتفاعا على مستوى حضورها بين الفئات في سن النشاط (21.9 في المئة في الوقت الحالي مقابل 36.1 في المئة في أفق 2050).

وفي التفاصيل، كشف الفاسي الفهري أن عدد الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 55 و64 سنة يبلغ 3.2 ملايين شخص، موضحا أن 44 في المئة منهم يعملون حاليا، في حين أن 0.8 في المئة في وضعية بطالة، بينما يبقى 55.2 في المئة منهم خارج سوق الشغل.

وأضاف أن معدل اشتغال الفئة العمرية 55-64 سنة ارتفع إلى 44 في المئة، وهو ما يتجاوز المتوسط الوطني المحدد في 41.6 في المئة، في حين ينخفض بالنسبة للأشخاص البالغة أعمارهم 65 سنة (17.2 في المئة).

من جانبه، أكد مدير الصندوق المغربي للتقاعد، لطفي بوجندار، أن هناك حاجة لإعادة النظر في دور كبار السن في المجتمع.

وأبرز بوجندار الحاجة لإعادة النظر في طريقة النظر إلى كبار السن واعتبار دورهم في المجتمع كقوة عمل، سواء بوصفهم يدا عاملة مؤهلة ومقاولين يساهمون في خلق مناصب الشغل، أو بكونهم فاعلين نشيطين في المجتمع المدني.

وأشار في هذا الصدد إلى أن “العاملين من كبار السن يكونون في الغالب عرضة لصور نمطية، مما يؤثر على تقديرهم لذواتهم، وعلى رفاهيتهم، وقدرتهم على الاستمرار في الإنتاج”.

كما كشف مدير الصندوق المغربي للتقاعد أن هيكلة سوق الشغل والقوانين المعمول بها قد تشكل أحيانا عائقا أمام إدماج كبار السن، أو على الأقل عدم تشجعيهم.

وقال إن المغرب في طريقه لإتمام تحوله الديموغرافي بسبب التأثير المزدوج لتحسن أمد الحياة وانخفاض معدل الخصوبة.

وأضاف أن هذا ستكون له من دون شك “تأثيرات حتمية على الحاجيات السوسيو-اقتصادية، وعلى توازن نقل الخبرات بين الأجيال، مما يحتم استباق الأمر بالتفكير في نموذج مجتمعي ينظم حياة الأفراد في ثلاث مراحل، وهي مرحلة شباب في طور التدريس، ونضج في طور العمل، وتقاعد سعيد”.

وأوضح مدير الصندوق المغربي للتقاعد أن هذه الثلاثية تصطدم اليوم بوضعية اقتصادية وديموغرافية مختلفة بالكامل عن الوضعية التي كانت في الماضي، مما لا يتيح إمكانية تركيز النشاط الاقتصادي على الفئة العمرية من 25 إلى 60 سنة.

من جهته، أبرز غوستافو ديماركو، كبير الاقتصاديين والمسؤول عن موضوع التقاعد بالبنك الدولي، أن الأدلة الواقعية تكشف أن ارتفاع تشغيل العمال من كبار السن لا يقلص من اشتغال الشباب.

وأكد ديماركو أهمية تغيير النموذج المعمول به في التأمين الاجتماعي الذي تسبب فيه، على وجه الخصوص، التغيير الحاصل في عالم التشغيل وفي التغيير التكنولوجي.

وأوضح أن “تغيير هذا النموذج من شأنه إتاحة حيز كبير للتقاعد المرن، ولمخططات التوفير، والخدمات الدنيا غير القائمة على دفع الاشتراكات على أساس موسع، واستخدام التكنولوجيا في ما يخص توفير الخدمات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News