محمد وهبي.. صانع معجزة مغربية بالمونديال

“أشبال الأطلس” كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في سجلات أساطير كرة القدم ليلة الأحد الاثنين، بعدما أسقطوا العملاق الأرجنتيني، بهدفين دون رد، ليحصدوا كأس العالم تحت 20 سنة لأول مرة في تاريخ المغرب، وللمرة الثانية فقط في تاريخ القارة بعد إنجاز غانا في نسخة 2009 التي أقيمت في مصر.
وفي قلب هذه المعجزة، يقف محمد وهبي، الرجل الذي لم يكتف بقيادة فريق، بل أعاد تشكيل رؤية كرة القدم المغربية للفئات الصغرى.
“لا أعتبر نفسي أفضل مدرب، أنا فقط مدرب أفضل فريق وأفضل جهاز فني”، هكذا عبّر عن تواضعه، وهو الذي شاهد حلمه يتحقق أمام أعين الملايين، بمساندة الملك محمد السادس الذي وفّر البيئة المناسبة لتحقيق الإنجاز على حد تعبيره.
من أول خطواته مع أشبال الأطلس في 2022، إلى انتصاراته على أكبر المنتخبات العالمية إسبانيا، والبرازيل وفرنسا ثم الأرجنتين، ليثبت بذلك وهبي أن كرة القدم ليست بالأسماء ولا بالترشيحات على الورق، بل بالعزيمة والعمل الجماعي والانضباط التكتيكي.
وهبي، كان له الفضل في إشراك كل لاعب، حتى الحارس الثالث، حكيم مصباحي، أمام فرنسا في نصف النهائي، ليصبح كل واحد منهم جزءًا من أسطورة جيل ذهبي حفر ملحمته في سجلات التاريخ.
المدرب، كشف أن درس خسارة نهائي كأس إفريقيا كان نقطة الانطلاق، مصرحا قبيل النهائي ضد الأرجنتين: “مفتاح نجاحنا كان تواضع اللاعبين بعد خسارة نهائي الكان، وعدم البحث عن أعذار، والعمل الجماعي والانضباط التكتيكي”، مضيفا أن هذه الروح هي ما أوصل الفريق إلى نهائي كأس العالم وتحقيق الإنجاز التاريخي.
محمد وهبي، الملقب بـ”مورينيو العرب”، لم يصنع مجرد فريق، بل أسطورة وطنية شابة، علمت الجميع أن الإنجاز الحقيقي يولد من رؤية واضحة، صبر، ثقافة تكتيكية وروح جماعية.
وهكذا، ستظل ليلة الأحد-الإثنين صفحة خالدة في تاريخ الكرة المغربية، وعنوانًا للفخر لكل من يؤمن بقيمة العمل والتفاني.