شعيب حفيري يخوض تجربة تدريب المواهب في الموسم العاشر من “ستاند آب”

يخوض السيناريست والكوميدي شعيب حفيري تجربة جديدة في مجال تدريب المواهب الكوميدية، من خلال مشاركته في الموسم العاشر من برنامج “ستاند آب”، بعد تجربة سابقة له في برنامج “كوميديا”، الذي كان بدوره منصة لاكتشاف وصقل المواهب في فن الكوميديا.
وفي هذا الصدد، يؤكد شعيب في تصريح لجريدة “مدار21” أن تقاسمه تدريب المشاركين هذا الموسم مع الكوميدي أحمد اليوناني، يُحمله مسؤولية كبيرة ويضعه أمام تحدِِّ حقيقي، خاصة أن الموسم العاشر يقدم بحلة جديدة تختلف عن طبيعة المواسم السابقة، سواء على مستوى إعداد البرنامج أو تركيبة لجنة التحكيم، خاصة وأن هذا الموسم عرف تغييرات شاملة بإشراف فني من الكوميدي طاليس، ما سيمنح، بحسبه، البرنامج طابعا جديدا ومميزا، حافلا بالمفاجآت من مختلف الجوانب.
وعن مهمته كـ”كوتش”، يصفها بـ”التجربة الممتعة والغنية” مع المشاركين، خصوصا أنه عاش من قبل التجربة نفسها في برنامج “كوميديا”، مشيرا إلى أن الخبرة والتكوين اللذين اكتسبهما من خلاله، وتجربته كسيناريست، سهلا عليه التواصل والعمل مع المشاركين، خاصة أنه وزميله في التدريب يركزان منذ البداية على اختيار طاقات واعدة ومواهب حقيقية تستحق الفرصة.
وبخصوص تقييمه للمواهب الكوميدية الجديدة، وما إذا كان مستواها يتراجع مقارنة مع الجيل القديم، أوضح أنه لا يرى أي تراجع في مستوى الضحك مقارنة بالجيل السابق، موضحا أن طبيعة الضحك تتغير باختلاف الأجيال، خصوصا مع التأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبح الإنسان اليوم يضحك يوميا من مكانه وبطريقة سهلة من خلال ما يشاهده على منصات التواصل.
ويشير حفيري إلى أنه من الضروري مواكبة هذا التغير بمقاربة فنية صحيحة، إذ يعمل وأحمد اليوناني على مواكبة المواهب الشابة ومساعدتها على كتابة الكوميديا بشكل احترافي، وتوجيهها نحو صناعة ضحك حقيقي يقوم على الإبداع والفكر، لا على التكرار أو التقليد، مشيرا إلى أن “الكوميديا الحقيقية تعتمد على كتابة واعية وفهم عميق لفن الـ’ستاند آب’ وأسسه”.
ويبرز، في السياق ذاته، أن جيل التجربة السابقة يحرص على مرافقة الشباب فنيا وتشجيعهم على تطوير أسلوبهم الخاص، حتى يتمكنوا من تقديم كوميديا أصيلة تميز الفنان الحقيقي وتمنحه صوته الخاص داخل الساحة الفنية.
وبخصوص منهجيته في توجيه المشاركين، يؤكد أن توجيهه ينطلق دائما من تجربته في الكتابة، لذلك يحرص أولا على الحفاظ على أسلوب كل مشارك ولهجته وطريقته الخاصة في الأداء، والعمل على تطويرها وإبعادها عن التكرار، ودفعه إلى اختيار الطريق الأصعب، خاصة وأنه لا يميل بطبعه إلى السهل في أي تجربة فنية يخوضها.
ويعبر حفيري عن قناعته بأن التحدي الحقيقي يكمن في استخراج كل ما يملكه المشارك من طاقة وقوة، لذلك يتم الاشتغال معه على التشخيص، والإلقاء، وأساليب الكتابة وقواعدها، لمنحه الأدوات التي سيحتاجها لاحقا في مساره الفني، معتبرا أن “البرنامج ليس سوى البداية، أما العمل الحقيقي فيبدأ بعده”.
وفي ما يتعلق بإسهام هذه البرامج في دعم الكوميديا، يقول إن هذه البرامج تُعد مساحة لاكتشاف المواهب ومنحها فرصة حقيقية للتكوين، قبل أن تنال بدورها فرصة الظهور في “البرايمات” والتعريف بنفسها أمام الجمهور، رغم قناعته بأن العمل الحقيقي يبدأ بعد البرنامج، الذي لا يُعد سوى خطوة أولى في مسار طويل.
ويضيف موضحا: “شاهدنا العديد من الفنانين الكوميديين الذين تخرجوا من برامج تلفزيونية، وتألقوا اليوم وأصبحوا نجوما في الساحة الفنية، إذ إن الساحة المغربية اليوم تزخر فعلا بخريجي هذه البرامج، وهو دليل على أهميتها”.
ولفت إلى أن المواهب، في مختلف المجالات وليس فقط في الكوميديا، تحتاج بشدة إلى هذا النوع من البرامج التي تجمع بين التكوين، والتجربة، وفرصة الظهور أمام الجمهور.