“زينة ولبؤة الأطلس”.. مسرحية للأطفال تُناصر أحلام الفتيات في ملاعب الكرة

كشف المخرج زهير بنجدي أن مسرحيته الجديدة “زينة ولبؤة الأطلس”، الموجهة للأطفال ما بين 6 و14 سنة، تأتي بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وتعالج تيمة الرياضة وحق الفتاة في الحلم والمشاركة، من خلال قصة طفلة تعشق كرة القدم وتحلم بتمثيل بلدها في المحافل الدولية.
وقال بنجدي في تصريح لجريدة “مدار21” إن العرض يعتمد مقومات بصرية وصوتية حديثة، من خلال استخدام تقنية الفيديو والموسيقى والتفاعل المباشر مع الجمهور، بهدف تقديم تجربة مسرحية تعليمية وترفيهية في الآن نفسه، تتيح للأطفال الانخراط في الحكاية بشكل حي وملموس.
وأضاف المتحدث أنه اشتغل على رؤية إخراجية تناسب مسرح الشارع، الذي اتخذه اختيارا فنيا منذ تخرجه من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي سنة 2010، مشيرا إلى إشرافه على أزيد من 15 مشروعا في هذا الإطار، إلى جانب تأطير ورشات للأطفال واليافعين.
وتحكي المسرحية قصة “زينة”، طفلة طموحة تعيش في حي شعبي، وتحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم محترفة، ضمن المنتخب الوطني النسوي لبؤات الأطلس”، لكن حين يُعلن عن تنظيم مباراة حاسمة بين أطفال الحي وفريق حي مجاور، تطلب زينة من والديها التوسط للانضمام إلى الفريق، غير أن المدرب يرفض، بحجة أن الفريق مخصص للذكور فقط.
رغم إحباطها، تجد زينة دعما غير متوقع من والدتها، التي تخبرها بأنها كانت تحمل نفس الحلم في صغرها، لكنها وُوجهت بالعقبات نفسها، لاعتبار المجتمع أن كرة القدم رياضة خاصة بالذكور، إلا أن هذه اللحظة تشكل منعطفا مهما في الحكاية، حيث تبدأ في التفكير في طريقة لتحقيق حلمها رغم الصعوبات.
وفي ليلة المقابلة، تطلب زينة من والدتها أن تسرد لها قصة قبل النوم، فتختار الأم “حكاية لبؤة الأطلس”، التي تأخذ الطفلة إلى عالم خيالي، تجتمع فيه مع لبؤة قوية تعيش في جبال الأطلس، تُشجعها وتُعزز ثقتها بنفسها، مؤكدة أن الرياضة حق مشترك للجميع، بغض النظر عن الجنس، وأن النجاح لا يعترف إلا بالكفاءة والعزيمة.
وتستيقظ زينة في صباح اليوم التالي، وقد عقدت العزم على تنفيذ خطة اللبؤة، فترتدي زي صبي، وتلتحق بالمباراة تحت اسم مستعار “زين”، إذ وبفضل موهبتها، تتألق في اللعب وتسجل أهدافا حاسمة، وسط تصفيق الجمهور وإعجاب الجميع، بما فيهم والديها، اللذين لا يدركان أنها من تلعب، وبعد انتهاء المباراة، تفاجئهما زينة بكشف هويتها، وتهديهما الميدالية الذهبية، مطالبة بدعمهما في مسارها الرياضي.
وتتأثر العائلة، ويعدها الوالدان بالوقوف بجانبها، لتُختتم المسرحية بمشهد مؤثر يُبرز قوة الحلم، وضرورة دعم الأطفال لتحقيق طموحاتهم، مهما بدت مستحيلة.
وهذه المسرحية من تأليف نهيلة نايت بيهي، وإخراج: زهير بنجدي، وتشخيص: عبد الحق بلمجاهد، زينب ناجم، نهيلة نايت بيهي، وسينوغرافيا ياسر بنعتو، فيما تكلف عبد العالي خربوش بالموسيقى، وعادت الإدارة لكوثر السعيدي، والمحافظة العامة لعبد الحق بنشواري، وتقنية الفيديو لمعاد بياري، ونفذت الإنتاج جمعية أوفر بويز أوريجينال.
وفي سياق متصل، أوضح زهير بنجدي أن اختياره الاشتغال على مسرح الشارع نابع من إيمانه بكونه فضاء تواصليا مفتوحا، يجعل من الشارع وسيطا حيويا، مؤكدا أن “زينة واللبؤة” تمثل امتدادا لهذا التوجه، من خلال استهداف الأطفال في الفضاءات العمومية، وفتح النقاش حول قضايا المساواة، والتمكين، وحرية الحلم، عبر تجربة فنية تفاعلية تراعي خصوصية الفئة المستهدفة.
وحصل العرض على دعم مالي قدره 140 ألف درهم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في إطار الدورة الأولى لسنة 2025 الخاصة بدعم المشاريع الثقافية والفنية في مجال المسرح، إذ تندرج هذه المسرحية ضمن المشاريع المدعمة في إطار مجال إنتاج وترويج الأعمال المسرحية.