سياسة | فن

مريم وحساة: تنظيم المهرجانات يأتي بعد إنجاز المشاريع الأساسية للساكنة

مريم وحساة: تنظيم المهرجانات يأتي بعد إنجاز المشاريع الأساسية للساكنة

في وقت تتجه فيه العديد من الجماعات الترابية إلى تنظيم مهرجانات وتظاهرات فنية بدعوى تنشيط السياحة وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي، اختارت رئيسة جماعة تيزي نيسلي، مريم وحساة، اتخاذ موقف مغاير، معلنة رفضها إقامة أي نشاط فني بالمنطقة التي تشرف على تدبير شؤونها، ما دامت تعاني من غياب أبسط شروط العيش الكريم، كالماء والكهرباء والبنية التحتية.

وترفض رئيسة جماعة تيزي نيسلي، مريم وحساة، تنظيم تظاهرات فنية في المنطقة التي تشرف على تدبير شؤونها، في ظل استمرار معاناة الساكنة من غياب الضروريات الأساسية للعيش الكريم.

وأكدت البرلمانية ورئيسة الجماعة، خلال استضافتها في برنامج “مع بلهيسي” على قناة “مدار21″، إيمانها بأهمية التظاهرات الفنية في تنمية الاقتصاد المحلي، ومنح إشعاع للمنطقة والترويج لها سياحيا، إلا أنها اعتبرت أن تنظيم مهرجانات فنية لا يعد أمرا معقولا في وقت تعاني فيه بعض الأسر من انعدام الماء الصالح للشرب، وغياب الكهرباء والطرق المعبدة، ومشاكل أخرى مرتبطة بالبنية التحتية.

وشددت وحساة على أن تنظيم هذه التظاهرات يجب أن يأتي بعد معالجة الأزمات التي تواجه الساكنة، وإنجاز المشاريع الأساسية في مركز “تيزي نيسلي” والدواوير التابعة له.

وأوضحت أن هذا القرار، الذي حظي بدعم أعضاء الجماعة، ينبع من قناعتها في تدبير الشأن المحلي، مؤكدة أنه “ليس من الصحي تنظيم تظاهرات في وقت ما تزال فيه الساكنة محرومة من أبسط شروط العيش الكريم”.

في المقابل، تُنظم تظاهرات فنية في جماعات أخرى تعتبر فيه الفن والثقافة رافعة تنموية لا تقل أهمية عن باقي القطاعات، ولإيمانها بدورها في الترويج السياحي للمنطقة، والتعريف بها، إلى جانب تمكين الساكنة من الانفتاح على الفن والثقافة، وتوفير لحظات من الترفيه في ظل ظروف معيشية صعبة.

وأجمع عدد من الفاعلين الفنيين، في تصريحات سابقة لجريدة “مدار21″، على أهمية إحياء تظاهرات فنية في المناطق النائية التي تفتقر إلى دور للسينما، ويعاني سكانها من العزلة الثقافية، مؤكدين دورها في تنشيط السياحة وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي، من خلال إنعاش الفنادق، والمطاعم، ووسائل النقل، وغيرها من القطاعات.

وترى الممثلة أحرار أن المهرجانات تُعد فرصة اقتصادية، فنية، ثقافية، واجتماعية، إذ تتيح لقاء مباشرا بين الجمهور والفنانين، وتُسهم في تنشيط الفنادق، والنقل، والمتاجر، إلى جانب بعدها السياحي.

وتؤكد الممثلة بشرى أهريش أهمية هذه الفعاليات لما تتضمنه من ورشات وندوات وماستر كلاس، إلى جانب تسليط الضوء على المناطق المنظمة لها سياحيا.

ويرى المخرج داوود أولاد السيد أن المهرجانات تساهم في إثراء المشهد الثقافي والفني، وتشكل فرصة لاستقطاب الجمهور وتشجيعه على متابعة السينما المغربية، بما يعزز من حضور الهوية المحلية في الأعمال المعروضة.

ويرى عدد من المراقبين أن هذه المهرجانات، التي تتم بدعم من الدولة، لا تحقق عائدات فعلية، وتعد في بعض الأحيان استنزافا للدعم العمومي، خصوصا في المناطق التي تعاني من هشاشة وبنية تحتية ضعيفة.

ويشير عدد من النقاد إلى ضرورة فرض صرامة أكبر في توزيع دعم المهرجانات السينمائية، مع منح الدعم فقط للتظاهرات التي تستحقه، وحرمان من يسعون فقط للحصول على الأموال دون وجود دوافع فنية أو سينمائية حقيقية.

من جهة أخرى، انتقد الممثل رفيق بوبكر بعض المهرجانات السينمائية خلال كلمة له أثناء تكريمه في أحد المهرجانات، بسبب طريقة تنظيمها وتمويلها، والتي وصفها بأنها تعتمد على “الريع” وتفتقر إلى الصدق والاحترافية، معبرا عن امتعاضه من طريقة تنظيم وتسيير مهرجانات كبرى.

وأضاف أن بعض المؤسسات التي تنظم هذه التظاهرات مليئة بالنفاق والرياء، وتمول عن طريق “الريع” ومن جيوب دافعي الضرائب، في إشارة إلى بعض الجمعيات التي تُشرف على تنظيم التظاهرات الفنية بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News